تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:17 ص]ـ

ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ -- فقالَتْ لَكَ الويْلاتُ إنَّكَ مُرْجِلِي

تقولُ وقَدْ مالَ الغَبِيطُ بِنا مَعًا -- عَقَرَتَ بَعِيري يا امْرأَ القَيْسِ فانْزِلِ

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:18 ص]ـ

الشرح:

الخدر: والهودج، والجمع الخدور، ويستعار للستر والحجلة وغيرهما، ومنه قولهم: خدرت الجارية وجارية مخدرة أي مقصورة في خدرها لا تبرز منه، ومن ذلك قولهم: خدر الأسد يخدر خدرا وأخدر إخدارا. إذا لزم عرينه، ومنه قول ليلى الأخيلية: فتى كان أحيا من فتاة حيية وأشجع من ليث يخفان خادر وقول الشاعر: كالأسد الورد غدا من مخدره والمراد بالخدر في البيت الهودج، عنيزة: اسم عشيقته وهي إبنة عمه وقيل: هو لقب لها واسمها فاطمة، وقيل بل اسمها عنيزة، وفاطمة غيرها، قوله: فقالت لك الويلات، أكثر الناس على أن هذا دعاء منها عليه، والويلات: جمع ويلة، والويلة والويل: شدة العذاب، وزعم بعضهم أنه دعاء منها له في معرض الدعاء عليه، والعرب تفعل ذلك صرفا لعين الكمال عن المدعو عليه. ومنه قولهم: قاتلة الله ما أفصحه! ومنه قول جميل: رمى الله في عيني بثينة بالقذى وفي الغر من أنيابها بالقوادح، ويقال: رجل الرجل يرجل رجلا فهو راجل، وأرجلته أنا صيرته راجلا، خدر عنيزة بدل من الخدر الأول والمعنى: ويوم دخلت خدر عنيزة، وهذا مثل قوله تعالى: "لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات " ومنه قول الشاعر: يا تيم ياتيم عدي لا أبا لكمو لا يلفينكمو في سوأة عمر وصرف عنيزة لضرورة الشعر وهي لا تنصرف، للتأنيث والتعريف. يقول: ويوم دخلت هودج عنيزة فدعت علي أو دعت لي في معرض الدعاء علي، وقالت إنك تصيرني راجلة لعقرك ظهر بعيري، يريد أن هذا اليوم كان من محاسن الأيام الصالحة التي نالها منهن أيضا

الغبيط: ضرب من الرحال، وقيل بل ضرب من الهوادج، الباء في قوله: بنا للتعدية وقد أمالنا الغبيط جميعا، عقرت بعيري: أدبرت ظهره، من قولهم: كلب عقور، ولا يقال في ذي الروح إلا عقور. يقول: كانت هذه المرأة تقول لي في حال إمالة الهودج أو الرحل إبانا: قد أدبرت ظهر بعيرى فأنزل عن البعير

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:19 ص]ـ

فقُلْتُ لَها سِيرِي وأَرْخِي زِمامَهُ ولا تُبْعِديني مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقَتُ ومُرْضِعٍ فَأَلْهَيْتُها عَنْ ذي تمائِمَ مُحْوِلِ

ـ[المكي]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 12:19 ص]ـ

الشرح:

جعل العشيقة بمنزلة الشجرة، وجعل ما نال من عناقها وتقبيلها وشمها بمنزلة الثمرة ليتناسب الكلام، المعلل: المكرر، من قولهم: عله يعله إذا كرر سقيه، وعلله للتكثير والتكرير. والمعلل: الملهى، من قولك: عللت الصبي بفاكهة أي ألهيته بها: وقد روي اللفظ في البيت بكسر اللام وفتحها، والمعنى على ما ذكرنا يقول: فقلت للعشيقة بعد أمرها إياي بالنزول: سيري وأرخي زمام البعير ولا تبعديني مما أنال من عناقك وشمك وتقبيلك الذي يلهيني أو الذي أكرره. ويقال لمن على الدابة سار يسير، كما يقال للماشي كذلك قال: سيري وهي راكبة، الجنى: اسم لما يجتنى من الشجر، والجنى المصدر، يقال: جنيت الثمرة واجتنيتها 15

خفض فمثلك بإضمار رب، أراد فرب امرأة حبلى. الطروق: الإتيان ليلا، والفعل طرف يطرق، المرضع: التي لها ولد رضيع، إذا بنيت على الفعل أنثت فقيل: أرضعت فهي مرضعة، وإذا حملوها على انها بمعنى ذات إرضاع أو ذات رضيع لم تلحقها تاء التأنيث، ومثلها حائض وطالق وحامل، لا فصل بين هذه الأسماء فيما ذكرنا، وإذا حملت على انها من المنسوبات لم تلحقها علامة التأنيث، وإذا حملت على الفعل لحقتها علامة التأنيث، ومعنى المنسوب في هذا الباب ان يكون الاسم بمعنى ذي كذا أو ذات كذا، والاسم إذا كان من هذا القبيل عرته العرب من علامة التأنيث كما قالوا: امرأة لابن أي ذات لبن وذات تمر، ورجل لابن تامر أي ذو لبن وذو تمر، ومنه قوله تعالى:"السماء منفطر بها" نص الخليل على أن المعنى: السماء ذات انفطار به، لذلك تجرد لفظ منفطر عن علامة التأنيث. وقوله تعالى:"لا فارض ولا بكر عوان" أي لا ذات فرض، وتقول العرب: جمل ضامر وناقة ضامر، وجمل شائل وناقة شائل، ومنه قول الأعشى: عهدى بها في الحي قد سربلت بيضاء مثل المهرة الضامر أي ذات لبن وذات تمر، وقول الآخر: وغررتني وزعمت أنك لابن في الصيف تامر أي ذات لبن وذات تمر، وقول الآخر: رابعتني تحت ليل ضارب بساعد فعم وكف خاضب أي ذات خضاب، وقال أيضا: ياليت أم العمر كانت صاحبي مكان من أمسى على الركائب أي ذات صبحتي، وأنشد النحويون: وقد تخذت رحلي لدى جنب غرزها نسيفا كأفحوص القطاة المطرق أي ذات التطريق. والمعول في هذا الباب على السماع إذ هو غير منقاد للقياس، لهيت عن الشيء ألهى عنه لهيا إذا شغلت عنه وسلوت، وألهيته إلهاء إذا شغلته، التميمة: العوذة، والجمع التمائم، يقال: احول الصبي إذا تم له حول فهو محول، ويروى: عن ذي تمائم مغيل، يقال: غالت المرأة ولدها تغيل غيلا وأغالت تغيل إغيالا إذا أرضته وهي حبلى ويروى: ومرضع بالعطف على حبل. ويروى: ومرضعا على تقدير طرقتها، ومرضعا تكون معطوفة على ضمير المفعول يقول: فرب امرأة حبلى قد أتيتها ليلا، ورب امرأة ذات رضيع أتيتها ليلا فشغلتها عن ولدها الذي علقت عليه العوذة وقد أتى عليه حول كامل أو قد حبلت أمه بغيره فهي ترضعه على حبلها، وإنما خص الحبلى والمرضع لانهما أزهد النساء في الرجال وأقلهن شغفا بهم وحرصا عليهم، فقال: خدعت مثلهما مع اشتغالهما بأنفسهما فكيف تتخلصين مني؟ قوله: فمثلك، يريد به فرب امرأة مثل عنيزة في ميله إليها وحبه لها، لان عنيزة في هذا الوقت كانت عذراء غير حبلى ولا مرضع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير