ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 05:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي داود، فقد أوردت خلاصة موقف الإسلام من الشعر، في قولك: ":"الشعر كلام من الكلام، فحسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام .. "، وقد روي مرفوعا إلى النبي:=، من حديث عائشة، وروي موقوفا على الشافعي. قال العلامة الشنقيطي، صاحب الأضواء: "اعلم أن النبيّ:= ثبت عنه أنه قال: " لأن يمتلى ء جوف رجل قيحًا يريه خير له من أن يمتلى ء شعرًا". رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة: r وقوله في الحديث: يريه- بفتح المثناة التحتية وكسر الراء بعدها ياء- مضارع ورى القيح جوفه، يريه، وريا، إذا أكله وأفسده، والأظهر أن أصل: وراه أصاب رئته بالإفساد" ثم قال: "واعلم أن التحقيق لا ينبغي العدول عنه أن الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، ومن الأدلّة القرءانيّة على ذلك أنه تعالى لمّا ذمّ الشعراء بقوله: " يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ" استثنى من ذلك الذين آمنوا وعملوا الصالحات في قوله: " إِلاَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً". وبما ذكرنا تعلم أن التحقيق أن الحديث الصحيح المصرّح بأن امتلاء الجوف من القيح المفسد له خير من امتلائه من الشعر محمول على من أقبل على الشعر واشتغل به عن الذكر وتلاوة القرءان وطاعة اللَّه تعالى وعلى الشعر القبيح المتضمّن للكذب والباطل كذكر الخمر ومحاسن النساء الأجنبيّات ونحو ذلك". انتهى كلام الشنقيطي.
وللشعر عند الفقهاء أحكام جمعها الدكتور زيد الغنام، ونشرها في إحدى المجلات المحكمة.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 11:30 ص]ـ
قال العلامة الشنقيطي، صاحب الأضواء: "اعلم أن النبيّ:= ثبت عنه أنه قال: " لأن يمتلى ء جوف رجل قيحًا يريه خير له من أن يمتلى ء شعرًا". رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة: r وقوله في الحديث: يريه- بفتح المثناة التحتية وكسر الراء بعدها ياء- مضارع ورى القيح جوفه، يريه، وريا، إذا أكله وأفسده، والأظهر أن أصل: وراه أصاب رئته بالإفساد".
تحياتي وبعد الحقيقة أنني ما وددت اقتباس كثير من كلامك الطيب حتى لا أطيل، فجزيت خيرا على رواية الحديث مرفوعا وموقوفا .. وما وددت التطرق للحديث الآخر حتى لا أزيد الهجوم على الشعر، وقوله بفتح المثناة التحتية، أظنه يقصد الياء الثانية لا الأولى، وإن كررها، لأنه يروى (يريْهِ) بالرفع، ويروى (فيريَهُ) بالنصب .. وأما قوله (وراه) أصاب رئته، فالظاهر أنه وهم والصواب (رآه) إلا إذا كان في الأمر إعلال بالقلب .. وأما حمل امتلاء الجوف على من فعل كذا وكذا، فهل رأيت شاعرا لم يشغله شعره عن كل ما ذكرت من الخيرات، ويوقعه بكل ما ذكرت من الموبقات، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظلموا؟. وقليل ما هم لذلك جاؤوا في الآية ضمن الاستثناء .. أما أحكام الشعر عند الفقهاء فقد أخذتها من (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي .. ولعل الدكتور قد فصل فيها وتوسع بها .. جزاكم الله خيرا ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 05:13 م]ـ
أحسنت أخي داود، وبارك الله فيك، والفعل (رأى) بمعنى ضرب رئته، ذكره ابن دريد في الملاحن. وذكره صاحب القاموس والشارح، وذكرا-أيضا- الفعل (ورى) بمعنى ضرب رئته، فقالا: " ورَآهُ أَصابَ رِئَتَه، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ وابنُ سِيدَه". وقالا في موضع آخر: "و: وَرَى فلانٌ فلاناً أَصابَ رِئَتَهُ، فهو مَوْرِيٌّ، وبه فَسَّر بعضٌ الحديثَ أيْضاً والمَعْنى حتى يُصِيبَ رِئَتَه" ثم نقل صاحب التاج قول الأزهري: "الرِّئَة ُ أَصْلُها مِن وَرَى وهي مَحْذوفَة ٌ منه" فلعل صاحب الأضواء اعتمد على مثل هذا.
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[02 - 06 - 2006, 08:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اشكرك استاذي الجليل الفصيح الرائع فعلا: داوود ابا زيد على هذه المعلومات القيمة الجميلة والحكيمة،- كما اشكر الاخوة الآخرين-
وفهذه الاجابة التي زادت تحيري وانشغالي فماذا هو سر انتشار الشعر بعد صدر الاسلام مباشرة وهل كل الاخبار التي وردتنا عن قول بعض الصحابة الشعر كعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وغيرهم بموافقة الرسول صلى الله عليه وسلم (وقول بعضهم بان قصيدة كعب بن زهير-بانت سعاد-كانت حديثا نبويا لانها القيت على مسامع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعترض عليها بل القى بردته الشريفة على كتفي صاحبها) كانت مختلقة كلها،
وماهو رايكم بالشعر الذي يزيد محبة الله والرسول والاسلام والقران والسنة وحب الخيرللناس فينا ويشعرنا بالحماس وبذل الخير في سبيل الله تعالى،
والسؤال الاهم اساتذتي الكرام وخاصة استاذنا الكريم داوود ابا زيد:
نحن ندرس اللغة العربية اكثرها عن طريق الشعر العربي بل وياتي الامتحان جُلُّه من الشعر، فماذا تقولون في ذلك وبماذا تردون على من يقول اني احب الشعر الجميل كثيرا والشعر الغزلي ...
واشكركم ... واترك لكم الابواب مشرعة
¥