[معالم شخصية المسلم]
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[01 May 2006, 03:50 م]ـ
[معالم شخصية المسلم]
المقصود بالشخصية هنا كل ما يتميز به الشخص عن الآخر فكرا وسلوكا، فللمسلم شخصية متميزة، في الجانب الداخلي الفكري، والجانب الظاهري السلوكي.
اما الجانب الداخلي الفكري فأهم ما يتميز به المسلم هو إيمانه بوحدانية الله تعالى، فليس هناك تثنية ولا تثليث ولا تربيع ... والإيمان بالله الواحد يتنافى أيضا مع فكرية الدهرية المادية.
اما الجانب السلوكي فهو أمر يتميز به المسلم عن غيره، لأن للمسلم سلوكا يميزه عن الآخرين، وهذا التميز والتفرد نابع من طبيعة الإيمان بالله تعالى، فعندما يوقن المسلم بالله ينعكس هذا الإيمان على سلوكه، فهناك علاقة وثيقة جدا بين الباطن والظاهر، وهذه العلاقة هي التي دفعت المتكلمين لبحث علاقة الإيمان بالسلوك الإنساني. ونحن عندما ننظر إلى القرآن بتجرد تام عن كل الخلفيات الفكرية نجد أن الله تعالى ربط الإيمان بالسلوك في كثير من آيات القرآن الكريم،" كقوله " تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصلاة كانت لهم جنات الفردوس نزلا ... [سورة الكهف]
فالجانب الظاهري السلوكي نابع في واقع الأمر من طبيعة الإيمان بالله تعالى وبناء على ذلك عندما نرى خللا في السلوك فلنعلم أن هناك خللا ما في الباطن.
من هنا ينبغي أن يكون الإيمان بالله تعالى من أقوى مقومات الانحراف في السلوك فالمسلم عندما يعلم بأن الله عليم، فعلمه بهذه الصفة الإلهية ينبغي أن تدفعه إلى مراقبة الله في كل لحظة وفي كل تصرف في بيعه وشرائه في كلامه في جلوسه في علاقته مع الآخرين ...
وكذا عندما يعلم أن الله قوي قادر قاهر يدفعه هذا العلم الالتزام بسلوك التواضع وعند التكبر على الآخرين ...
فينبغي على المسلم أن يحافظ على شخصيته في الظاهر وفي الباطن وبذلك يكون متميزا متفردا، وإلا فإنه سيذوب في أحضان الآخرين فالذي نلحظه اليوم ان هناك تصرفات كثيرة من قبل الشباب تدل على ضعف في الشخصية، ونحن نعلم أن شخصية المسلم ينبغي أن تكون شخصية مستقلة متفردة متميزة، وهو تميز وتفرد لا يعني البتة التكبر والعلو، ولكنه يعني الاستقلال في الشخصية وعدم الذوبان في أحضان الآخرين، من هنا حرص الإسلام على أن تكون للمسلم شخصية مستقلة، ولذا عندما راى النبي عليه الصلاة والسلام ثوبين معصفرين على عبد الله بن عمرو بن العاص نهاه عن ذلك وقال إنها من ثياب الكفار، ومقصد النبي هنا أن تكون للمسلم شخصية يعتد بها، لا أن يهرول وراء ما ينتجه الآخر بحيث يؤدي ذلك إلى انسلاخ المسلم من شخصيته.
وانسلاخ المسلم من شخصيته نراها اليوم وراء الكثير من المظاهر، فمسألة لبس الذهب والفضة وغير ذلك في الأعناق وفي الأيدي من قبل الشباب، ولبس الثياب المبرقعة التي قد تجد عليها كتابات أجنبية أو رسوم تدل على آلهة الآخرين أو على اسم مشتهر قد يكون راقصة أو مغنية ... وكذا تطويل الشباب شعرهم أو حلقه حسب العادة، كل ذلك في واقع الأمر دليل على عدم الاستقلال في الشخصية.
فينبغي على شبابنا التمسك بالشخصية الإسلامية لأنها شخصية ربانية متميزة متفردة.
وفي واقع الأمر إن البحث في هذا الجانب أمر يطول، فما على المسلم إلا أن يكون متميزا عن الآخرين، فتقليد الآخرين في المأكل والملبس والمشرب انهزام داخلي.
ومن الملاحظ أن الشريعة كما دعت إلى تميز المسلم عن غيره في الباطن والظاهر، فكذا دعت إلى أن يكون هناك تميز ضمن المجتمع الإسلامي، لذا حرص الشرع على عدم التشبه بين الرجال والنساء، فالرجل رجل والمرأة امرأة، فأن يكون الرجل رجلا في الاسم وامرأة من حيث الحركة واللبس فهو أمر مذموم وكذا أن تكون المرأة مترجلة في نطقها وحركتها أمر مذموم، لهذا السبب نجد الأحاديث الكثيرة التي تنهى عن التشبه بين الجنسين.
فليحافظ المسلم على شخصيته في الباطن والظاهر وأن لا يذوب في أحضا ن الآخرين
د. حسن الخطاف، جامعة دمشق