تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المنهج الكلامى والمنهج المتجمد وأثرهما السيىء على واقع الأمة]

ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:30 م]ـ

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه وبعد

مما لاشك فيه أن الواقع الذى تحياه الأمة الآن هو أسوأ حال وصلت إليه الأمة على مدار تاريخها العريق الممتد من البعثة النبوية الشريفة وحتى الآن

وقد يكون هناك فترات شبيه بالواقع الحالى فى بعض الأزمان السابقة

ولكنها تختلف عنها فى شىء أساسى وهام وهو أن ما تملكه الأمة من أسباب مادية وقوى بشرية وعلماء يجعل الواقع الحالى هو أسوأ الأحوال

لأنه لا يلام المرء على ما لايستطيع إنما يلام على ما يملك ويقدر

ولايستخدم ذلك فيما لاينفع بل على العكس قد يسخدمه فيما يضر

وحتى لايتشعب بنا الحوارفى عدة إتجاهات

رأيت فى هذه المشاركة أن أتناول جانباً مهما

وعسى ان يتم الحوار والنقاش فيما بعد فى نواحى أخرى

وأقول مما لاشك فيه أن أول أسباب الخروج هو صدق العودة الحقيقية إلى الله سبحانه

وهذه الجزئية سوف أتناول منها شيئاً واحداً ومحدداً فى هذه المشاركة

وحتى يكون الكلام نافعاً ومؤثراً وتظهر ثمرته فيما بعد

وهذه الجزئية هى الفهم عن الله وعن رسول الله

وهذه سينقسم الناس فيها ثلاثة أقسام

قسمان مذمومان وقسم محمود

والقسم الأول هم علماء الكلام وهم المتقدمون على النصوص بأرائهم ولاشك أن هذا القسم مذموم

والقسم الثانى هم الفقهاء الذين ينظرون فى الأدلة الشرعية ويستخرجون الأحكام من الأدلة الشرعية

ويؤصلون القواعد فى كل الأبواب فى العقيدة وفى العبادات وفى المعاملات على وفق هذا النظر

ولايتقدمون على النصوص ولايأخذون بدلالات بعض النصوص ويتركون البعض ويتجلى فضل هذا القسم

وتقدمه على غيره بالدعاء الوارد عن النبى الكريم لحبر الأمة عبدالله بن عباس رضى الله عنهما

(اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل) ويزداد الفضل لهذا القسم إذا ما رأينا حديث النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم

إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وذلك مثل من فقه فى دين الله فنفعه ما بعثنى الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به

فيه أيضاً بيان لما ذهبت إليه من تقسيم

والقسم الثالث وهو مذموم كالأول تماما وهو الجمود بالتمسك ببعض النصوص والعمل بها وترك البعض الآخر

بل والأشد من ذلك حين يقوم هذا القسم بالهجوم على غيره من القسم الثانى وهم الفقهاء وإتهامهم بأنهم أهل الكلام وأهل التقدم على النصوص وعدم العمل بها

وعلى هذا التقسيم أفتح الحوار بسؤال ويدور النقاش حوله

ما هو الفرق بين أهل الكلام والفقهاء وموقفنا من أصحاب المنهج المتجمد الواقف على العمل ببعض النصوص دون بعض

وما هو السبيل للفهم الصحيح عن الله وعن رسوله

وأرى عندما نصل للإجابة الصحيحة على ذلك سنصل من خلالها إلى النورانية الحقيقية فى الفهم عن الله وعن رسوله وستبدأ الأمة بعدها نهضة حقيقية مستمدة و مستنيرة بنور الفهم عن الله وعن رسوله وهى الوسطية المحمودة

والحمد لله رب العالمين

ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:22 م]ـ

أخي العزيز عبد الله أشكر لك اهتمامك بما طرحته وشعورك بالواقع وكيفية النهوض به ولكن هناك بعض الملاحظات:

الملاحظة الأولى: انت انطلقت مسبقا في الحكم على المنهج الكلامي بأن له أثرا سيئا على واقع الأمة، فهل تقصد كل في هذا كل مناهج المتكلمين؟ أم بعضهم؟ فإن كنت تقصد كلهم أو بعضهم كان من الأجدى أن تحدد ما هو مقصودكم بالمنهج الكلامي الذي قرنته بالمنهج المتجمد، وفي تصوري إن قصدت بالمنهج الكلامي ما قصده ابن خلدون في تعريفه لعلم الكلام وهو الدفاع عن العقائد الإيمانية بالأدلة المنطقية فلا أتصور أن هذا المنهج محل اتفاق على انه مذموم؟ لأن بعض المسائل العقدية تضطرنا للجوء إلى مناهج المتكلمين في الدفاع عن العقيدة الإسلامية.

الملاحظة الثانية: جعْلك الحديث عن العقيدة داخلا فيما يختص به الفقهاء.

هذا الأمر يصعب تطبيقه في واقع الأمر، أي أن تطلب من الفقيه أن يكون متكلما في جانب العقيدة بما يتصل من الوقوف ضد الديانات الأخرى أمر يعسر تطبيقه في ظل فتور الهمم عند طلاب العلم وفي ظل التشعب في الاختصاصات، فالناس اليوم يسرعون إلى التخصص أكثر فأكثر، ففي المجال الفقهي هناك تخصصات كثيرة ومثل ذلك في المجال العقدي، ولا أرى ضرورة إلى دمج كل هذه الاختصاصات في يد الفقيه إلا إذا قصدت بالفقيه المعنى اللغوي وهو الفهم وعندها يدخل التخصص في الحديث وعلومه والقرآن وعلومه ...

الملاحظة الثالثة: ينبغي أن لانقع في أمر نحذر منه، فالوسطية المحمودة التي ننشدها تقتضي منا أن لا نعمم الكلام على الجميع كالحكم على المنهج الكلامي بان له أثرا سيئا على واقع الأمة، فإن كنت تقصد البعض فلا بد من التحديد، وإن كنت تقصد بالمنهج الكلامي مصطلحا خاصا فلا بد من تحديده، كما أن الوسطية تلزمنا أن لا نستشهد بالحديث عن هذه المناهج ما لم يقع التحديد الكامل عن المقصود بالمنهج الكلامي والمنهج المتجمد لأن هذه المسائل نسبية وليست محل اتفاق فما تراه جمودا في الوقوف على النص هناك من يراه محافظة على النص، لأن الحديث يبين أن هناك من لم يقبل هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهل الدخول في سلك هذه المناهج يصل إلى هذا الوصف الموجود في الحديث

وفي الختام أشكر لك اهتمامك

د. حسن الخطاف جامعة دمشق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير