تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واستُل مِن أترابِه ولِداتِه = كالمُقلَةِ استُلّتْ من الأشفار

فكأنَّ قَلبي قَبرُهُ وكأنَّهُ = في طَيِّه سِرٌّ منَ الأسرار

إن تحتقِر صِفراً فربَّ مفخَّمٍ = يبدو ضئيل الشخصِ للنُظّار

إنَّ الكواكبَ في علوِّ مَحَلها = لتُرى صِغاراً وهي غيرُ صِغار

وَلدُ المُعزَّى بعضُه فإذا انقضى = بعضُ الفتى فالكلُّ في الآثار

أبكيهِ ثم أقولُ معتَذِراً لهُ = وُفّقتَ حينَ تركتَ ألأم دار

جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّه = شَتّانَ بَينَ جِواره وجواري

أشكو بِعادَكَ لي وأنتَ بمَوضِعٍ = لولا الرَّدى لَسَمعتَ فيه سِراري

والشَّرقُ نحوَ الغَربِ أربُ شُقَّةً = مِن بُعدِ تِلكَ الخَمسةِ الأشبار

هَيهاتَ قد عَلقَتكَ أشراكُ الرَّدى = وإعتاقَ عمرَكَ قاطِعُ الأعمار

ولقد جَريتَ كما جَريتُ لِغايَةِ = فبلغتَها وأبوكَ في المِضمار

وإذا نَطقتُ فأنتَ أوّلُ مَنطقي = وإذا سَكتُّ فأنتَ في إضّماري

أخفي من الرُّقباءِ ناراً مِثلَما = يُخفي مِنَ النارِ الزِّنادُ الواري

وأخفِّضُ الزفَراتِ وهيَ صَواعِدٌ = وأكَفكِفُ العَبَراتِ وهيَ جَوارِ

وشِهابُ زنَدِ الحُزنِ إن طاوعتَه = وارٍ، وإن عاصَيتَه مُتوارِ

وأكفُّ نِيرانَ الأسى ولربَّما = غُلِبَ التَّصبُّرُ فارتَمَتْ بِشَرار

ثَوبُ الرِّياءِ يَشِفُّ عمّا تَحتَهُ = وإذا التحفتَ بهِ فإنَّكَ عارِ

قَصُرت جُفوني أم تَباعَدَ بينَها = أم مُقلتي خُلِقت بِلا أشفار؟

جَفَت الكَرى حتّى كأنَّ غِرارَهُ = عِندَ إغماضِ العَينِ حَدُّ غِرار

أحيي ليالي التِّمِّ وهيَ تُمينُني = ويُميتُهُنَّ تَبَلُّجُ الأنوار

حتَّى رأيتُ الفَجرَ يَرفَعُ كَفُّهُ = بالضوءِ، رَفرفَ خيمةٍ كالقار

والصُّبحُ قد غَمرَ النجومَ كأنهُ = سَيلٌ طَغى وطَفا على النُّوِّار

لو كنتَ تُمنَعُ خاضَ دونَك فِتيةٌ = مِنّا بِحارَ عَواملٍ وشِفار

ودَحَوا فُوَيقَ الأرضِ أرضاً من دَمٍ = ثم انثَنَوا فبنَوا سَماءَ غُبار

قومٌ إذا لبِسوا الدروعَ حسبتَها = سُحُباً مُزرَّرَةً على أقمار

وترى سيوفَ الدّارعينَ كأنها = خلُجٌ تُمدُّ بِها أكفُّ بحار

لو أشرعوا أيمانَهم من طولِها = طَعنوا بها عِوضَ القَنا الخَطّار

شُوس إذا عَدِموا الوَغى انتَجَعوا لها = في كلِّ أوبٍ نُجعةَ الأمطار

جَنَبوا الجبادَ على المّطيِّ وزاوَجوا = بينَ السُّروجِ هُناكَ والأكوارِ

وكأنَّما مَلأوا عِيابَ دُروعِهم = وغُمودَ أنصلِهم سَرابَ قِفار

وكأنّ من صنعَ السوابغَ عزّهُ = ماءُ الحديدِ فصاغَ ماءَ قَرار

زَرداً، وأحكمَ كلَّ موصِلِ حَلقةٍ = بجَبابةٍ في مَوضِعِ المِسمار

فتدَرَّعوا بمتونِ ماءَ راكدٍ = وتَقَنَّعوا بحّبابِ ماءِ جار

أسدٌ ولكن يؤثِرونَ بزادِهم = والأسدُ لبس تَدينُ بالإيثارِ

يَتعطَّفونَ على المُجاوِرِ فيهِمُ = بالمُنفِساتِ تعطَّفَ الأظآرِ

يتزَّينُ النادي بحُسنِ وُجوههِم = كتَزيُّنِ الهالاتِ بالأقمار

من كلِّ مَن جعلَ الظُّبى أنصارَهُ = وكَرمنَ فاستغنى عنِ الأنصار

واللَّيثُ إن بارزتَه لم يعتمِدُ = إلاّ على الأنيابِ والأظفار

وإذا هو اعتقلَ القناةَ حَسبتَها = صِلاًّ تأبَّطَهُ هِزَبرٌ ضار

زَردُ الدِّلاصِ منَ الطِّعان بِرُمحهِ = مِثلُ الأساوِرِ في يدِ الإسوار

ويَجُرُّ ثمَّ يجرُّ صَعدةَ رُمحه = في الجَحفلِ المُتَضايِقِ الجَرّار

ما بينَ تُربٍ بالدِّماءِ مُلبَّدِ = لَزِقٍ ونَقعٍ بالطِّرادِ مُثار

والهونُ في ظلِّ الهوينى كامِنٌ = وجَلالُةُ الأخطارِ في الإخطار

تَندى أسِرّةُ وَجهه ويَمينهِ = في حالةِ الإعسارِ والإيسارِ

ويَمدُّ نحوَ المكرُماتِ أنامِلاً = لِلرِّزقِ في أثنائِهنَّ مَجار

يَحوي المَعالي غالياً أو خالياً = أبداً يُداري دونَها ويُماري

قد لاحَ في ليلِ الشبابِ كواكبٌ = إن أمهِلَتْ آلت إلى الإسفار

وتلهُّبُ الأحشاءِ شيَّبَ مَفرِقي =هذا الضياءُ شُعاعُ تلكَ النّارِ

شابَ القَذالُ وكلُّ غُصنٍ صائرٌ = فَينانُهُ الأحوى إلى الإزهار

والشِّبهُ منجذبٌ فِلم بيضُ الدُّمى = عن بيضِ مَفرِقه ذَواتُ نِفار؟

وتودُّ لو جَعلتْ سوادَ قُلوبها = وسوادَ أعيُنِها خِضابَ عِذاري

لا تَنِفرُ الظَّبَياتُ منهُ فقد رأت = كيفَ اختلافُ النَّبتِ في الأطوار

شَيئانِ يَنقَشعانِ أولَ وهَلةٍ؛ = ظِلُّ الشَّبابِ وخُلَّةُ الأشرار

لا حبَّذا الشَّببُ الوفيُّ وحَبذا = شَرخُ الشَّبابِ الخائِنِ الغَدّار

وَطَري منَ الدنيا الشّبابُ ورَوقُهُ = فإذا انقضى فقد انقَضَتْ أو طاري

قَصُرتْ مَسافَتُهُ وما حَسَناتُهُ =عِندي ولا آلاؤُه بِقِصار

نَزادادُ هَمّاً كُلَّما ازدَدنا غِنىً = فالفَقرُ كُلُّ الفَقرِ في الإكثار

ما زادَ فوقَ الزّادِ خُلفَ ضائِعاً = في حادثٍ أو وارِثٍ أو عارِ

إنِّي لأرحَمُ حاسِديَّ لِحَرِّما = ضَمِنت صُدورهُمُ من الأوغار

نَظروا صَنيعَ اللهِ بي فَعيونُهم = في جَنّةٍ وقلوبُهم في نار

لا ذَنبَ لي قد رُمتُ فَضائلي = فكأنَّما بَرقَعتُ وجهَ نَهار

وسَترتُها بتواضعي فتطلَّعت = أعناقُها تعلو على الأستار

ومنَ الرجالِ مَجاملٌ ومَعالم = ومنَ النُّجومِ غوامِضٌ ودَرارِ

والناسُ مُشتبهونَ في إيرادِهم = وتَفاضُلُ الأقوام في الإصدار

عُمري لقد أوطأتُهُم طرق العُلا = فعَمُوا ولم يَطَأوا على آثاري

لو ابصَروا بعُيونهم لاستَبصَروا = وعمى البَصائِرِ من عَمى الأبصار

هلاَّ سَعَوا سَعيَ الكرامِ فأدركوا = أو سَلَّموا لمواقِعِ الأقدار؟

ذهبَ التكرُّمُ والوفاءُ منَ الورى = وتَصرَّما، إلا منَ الأشعار

وفشت خياناتُ الثِّقاتِ وغيرهم = حتى اتَّهّمنا رؤيةَ الأبصار

ولربِّما اعتضَدَ الحَليمُ بجاهِلٍ = لا خَيرَ في يُمنى بغيرِ يَسار

لله ما أروع هذه القصيدة ... فهي درة من درر العرب

ويقال .. أنه رئي التيهامي في الجنة فسألوه .. بماذا دخلت الجنة فقال: بقولي هذا البيت

جاورت أعدائي وجاور ربه = شتان بين جواره وجواري

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير