تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الدجران]ــــــــ[24 - 05 - 2006, 08:53 م]ـ

حديقة الغروب - غازي القصيبي

خمسٌ وستُونَ .. في أجفان إعصارِ أما سئمتَ ارتحالاً أيّها لساري؟

أما مللتَ من الأسفارِ .. ما هدأت إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟

أما تَعِبتَ من الأعداءِ .. مَا برحوا يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ

والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ سوى ثُمالةِ أيامٍ .. تذكارِ

بلى! اكتفيتُ .. وأضناني السرى! وشكا قلبي العناءَ! ... ولكن تلك أقداري

...

أيا رفيقةَ دربي! .. لو لديّ سوى عمري .. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري

أحببتني .. وشبابي في فتوّتهِ وما تغيّرتِ .. والأوجاعُ سُمّاري

منحتني من كنوز الحُبّ. أَنفَسها وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري

ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي والغيم محبرتي .. والأفقَ أشعاري

إنْ ساءلوكِ فقولي: كان ii يعشقني بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ .. وإصرار

وكان يأوي إلى قلبي .. ويسكنه وكان يحمل في أضلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ .. فقولي: لم يكن بَطَلاً لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ

...

وأنتِ! .. يا بنت فجرٍ في تنفّسه ما في الأنوثة .. من سحرٍ وأسرارِ

ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ يهيمُ ما بين أغلالٍ. وأسوارِ

هذي حديقة عمري في الغروب .. كما رأيتِ ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

الطيرُ هَاجَرَ .. والأغصانُ شاحبةٌ والوردُ أطرقَ يبكي عهد ii آذارِ

لا تتبعيني! دعيني! .. واقرئي كتبي فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري

وإنْ مضيتُ .. فقولي: لم يكن بطلاً وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ

...

ويا بلاداً نذرت العمر .. زَهرتَه لعزّها! ... دُمتِ! ... إني حان إبحاري

تركتُ بين رمال البيد أغنيتي وعند شاطئكِ المسحورِ. أسماري

إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري

وإن مضيتُ .. فقولي: لم يكن بَطَلاً وكان طفلي .. ومحبوبي .. وقيثاري

...

يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه وأنت تعلمُ إعلاني .. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به علي .. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ .. حسن الظن يشفع لي أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟

منقوووووووووووووول

أتمنى أن نشارك جميعا ونركز على القصائد التي لن تنل حظها في الشهرة سواء في رثاء النفس أو الزوجة أو ... إلخ

ـ[معالي]ــــــــ[24 - 05 - 2006, 09:43 م]ـ

السلام عليكم

بارك الله في أستاذنا الدجران.

شعر الرثاء هو شعر الوفاء، وهو شعر لصيق بالقلب، يثيره الفقد، وتبدعه المعاناة، وأي معاناة أكبر من الفقد؟!

ذكر ابن خلكان وغيره من المؤرخين أن هذه من أجمل القصائد في باب المراثي, وسببها أن ابن بقية أحد الوزراء العباسيين كان كريمًا جوادًا, بنى كثيرًا من المساجد, وأعطى طلبة العلم وكان يضيف المساكين, فغضب عليه أحد السلاطين واسمه: عضد الدولة, فأتى بهذا الوزير وأنزله من قصره, ثم أعطاه الفيلة فرصعته فهوت عليه حتى مات, ثم نصبه على خشبة عند مدخل باب الطاق في بغداد عند نهر دجلة, فسمع العلماء بالخبر فساءهم كثيرًا وحزنوا وبكوا ومروا يسلمون ويرون جثمانه, فوجدوه منصوبًا في الصباح!! وجعل قبره على الخشبة, فقال أبو الحسن الأنباري _أحد الأدباء والعلماء الكبار_ للوزير:

علو في الحياة وفي الممات ... لحق أنت إحدى المُعجزاتِ!

كأن الناس حولك حين قاموا ... وفودُ نداك أيام الصلاتِ!

وهي قصيدة بديعة جميلة، وهنا ( http://www.khayma.com/abuadeeb/sh1.htm) تتمّتها.

سلمكم الله.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 09:13 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله في الجميع

قيل لأعرابي: مابال مراثيكم أصدق ما تقولون؟ قال: لأننا نقول وأكبادنا تتقطع.

وقال أحدهم في رثاء ابنه:

بنيَّ لئن ضنّت جفون بمائها ... لقد قرحت مني عليك جفونُ

دفنتُ بكفي بعض نفسي فأصبحت ... وللنفس منها دافن ودفين

قال أعرابي يرثي ابنه:

ولما دعوت الصبر بعدك والأسى ... أجاب الأسى طوعًا ولم يجب الصبر

فإن ينقطع منك الرجاء فإنه ... سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهر

ـ[الدجران]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 11:50 م]ـ

لله درك يا أبا طارق على هذا التميز. وأشكر المبدعة معالي وأهيب بالجميع المشاركة: تقول فاطمة رضي الله عنها في رثاء أبيها صلى الله عليه وسلم:

وماذا على من شمَّ تربة أحمدٍ ... ألا يَشمَّ مدى الزمان غواليا

صبت عليَّ من الهموم لو أنها ... صبت على الأيام صرنَ لياليا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير