تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من أبناء العجم الذين كانوا في تآمر دائم على دول الإسلام .. وأما الإنحراف والمجون فقد كان مقصوراً على طبقة مترفة، وكانت هذه الطبقة منبوذة لدى عامة الناس.

ثالثا: الزنادقة الأوائل مع مختارات من كتاباتهم وأشعارهم:

ذكر ابن النديم أسماء رؤساء الزنادقة: "ومن رؤسائهم المتكلمين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الزندقة: ابن طالوت، أبو شاكر، ابن أخي أبي شاكر، ابن الأعدى الحريزي، ونعمان بن أبي العوجاء، صالح بن عبد القدوس، ولهؤلاء كتب مصنفة في نصرة الاثنين (النور والظلمة) ومن مذاهب أهلها وقد نقضوا كتباً كثيرة صنفها المتكلمون في ذلك. ومن الشعراء: بشار بن يرد، إسحاق بن خلف، ابن نباتة، سلم الخاسر، على بن الخليل، على بن ثابت، ومن تشهر أخيراً أبو عيسى الوراق، وأبو الناشي، والجبهان بن محمد بن أحمد" وذكر ابن النديم أيضاً من كان يُرمى بالزندقة من الملوك والرؤساء: "قيل إن البرامكة بأسرها، إلا محمد بن خالد بن برمك، كانت زنادقة، وقيل في الفضل وأخيه الحسن مثل ذلك، وكان محمد بن عبيد الله كاتب المهدي زنديقاً واعترف بذلك فقتله الخليفة المهدي" أقول: هكذا استبان لنا خطر الزندقة لدرجة أنهم تغلغلوا في جهاز دولة الخلافة وصارت لهم مناصب كبيرة من رؤساء وشعراء!! ومن ثم لا عجب أن يوصي الخليفة العباسي المهدي (ت169هـ) ولده موسى الهادي (ت170هـ) بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم""""""

اضافة جديدة تتعلق بالوضوع وتصب فية:

يمكن القول ان الحضارة الغربية الحديثة مدينة لمذهب الشك الديكارتي (1596 – 1650) ومقولته المشهورة (انا افكر اذن انا موجود) والذي تم بموجبه قراءة جديدة لتشكل الثقافة والفكر الانساني، وقضية الشك قديمة قدم البشرية فمن خلال قراءة ا لقصص الموجودة في الكتاب المقدس والقران الكريم نجد رموزا للشك لم يكن ابطالها من البشر العاديين وفق التصور الديني بل كانوا من الانبياء والرسل فقصة شك ابراهيم بقدرات ربه معروفة (واذا قال ابراهيم ربي ارني كيف تحي الموتى. قال او لم تؤمن؟ قال:-بلى ولكن ليطمئن قلبي) وقصة موسى وطلبة من ربه ان يراه ليطمئن قلبه، ورغم مشروعية الشك الذي راود الانبياء باعتبارها الخطوة الاولى لمعرفة الحقيقة او هدم الحقائق القديمة فان القران يقف بالضد من فكرة الشك (أفي الله شك فاطر السماوات والارض) و (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون) (وانهم لفي شك مريب) و (وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب).

وفكرة الشك في التاريخ الاسلامي تم ربطه بالزندقة ومن ثم الالحاد لتشرع السيوف وتشعل النيران لقتل وحرق كل من يفكر بمحاولة التفكير ومن ثم يحويل لاحقا مصطلح الزنديق الى سلاح مشرع بوجه اصحاب الفكر وزعماء الثورة الاجتماعية والتحررية، وكلمة الزنديق حسب ابن منظور في لسان العرب كلمة فارسية معربة (زند كراي) وهو الذي يؤمن بدوام الدهر، ويقول الجوهري (الزنديق من الثنوية وهو معرب، والجمع الزنادقة، وقد تزندق، والاسم الزندقة. اما في كتاب الانساب (والزندي من الزندية وهم طائفة من الزردشتية والزند كتاب له والزنديق نسب الى ذلك واول من سمي بهذا الاسم ماني بن فاتك بن مانان الذي وضع كتابا سماه سابرقان وقال: هذا زند كتاب زردشت وزند بلغتهم التفسير، يعني هذا تفسير كتاب زردشت

واذا كانت فكرة الايمان بدوام الدهر (الدهرية) شكل من اشكال الزندقة فان العرب وفي العصر الجاهلي قد اَمنوا بازلية الدهر وعدم وجود البعث بعد الموت وقد اشار القران الى وجودهم (وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا، نموت ونحيا، وما يهلكنا الاالدهر) ويوضح د علي جواد الطاهر في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام استنادا الىابن قتيبة الى انتشارالدهرية في الجزيرة العربية متاثرين بدهريي الحيرة وقد اشتهر من زنادقة قريش ابو سفيان بن حرب وعقبة بن ابي معيط وابن ابي خلف الجمحي والنضر بن الحارث بن كلدة والعاص بن وائل السهمي والوليد بن المغيرة المخزومي وتذكر المصادر التاريخية الى وجود الثنوية (الاعتقاد بالنور والظلمة) في قريش دون ذكر اصحابها وقد عدَ ابو العلاء المعري (شداد بن الاسود الليثي المعروف ب (ابن شعوب) شاعر زنادقة قريش وذلك لشعره

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير