تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تأملات واشارات]

ـ[سيف الدين]ــــــــ[26 May 2006, 09:28 م]ـ

أتذكر اني امضيت سنوات طوال في درس الشريعة الاسلامية, وخضت غمار كتب ومؤلفات, وقرأت في كتب الفقه والتاريخ والفلسفة والمنطق واللغة ..

أذكر اني قرأت آلاف الصفحات حينها ..

وأذكر جيدا ان في كلية الشريعة تلك, كان نصيب القرآن من الدراسة والبحث لا يتجاوز ال100 آية في احسن الاحوال من بين أكثر من 6000 آية .. اي ما معدله 10 صفحات من القرآن الكريم كاملا الذي يقدّر باكثر من 600 صفحة ..

الذي يجيد القسمة والنسبة سيجد الامر يستحق النظر!!!

المهم, في نهاية الامر أعطيت اجازة .. في ماذا؟؟ لا اعلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ـ[سيف الدين]ــــــــ[28 May 2006, 12:21 ص]ـ

كان يربكني ان ادرس العقيدة في كليتنا الشرعية .. كانت المصطلحات معقدة, وكنت اخال انها السبب في تسمية العقيدة بهذا الاسم .. فهناك واجب الوجود, وهناك الموجود بالقوة والموجود بالفعل, وهناك الواجب العقلي, والجائز العقلي, والمستحيل العقلي , وهناك ايضا نظرية الكسب, والسببية , والكلام النفسي .. ومصطلحات كثيرة ... باختصار لم اعد اذكر من تفاصيل ذلك الشيء الكثير ..

غير اني اذكر ان الجزء المخصص للاعتقاد في الله كان يحوي على أجزاء من ايات قرآنية كقوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} و {ليس كمثله شيء} بالاضافة الى ايات كثيرة تتكلم عن يد الله وكلامه وعينه ووجهه ....

أجل اجزاء من ايات قرآنية, جمعت وفصلت وافضت الى صورة الاله في اذهان المؤمنين ..

رغم ان التصور - حسب ما قرأنا عن الفرق الاسلامية - لم يكن واحدا, الا ان الجميع - وحسب ما فهمنا ايضا - كان ينطلق من نقطة محورية يرجو ان ينتهي اليها في ابداء جميع حججه وهو تنزيه الله سبحانه وتعالى .. وحتى الذين قالوا بقدم العالم كانوا ينطلقون من تنزيه الله, غير ان الاخرين كانوا يرون ان في اثبات قدم العالم قدح في الذات الالهية ..

كانت النوايا الطيبة المحرّك الخفي, وكانت الامور في تجردها يجمعها نية طيبة واحدة وهي تنزيه الاله, وكانت هناك الاسئلة المشكلة التي تتوجه من الخصوم الى بعضهم حول ما سيؤول اليه التنزيه في حال القبول بمقولة الاخر ...

وكانت هناك ايضا مثلا مسألة الكسب .. واستأنست انني لست الوحيد ممن لم يفهم منها شيئا عندما قرأت كتب التاريخ والملاحظات حولها .. ولا يعني ذلك اني ضد كسب الاشعري او معه, فانني عاجز عن اخذ موقف اصلا لانني لم افهم شيئا من الموضوع .. الانسان لا يخلق عمله وانما يكسبه .. هل الانسان يكسب ارادته ايضا؟؟؟ حقيقة اشياء لم افهمها ...

اثناء الامتحانات كنت احاول جاهدا ان اتذكر المصطلحات كما هي بصيغها, لأني لو حدث - لا قدر الله - وأجبت بفهمي لكنت وقعت في الكفر دون ان اعلم , مما يعني انني سوف ارسب في "العقيدة" لا محالة ... !!!!!!

على اي, جهلي لا يسعف في ان يكون ركيزة او حجة في نقد المواضيع التي تدرس في العقيدة, غير اني كنت آمل في ان يعاد النظر في "العقيدة" كعنوان لكل ذلك الذي درسناه من مواضيع, ولعل عناوين اخرى كـ"علم الكلام" او ما شابه يكون أدلّ, وان يبسط في العقيدة مواضيع يفهمها القاصي والداني والصغير والكبير, حتى اذا ما سئل عن عقيدته يجيب, ولا يدخل أمه وأباه واولاده في متاهات واجب الوجود, والجائز عقلا, والمستحيل شرعا ...

ابراهيم عليه السلام عندما اراد ان يحاجج الملك فتح كتاب الكون امامه, وشرع يشير الى الموت والحياة والليل والنهار, عسى ان يكون في ذلك بعث لحياة التفكر والتدبر ...

نسيت ان اخبركم, لقد حصلت في مادة العقيدة على 90 من 100 .. واعوذ بالله من شر الـ10 علامات التي لم احصّلها .. !!!!!!!!!!!!!!!!

ـ[سيف الدين]ــــــــ[08 Jun 2006, 09:18 م]ـ

تأملت في الفقه الاسلامي .. الفقه الاسلامي في الغرب والفقه الاسلامي في الشرق - ان ما زالت تصح كلمة الشرق والغرب ..

ففي الغرب الفقه الاسلامي = مجموعة من التنازلات

اما الفقه في الشرق فهو المضمون للخطاب الاسلامي

وبين هذا وذاك ضاع الخطاب الاسلامي, وضاعت خطوط الالتقاء والافتراق مع الامم الاخرى في عالمية الرسالة ...

ربما اكون مسرفا فيما اقول, غير ان للقارىء ان يأخذ ما يريد ويدع ما يريد ...

أذكر حين اثيرت قضية الحجاب في فرنسا, استطعنا تحويلها الى قضية فقهية بامتياز, وتحدثنا يومها عن الضرورات التي تبيح المحظورات, وعن المواطنة, وعن احترام العادات والتقاليد, وعن عدم جواز مخالفة الشرع, ووجوب الالتزام بالحجاب مهما كان الامر ... كان الفقه هو المحرك الاكبر للردود الاسلامية .. ورسمنا في اذهان الاخرين خطوط الحوار مع الاخر, واخشى ان اقصى ما استطعنا رسمه هو ان ديننا عبارة عن مجموعة من القضايا الفقهية ...

وفي الذاكرة صور كثيرة لكثير من الحوارات التي نشهدها بين مسلمين يجعلون من قضايا فقهية مسائل اشبه ما تكون بالمسائل العقدية حيث ان الاجتماع او الافتراق يصبح مرهونا بالتوافق على هذه القضايا الفقهية ...

ومن اللافت ان لكل فرقة من الفرق الاسلامية الموجودة على الساحة اليوم مجموعة من القضايا الفقهية, والتي اصبحت بطاقات تعريف او اوراق ثبوتية .. فبدلا من ان نسأل مسلما ما عن انتمائه الحزبي بشكل مباشر , يقوم طرح بعض القضايا الفقهية بالمهمة بسرعة مماثلة ...

وكثيرا ما تبني بعض الاحزاب او الفرق الاسلامية مواقفها السياسية على مواقف فقهية, ويكون موقفها من الدائرة السياسية هو موقف فقهي لا اكثر ولا اقلّ ...

واخشى اننا امام الاخر, اصبح اسلامنا هو مجموعة من قضايا فقهية, قلّت اوكثرت, في رأس القائمة الحجاب والعمليات الاستشهادية والفائدة البنكية ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير