تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم ينبغي أن نذكر المسرحيات الشهيرة: كالمتحذلقات السخيفات، ومدرسة النساء (1661)، والزواج القسري (1664)، والمنافق، والدجال (1664)، والكاره للبشر (1666)، والطبيب رغماً عنه (1666) والبخيل (1668)، والمريض أو الخيالي (1673)، ومعظم هذه المسرحيات انه لم يكن كلها لا تزال تمثل على خشبة المسرح في باريس باعتبارها من روائع الأدب العالمي. منذ حوالي الأربعة قرون لا يزال موليير صامداً يجذب إلى مسرحيات كل عام بل كل أسبوع أو كل شهر آلاف المشاهدين! انه المسرح الخالد، المسرح الذي لا ينتهي إلا لكي يبدأ من جديد.

ثم يقدم المؤلف تحليلاً عميقاً لكل واحدة من مسرحياته فيدرس ظروف تأليفها ونشأتها وردود الفعل عليها عندما مثلت لأول مرة، الخ.

ومن الممتع ان نقرأ المقدمة التي كتبها موليير لمسرحيته الشهيرة التي جرت عليه المشاكل مع رجال الدين: «المنافق أو الدجال» فهو يقول بما معناه:

هذه المسرحية أحدثت من الضجة والفرقعة أكثر من غيرها بكثير وقد اضطهدت وحوربت ومنعت أكثر من جميع مسرحياتي الهزلية السابقة وقد برهن ذلك على ان رجال الدين هم أقوى الفئات في المجتمع ففي السابق تهكمت بالنساء المتخذلقات، أو بالأطباء الفاشلين، أو بالارستقراطيين من دوق ومركيز، الخ أو بالمخدوعين من قبل زوجاتهم ولكن لم يهددني احد منهم على الرغم من كل ذلك ولم تمنع مسرحياتي بسببهم.

اما المسرحية التي تتهكم برجال الكنيسة أو بعضهم وتصورهم على هيئة منافقين أو دجالين فقد منعت فوراً بعد أول عرض لها وجلبت لي المشاكل المزعجة من كل النواحي وقد كان رجال الدين ملاعين جداً ودهاة وأذكياء في محاربة هذه المسرحية فلم يهاجموها؟ لأنها تفضح مخازيهم وحيلهم لخداع الناس وأخذ الأموال منهم أو على الأقل هذا ما ادعوه. فقد زعموا بانها تسيء إلى الدين نفسه، والى التقى والورع، وليس الى الدجالين الذين يتخبأون وراء الدين والتقى والورع.

هكذا احتالوا على الموضوع ولم يواجهوه صراحة ولولا ذلك لما استطاعوا الاساءة لي ومنع المسرحية من التمثيل فقد زعموا أني أهاجم الدين في حين اني لا أهاجم الا المتاجرين به! وزعموا اني زنديق أو خليع في حين اني مؤمن بالله كبقية البشر .. باختصار: لقد قاموا بحملة شنيعة وكبيرة لتشويه سمعتي ومقاصدي الحقيقية وللأسف فأنهم نجحوا في ذلك ولو لفترة.

مهما يكن من أمر فان موليير الذي تفتخر به فرنسا الآن أكثر من أي كاتب أو ممثل مسرحي آخر عانى في حياته الكثير. صحيح انه عرف لحظات المجد والشهرة وذاق طعم الوصول ولكنه عرف أيضا معنى الاضطهاد والملاحقات والشبهات.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير