تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بارك الله فيك أخي خالد، المهم أنك قدمت ردا علميا مبنيا على الرواية، وسواء بعد ذلك قبله أمثالي أم رفضوه، المهم تقديم الدليل. أنا لا أستطيع الدخول في قول ابن حجر أو ابن تيمية رحمهما الله، فلست من أهل الاختصاص بهذا .. وشكرا ..

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 06 - 2006, 09:39 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات،

هذه دراسة مستفيضة حول القصيدة المذكورة عل أن يكون فيها ما يفيد الموضوع،

قصيدة (بانت سعاد) .. الإشكالية والحل


قصيدة (بانت سعاد) .. الإشكالية والحل

بدر بن علي المطوع

لقد احتلت المقدمة الغزلية مكاناً متميزاً في هيكل القصيدة العربية، فجرى الشاعر العربي على أن يستهل قصيدته بمدخل غزلي يفضي به إلى غرضه الأصلي من القصيدة. غير أن القصيدة الغزلية أخذت بالنزوع والاستقلالية في مرحلة مبكرة جداً عن أغراض الشعر الأخرى، فأُفْرِدت الدواوين لقصائد الغزل. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل تحول الشعر الغزلي من التعبير عن ألم الصبابة، وما يعتلج في النفس من تباريح الهوى، إلى التعبير عن مقدمات الجماع، وذكر القبلة والإفحاش في الوصف.

وعلى الرغم من أن المقدمة الغزلية التي صدَّر بها كعب قصيدته تعد وثيقة من وثائق الأدب الإسلامي، إلا أنها ـ مع الأسف الشديد ـ استخدمت في الاتجاه المعاكس لذلك، فاتخذ بعض النقاد مما جاء فيها أدلة اتكأ عليها لإباحة الغزل على إطلاقه.

وفي المقابل ذهب بعض آخر إلى رفض هذه المقدمة تحرُّجاً من القول بسماع الرسول -صلى الله عليه وسلم - لها، بسبب ما جاء فيها من غزل تناول فيه الشاعر أوصاف معشوقته الحسية والمعنوية.

وقبل الخوض في الحديث عن الإشكالات التي دعت النقاد إلى الانقسام حولها أود أن أشير بداية إلى بعض النقاط:

? أولاً: توثيق القصيدة من حيث السند:

حظيت لامية كعب بن زهير ـ رضي الله عنه ـ بشهرة وذيوع قل أن تنافسها عليه قصيدة أخرى؛ فقد سارت بها الركبان، وتوارثتها السنون، نظراً لشرف الموقف الذي قيلت فيه، وجلالة الممدوح، وسمو المناسبة، ولهذا فقد أصبحت هذه القصيدة ميداناً للبحث والدراسة قديماً وحديثاً.

ومن أهم ما أعلى شأن هذه القصيدة إلى هذا الحد، إنشادها بين يدي الرسول -صلى الله عليه وسلم -، وإصغاؤه إليها، وإعجابه بها؛ فهي بذلك تعد جزءاً من السنة النبوية الشريفة، ومصدراً من مصادر التشريع والاحتجاح.

ولأنها كذلك، وجب أن يكون توثيق مقدمة القصيدة مقصوراً على كتب الحديث والسيرة النبوية، وعدم الالتفات إلى غيرها؛ لأن النتيجة التي سننتهي إليها ستكون مبنية على ما سمعه الرسول -صلى الله عليه وسلم -، ولا شك في أن ما سمعه الرسول -صلى الله عليه وسلم - وأقره يُعد من السنة النبوية التي يحتج بها، لذا سيكون النظر والتعامل مع هذا الخبر والقصيدة على أنها وثيقة شرعية يجب توثيقها عن طريق أهل العلم بالحديث والأسانيد.

والمقدمة الغزلية المراد توثيقها للوقوف على ما سمعه الرسول -صلى الله عليه وسلم -، وما لم يسمعه، جاءت في شرح السكري على ديوان كعب بن زهير ـ رضي الله عنه ـ على النحو التالي:

بانَتْ سُعادُ فقَلْبِي اليومَ مَتْبُولُ

مُتَيَّمٌ إثْرَها لَم يُجْزَ مَكْبولُ

وما سعادُ غَدَاةَ البَيْنِ إذ رَحَلُوا

إلا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحولُ

تَجْلو عَوَارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتَسَمَتْ

كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعلُولُ

شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحْنِيَةٍ

صافٍ بأَبْطَحَ أَضْحى وَهْوَ مَشمُولُ

تَّجْلو الرِّيَاحُ القَذَى عَنهُ وأَفْرَطَهُ

مِن صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعَالِيلُ

يَا وَيْحَهَا خُلَّةً لو أَنَّهَا صَدَقَتْ

مَا وعَدتْ أَو لَوَ انَّ النُّصْحَ مَقبولُ

لكنَّهَا خُلَّةٌ قَد سِيطَ مِن دَمِهَا

فَجْعٌ وَوَلْعٌ وإخلافٌ وتَبديلُ

فما تدومُ على حالٍ تكونُ بِها

كَما تَلَوَّنُ في أثوابِها الغولُ

وما تَمَسَّكُ بالوَصْلِ الذي زَعَمَتْ

إلا كَما تُمْسِكُ الماءَ الغَرابيلُ

كانَت مَواعيدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلاً

وما مَواعيدُها إلا الأَباطيلُ

أرجو وآمُلُ أنْ يَعْجَلْنَ في أَبَدٍ

ومَا لَهُنَّ طَوالَ الدَّهْرِ تَعْجِيلُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير