تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أدب الحوار فى الاسلام ...]

ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[17 Jun 2006, 12:40 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين .. اللهم صل على محمد وعلى آله أجمعين ..

هذا كلام لبعض الدعاة المعاصرين فى أدب الحوار فى الاسلام قمت بتلخيصه وإدراجه هنا ...

أسأل الله أن يهدينا ويتوب علينا ....

**************************************************

موضوع أدب الحوار مع الآخرين كبير وخطير؛ فالخلاف بين الناس أمر مشهور، وللخلاف في أمور الدين والشرع أسباب كثيرة، منها:

- أن بعض النصوص تحتمل أكثر من اجتهاد في تحديد معناها.

- اختلاف العقول والأفهام، وتفاوت المدارك.

- تفاوت العلم؛ فهذا عالم، وهذا أعلم، وهذا أقل .. قال تعالى: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [يوسف:76].

- عدم بلوغ الدليل فيقول العالم القول ولو بلغة الدليل في المسألة لما قال به.

- الهوى والتعصب لقول، أو مذهب، أو رأي، أو شيخ (2).

مسالك الناس في حل الخلاف

وحينما يختلف الناس -سواء كانت اختلافاتهم كلية أو جزئية-؛ فإنهم يسلكون في معالجة هذا الخلاف مسالك شتى منها:

- الحرب:

فالحرب تكون -أحيانًا- وسيلة لحل الخلاف، وإنهاء الخصومات، وإثبات الحجة، إلا أنها لا تصلح أن تكون الحل الأول في ذلك؛ إذ إننا نجد أن كثيرًا من المبادئ والنظريات التي قامت على القوة، وعلى الحديد والنار -كما يقال-، سرعان ما تهاوت وسقطت.

وحال الشيوعية اليوم خير شاهد على ذلك، فقد سقطت خلال أقل من ثمانين عامًا.

على حين أن الوجه الآخر للحضارة المادية المنحرفة -وهو وجه الرأسمالية- لا زال حيًّا، وربما قويًّا ممكنًا في الأرض، وما ذلك لأنه مؤمن بالله عز وجل؛ بل إن الله يمهل ولا يهمل ....

أما في الإسلام، فإن المسلمين وإن شنّوا حروبًا ضد أعدائهم، لكن هذه الحروب لم تكن بهدف إكراه أحد على الدخول في الإسلام، فقد قال الله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة:256]؛ بل كانت بهدف إزالة الطواغيت التي تحول بين الناس وبين الدخول في الدين، أو تضغط عليهم وتكرههم على ترك دينهم الحق، والدينونة بالكفر.

ولم يحفظ التاريخ أن المسلمين أكرهوا شخصًا واحدًا على الدخول في الإسلام؛ ومما يمكن أن نلحقه بالحروب كل صور المفاصلة بسبب الرأي بما في ذلك التباغض والتهاجر ومناصبة العداء ونحو ذلك من صور المغالبة.

- الحوار:

سواء مع الكافر بهدف دعوته إلى الإسلام، أو مع المسلم، وذلك من خلال المباحث التالية:

المبحث الأول: الحوار أقوى من البندقية.

المبحث الثاني: أهمية الحوار.

المبحث الثالث: قواعد الحوار وأصوله.

المبحث الرابع: صفات المحاور.

المبحث الخامس: آفات في الحوار.

المبحث السادس: آداب الحوار الصحيح.

المبحث السابع: أمثلة من الحوارات.


المبحث الأول
الحوار أقوى من البندقية

إن الحوار يكون -أحيانًا- أقوى من الأسلحة العسكرية كلها؛ لأنه يعتمد على القناعات الداخلية الذاتية؛ بل ربما أفلح الحوار فيما لا تفلح فيه الحروب الطاحنة.
وفيما يلي حادثتان تاريخيتان قديمتان تدلان على ذلك. وكلا الحادثتين تتعلق بطائفة من الخوارج، ومن المعروف في تاريخ الإسلام أن الخوارج من أكثر الناس ضراوة وقوة، وشجاعة وبسالة في الحروب، مما جعل الناس يرهبونهم.
حتى نساء الخوارج، كن يبدين من ضروب البسالة والشجاعة في الحروب ما تدهش له العقول له:
فلننظر كيف فعل بهم الحوار؟!
- الموقف الأول:
ذكر الباقلاني، والسكوني، والشاطبي، وغيرهم، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعث ابن عباس رضي الله عنهما إلى الخوارج المسمين بالحرورية، فذهب إليهم ابن عباس رضي الله عنه، وعليه حلة جميلة، فلما أقبل، قالوا له: يا ابن عباس، ما الذي جاء بك؟ وما هذه الثياب التي عليك؟
- فقال: أما الثياب التي عليَّ، فما تنقمون مني؟ فوالله، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه حلة ليس أحد أحسن منه، ثم تلا عليهم قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَات منَ الرِّزْق قُلْ هِيَ للَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالصَةً يَوْمَ الْقيَامَةِ) [الأعراف:32].
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير