من عدلها ترضى النفوس وتقنعُ
حتى النصارى واليهود بظلها
عاشوا وهم في مأمنٍ أن يفزعوا
عاشوا بأرض المسلمين ولم يروا
ظلما وكانوا في الرخا يتمتعوا
دخلوا بدين الله طوعاً عندما
علموا بعدل المسلمين وبايعوا
فالفخر أنا أُمةٌ لا تنحني
أبداً لغير إلهها أو تركعُ
لم تجعل الحانات أرقى وجهةٍ
فيها المكارم تستباح وتصرع
ونساؤنا لا ينتشين بمرقصِ
فيه الكؤوس على الموائد تترعُ
إن الحجاب لهن أعظم مكسبٍ
والطهرُ يسري بينهن وينبع
من سيرة المختار بتن حرائراً
في عفةٍ من فاجر يتطلعُ
أخلاقنا تسمو بهدي نبينا
وبها نفاخرُ من يحيفَ ويخدع
والنقد أولى أن يكون لحالهم
كفرٌ وعهرٌ بينهم يتوزعُ
حتى البهائم لا تجاريهم بما
فعلوه في تلك البقاع وضيعوا
قومٌ يعدون الشذوذ حضارة
وعلى الفساد تجمهروا وتجمعوا
لا غرو أن يأتي السفاه بحقدهم
زبداً له أفواههم تتجرع
فحضارةٌ مثل الحظيرة إنها
نحو الأفول نرى خطاها تسرع
مازادنا سب النبي ونهجه
إلا اقتداءً وهو فينا الأرفع
أرواحنا تفدي النبي وكلنا
تبع نذود عن الحبيبِ وندفع
مليارُ نفسٍ لا تنامُ بمهجعٍ
أو تستلذ بمأكلٍ أو ترتعُ
حتى نرى نار الصليبِ رمائداً
وهلالنا فوق الغياهبِ يسطعُ
هجرة القمر
نور الحق إبراهيم
يا صاحبي هيا بنا
صدرت مراسيم السفر
سنودع الأرض الحبيبة
نحو آفاق الأمل
سنفارق الوطن الذي
لا رأي فيه ولا مطر
سنفارق القوم الذين تجبروا
ولهم عقول من حجر
ضاقت بنا صحراؤنا
لم يبق شيء ههنا رحلت
خديجة مثلما عمي رحل
فتكاثروا وتظاهروا
رفعوا شعارات البطر مخبولة أم القرى
كفرت بأنعم ربها
سيذيقها جوعا وخوفا وانكسار
تغدو بها أم العبر
يا صاحبي هيا بنا نحو الشمال ليثرب
أرض بها نخل كثير
واللابتان لها غدير أنصارنا أحبابنا
قبلوا الضياء بلا ضجر
أزف الرحيل
دعني أزور حبيبتي قبل الرحيل
ألقي عليها نظرة في قبرها
وأرى حراء وثوبها
وأطوف بالبيت العتيق
...
أسماء شقت قلبها ونطاقها
وسرى أخوها في الدجى
سمعت قريش بالخبر
أغرت به سفهاءها فتناثرت أقدامهم
فوق السهول وفي الجبل
الكل يبغي الجائزة!
سكن الهدوء بغار ثور
واختفى ركب القمر
يا أيها القمر الحنون
أفديك روحي والعمر
أخشى عليك من العيون
الجاحظات من الشرر لا تحزن الباري هنا
وستخضع الدنيا لنا، رغم القهر
ومضى الحبيب مهاجرا لا يلتفت
ومضى سراقة حالما يقفو الأثر
يدعو بخيل لا يشق له غبار
ساخت به أقدامه حتى الركب
حفر حفر
آمن سراقة واخف عنا، واعتبر
من يدن مني ينكسر
...
ويلوح في الأفق البعيد
ميلاد تاريخ مجيد
لاح الضياء على الربى
طلع القمر أهل المدينة ينشدون
جاء النبي .. جاء الحبيب ..
أهلا وسهلا بالأغر
يا من صبرت على العناد
وعلى يديك نما الرشاد
سر بنا نحو الظفر
كم آلمتك يد الفراق
طردوك من أرض الصبا
والذكريات الغالية ..
ستعود يوما غالبا
لابد يوما تنتصر
الحق دوما ينتصر
الحق دوما ينتصر
فلق الحق
حسن محمد الزهراني
تهلل وجه هذا الكون بشرا
وزف الى القلوب البيض بُشرى
وسبّحتِ الملائكةُ ابتهاجاً
وفاحت ''مكة'' الإسلام عِطرا
لقد وُلِدَ ''الحبيب'' فأي يوم
كهذا اليوم في التاريخ قدرَا
وأشرق نوره في كل شبر
من الدنيا كسا براً وبحرَا
وزُلْزِل عرشُ ''قيصر'' فرط خوفٍ
وخرَّ مهابةً إيوانُ ''كِسرى''
وأطفأ بردُهُ نيرانَ قومٍ
اضاعوا العمر حول النار هدرا
حبيبُ الله جاء لِسانُ صدقٍ
لِنهرِ الخيرِ بين يديهِ مجرى
طفولتهُ البريئةُ سِفْرُ حزنٍ
يجرُّ بها حِصان اليتمِ عُسرا
ولُقّبَ ''بالأمين'' وكان حقٌّا
أميناً صادقَ الإحساسِ حُرَّا
إلى ''الغار'' المطهّر كان يأوي
ويقضي الوقتَ تفكيراً وشُكرا
ولمّا جاءه ''جبريلُ'' يُهدي
إليهِ من الإلهِ الحقِّ (اقرا)
تحمّل عِبئها ومضى بحزمٍ
وإيمانٍ يُحيلُ الصّخرَ تِبرا
وأُسري بالحبيب على ''براقٍ''
فسبحان الذي بالحقّ أسرى
إمامُ الأنبياءِ وأيُ فخرٍ
تمدُّ له حِبالُ المجدِ فخراً
وفي ''المعراج'' ما يشفي فؤاداً
تقلبَ في جحيم الهمِّ دهرا
دنا من ربه الجبّار يُصغي
إليه لِيملأ الأنفاسَ نَشْرا
وعاد فكذبوه وكم دليل
رأوهُ فزادهم غيٌّا ومكرا
''وهاجر'' من أحبّ الأرض قرباً
إليه وبالهدى الوضاح فرَّا
سلامٌ يا ''مدينة'' خيرِ وجهٍ
أطلّ على الوجودِ يضيء بشرا
أتاك مهاجراً عن جورِ قومٍ
عَتوَا عن هدي ربّ الناسِ كفرا
فدى قدميهِ روحي حين يمشي
¥