ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 08:15 م]ـ
في رثاء ناصر الدين الألباني عليه رحمة الله
الشاعر: أحمد حسبو ( http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=301849)
قَدَرٌ عليَّ بأن أكون الناعيا = وبأن يفتَّ الحزنُ في أحشائيا
أنا لستُ أدري هل ألمَّ بساحتي = خطبٌ جسيمٌ أم أناخ بواديا؟!
يمضي الأحبَّةُ فالديارُ بلاقعٌ = وأظل وحدي باكياً أحبابيا؟!
متجرعاً غصصَ الوداعِ مريرةً = مستغفراً للراحلين إلهيا؟
حتى إذا اندملت جراحٌ أوجَعتْ = جدَّت جراحٌ في الفؤادِ عواتيا
واليومَ ثار الجرحُ فيَّ مبرِّحاً = وتحرَّك الزلزالُ في أنحائيا
قالوا لنا الشيخ المجاهد جاءهُ = أمرُ السماءِ وكان أمراً ماضيا
وكأنّه سئم الإقامةَ بعدهم = فدعا الإلهَ بأن يكون التاليا
علاَّمةُ الإسلامِ فارق أرضَنا = ليصير في كَنَفِ المهيمنِ راضيا
رحل المحدِّثُ تاركاً في إِثرِهِ = للسُّنةِ الغرّاءِ صرحاً عاليا
يا ناصراً للدين إن بعُدَ النوى' = ستظل دوماً في الجوانحِ ثاويا
واليتَ ربَّ العالمين وحزبَهُ = وسَخِرتَ بالباغي ولم تك باغيا
علمتنا سندَ الحديثِ ومتنَهُ = وصحيحَه وضعيفَه والراويا
ونفَيتَ عن قولِ الحبيب محمدٍ = مَنْ كان يكذبُ عامداً أو ناسيا
شهد الجميعُ بأنَّ بحرَكَ زاخرٌ = بالعلم فاض جواهراً ولآليا
إنْ قيل صححه المحدِّثُ سلَّموا = فوراً وقالوا نرتضي "الألبانيَا"
أو قيل ضعَّفهُ يُرَدُّ لضعفهِ = تأبى'العقولُ النيِّراتُ تماديا
أنا ما رأيتُكَ في الحياة وإنَّما = أبصرتُ وجهَك في سطوركَ باديا
أبصرتُ وجهَك في سلاسِلك التي = عمَّت بقاعَ الأرضِ نوراً ساريا
لم تستمع أذني إليك وإنَّما = أصغي لقولك يا إمامُ بروحيا
يجزيك رب العالمين بفضلهِ = عن أمة الإسلام أجراً وافيا
واللهِ لولا اللهُ يؤنسُ وحدتي = ويمدني بالصبرعند مصابيا
لسئمتُ نفسي بعد موت أحبتي = ولَمَا استطعت بأن أعيشُ حياتيا
يا عينُ جودي في وداع أئمةٍ = علَّ الدموعَ اليوم تطفئ ناريا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 09:30 ص]ـ
من أحرج المواقف وأشدها انفعالا في العاطفة أن يرثي شاعر عدوا كان بالأمس صديقاً حميماً، وهذا ما تارجح فيه أبو بكر الخوارزمي حين رثى العدو الصديق فقال:
لقد صادت يد الأيام طيراً=تضيق به حبالة من يصيد
صديق قد فقدناه قديم=وثكل قد وجدناه جديد
مصاب وهو عند الناس نعمى=ونحس وهو عند الناس عيد
تهنئني الأنام به ولمن=تعزيني الواثق والعهود
وسيف قد ضربت به مراراً=ومن ضرباته بي لي شهود
ومن عجب الليالي أن خصمي=يبيد وأن حزني لايبيد
بكيت عليك بالعين التي لم=تزل من سوء فعلك بي تجود
لقد أبكيتني حياً وميتاً=فقل لي أي فعليك الرشيد
فقد غادرتني في كل حال=أذم الدهر فيك وأستزيد
فلا يوم تموت به مجيد=ولا يوم تعيش به حميد
نقلا عن كتاب طرائف ومسامرات للبيومي
ـ[قريع دهره]ــــــــ[09 - 06 - 2006, 09:15 ص]ـ
أخواني أحيلكم إلى كتاب التعازي والمراثي للمبرد .. فبها قصائد كثيرة في الرثاء تصل للإعجاز وليس فقط الإبداع
ولكن سأشارك بهذه الرائية التي لا قبل لها ولا بعد
وهي رائية التهامي
المنيّة في البريّة جارِ = ما هذه الدُّنيا بدارِ قَرارِ
بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبِراً = حتى يُرى خَبراً من الأخبار
طُبعتُ على كدرٍ وأنت تريدُها = صَفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلِّفُ الأيامِ ضِدَّ طِباعها = مُتطلِّبٌ في الماءِ جذوةَ نارِ
وإذا رجوتَ المستحيل فإنَّما = تَبني الرجاءَ على شَفيرٍ هارِ
فالعيشُ نومُ والمنيّةُ يقظةٌ = والمرءُ بينَهما خَيالٌ سار
والنفسُ إنْ رضيتُ بذلكَ أو= أبتْ مُنقادةٌ بأزِمَّةِ الأقدارِ
فاقضوا مآرِبكم عِجالاً إنّما = أعمارُكم سَفَرٌ من الأسفار
وتراكَضُوا خيلَ الشباب وبادِروا = أن تُستردَّ فإنّهنَّ عَوار
فالدهرُ يخدعُ بالمُنى ويَغضُّ إن = هنّى، ويهدمُ ما بَنى بِبَوار
ليسَ الزمانُ ولو حَرِصتَ مُسالماً = خُلقُ الزمانِ عداوةُ الأحرار
إني وُتِرتُ بصارمٍ ذي رَونَقٍ = أعددته لِطلابهِ الأوتار
أثني عليه بأثرِهِ ولو إنَّه =لم يعتبط أثنيتُ بالآثار
يا كوكباً ما كانَ أقصرَ عمرَهُ! = وكذاكَ عمرُ كَواكبِ الأسحار
وهلالَ أيامٍ مَضى لم يستدِر = بَدراً ولم يُمهل لوقتِ سِرار
عَجِلَ الخُسوف عليهِ قبلَ أواِنه = فَغَطاهُ قبلَ مَظَّنة الإبدار
¥