تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف تقضي الإجازة الصيفية يا طالب " كلية العلوم الإسلامية "]

ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 Jun 2006, 09:01 ص]ـ

[كيف تقضي الإجازة الصيفية يا طالب " كلية العلوم الإسلامية "]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.أما بعد

أخي طالب العلم طالب كلية العلوم الإسلامية، اعلم أن مما يلحق العالم بعد موته، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب، هي استمرارٌ لحياته ومضاعفةٌ لحسناته، وهي داخلةٌ ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).

والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء، واستمرار أجره.

ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته، ينتفعون بعلمه في حياته وينقلونه إلى الأجيال، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله.

وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء، وتأليف كتب نافعة محررة؛ فيحصل له النفع الكبير، والخير الوافر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

لكن اعلم أنَّ العلم لا ينال إلا على جسر من التعب والمشقة، ومن لم يتحمل ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل أبداً، فتلق العلم عن أهله فمن دخل في العلم وحده خرج وحده.

والعلم والعمل لا مناص من الصبر عليهما والصابر موعود بالجنان قال تعالى) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ((الرعد:24) ولا ينال العلم إلا بالصبر على المكاره وبذل النفس في طلبه والتفاني فيه، وبالنظر إلى عواقب الأمور يهون الصبر عن كل ما تشتهي وما تكره.

واحذر العوائق والآفات من مواصلة سير الطلب، فالحفظ والمدارسة لا تحمدان بحضرة الشواغل والصوارف وفي الملهيات الحضارية المحظورة والمحطات الفضائحية إشغالٌ للأفكار، وعيشٌ في الأوهام وهدرٌ للأوقات، وفي مجانبتها صيانةُ الدين وصفاءُ الأذهان وحفظُ الأزمان ومسابقةُ الأقران؛ فنزه سمعك وبصرك عما يلوث فكرك، ويسيء إلى سلوكك، ويفسد أخلاقياتك فتنبذ العلم ثم تعيش في الحضيض.

وعليك أخي طالب العلم بالصديق الصالح فالصديق قرينٌ ثانٍ فإنْ كان صالحاً فقد أعان، وإنْ كانت الأخرى فقد أفسد؛ فجانب جليس السوء فهو يفتُ عضد الطموح.

واستحضر فضل العلم والتعليم في إحياء الشريعة وحفظ معالم الملة.

واعلم أنَّ تحصين الطلاب بعلوم الشريعة مطلبٌ شرعيٌّ ولو كانت وجهتهم في التعليم إلى غير العلوم الدينية، فالعلوم الشرعية تضفي على المتعلم طمأنينةً وسعادةً وراحةً في سني التعليم يقول عز وجل يقول عز وجل:) أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ((الرعد: من الآية28) ويقبح بالمرء إلمامه بالعلوم الطبيعية وجهله بمسلمات الشريعة وتزداد حاجته إلى علوم الدين مع مصارعته للفتن وتلاطم أمواج الإحن، والمسلم متميزٌ في علومه وسعة أفقه مؤيدٌ بنور الإيمان يربط الدنيا بالآخرة وما في الكون بوحدانية الله.

واحذر أخي طالب العلم سفاسف الأخلاق فآفة العلم الإعجاب والغضب وحليته الحلم والتواضع، والسعيد من عرف الطريق إلى ربه، وسلكها قاصداً الوصول إليه، وهذا هو الكريم على ربه، والمحروم من عرف طريقاً إليه ثم أعرض عنها. وجماع الخير أنْ تستعين بالله في تلقي العلم الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام.

والعلم النافع هو أصل الهدى، والعمل بالحق هو الرشاد، والضلال العمل بغير علم والغي إتباع الهوى، ولا ينال الهدى إلا بالعلم ولا ينال الرشاد إلا بالصبر، وأصل السيئات الجهل، وعدم العلم والكسل عن الفضائل بئس الرفيق؛ فتهيأ إلى أسباب العلم بتنقية النفس من العجز وإتباع الهوى. والتواضع للعلماء إكرام للنفس من الإهانة. واندم على مضى من التفريط واجتهد في اللحاق بأهل الفضل والعزائم مادام في الوقت سعة وفي العمر فسحة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير