[في نظرية المعرفة]
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 May 2006, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيملحاجاتنا لنظرة شاملة نحو تأصيل علمي وفكري لعالم الشهادة أضع البحث التالي للأستاذ ناجح بن أسامة التميمي , وأرجو ممن لهم اهتمام بنظرية المعرفة وعلم أصول العلم (البحث في القواعد الإجمالية التي يبتنى عليها العلم) وفلسفة العلوم التفاعل معنا لعموم الفائدة والله الموفق.
" بسم الله الرحمن الرحيم
المعلومات المسبقة
ينزل الوليد من بطن أمه لا يعلم شيئاً , ثم يبدأ شيئا فشيئا بإدراك ما حوله بدءاً من نعومة أظافره حتى مشيبه , و المعلومات المسبقة: هي الإدراك العقلي للبديهيات الفكرية و لوجوه الإحساس في أبسط أشكالها , فمثلاً وعي أن الألوان من حيث هي ألوان و الروائح من حيث هي روائح و الأصوات من حيث هي أصوات و النكهات من حيث هي نكهات و أن الكل اكبر من الجزء و هلم جراً فهذه البديهيات الواعية هي أفكار على بساطتها فالقدرة على التمييز ما بين الأشياء تعد اللبنة الأساسية للتفكير, فهذه الركائز هي أمور مسلم بها يدركها الإنسان فطرياً , وهنا تحدث المفارقة العجيبة التي تجابه بأفكار عمياء صماء!!؟؟ , فمن أين أتت؟؟ , وهنا يبدأ المتحذلقون و الفلاسفة النوابغ بالإجابة , لنرى , إن فريق منهم يقول بالتجربة , وهنا ماذا لو قلنا لهم أن فرضهم العلمي فاسد من هذا المنطلق , إذ أن التجربة تحتاج إلى العقل لاستخلاص النتائج فإن لم يوجد العقل أصلا فما نفع التجربة , ثم ينطلق فريق منهم ليقول أن البنية الحسية تقتضي ذلك و هنا دع العلم نفسه يجيبهم بأن افتراضهم ليس فاسداً وحسب بل وعقيم , و بعد فهم الحس فهما كافياً فماذا يقول اليقين لنا ولهم: أن الإحساس لا يولد ولا يوحي بوعي أبدا فالإحساس هو مجرد إحساس , فإن أردت مثلاً فخذ كتابا بلغة لا تعرف أي شيء عنها ككتاب بلغة أجنبية عنك و اعمد إلى إحساسه ليل نهار بكل سطر فيه وعندما يوحي لك إحساسك بفهم سطر أرجو أن تخبرنا كي نسجلك ضمن الظواهر غير الطبيعية و يجب علي أن أنبه أن الإحساس غير منفصل أبدا عن إدراك ما ولكن الوصول إلى الإدراك المطلوب هو موضوع آخر, فمن المسبب يا ترى في وعينا إذ أن لكل سبب من مسبب فمن واضع ومدبر وخالق وعينا , ولا يخفى على أحد أننا نتحدث عن الله فهو القادر الكامل الذي جعلنا على ما نحن عليه الآن , و لا أعرف من الذي قال بوجود مشكلة بين المعرفة و الله فنحن لا نرى وجودها إطلاقاً فالخضوع لله أولى واجبات العالم , و الخالق قادر كامل لا يستند بوجوده إلى شيء و تستند المخلوقات كلها بوجودها إليه , و كما لاحظت يا عزيزي فيبدأ الإنسان بإدراك ما يخص صفات ذاته (أن يبدأ بإدراك نفس طبيعة العمليات العقلية و التعبير الشعوري لذاته في التعامل مع الطبيعة قبل إدراك الطبيعة ذاتها). وكما رأيت فإن المعلومات المسبقة تنقسم إلى قسمين:-
1 - الإدراكات الحسية:- و هي إدراك الألوان و الأبعاد و الكميات و الأصوات و الروائح و الملموسات و النكهات و المساحات , وإن كان الإدراك هنا معناً على محسوس.
2 - الإدراكات المعنوية:- الصفة الثنائية , العلة والمعلول , و التركيب والتجزيء (التحليل) , و التجريد والتعميم , و الجوهر والعرض (الباطن و الظاهر) , و الوحدة و الكثرة , و الإمكان والوجوب , و الوجود و العدم , وهذه المعاني ليست متحررة من الحس بل متعلقة تمام التعلق به.
و هي كعمليات عقلية لا توجد مرة واحدة عند الإنسان و إنما توجد على مراحل متفرقة , تبعا للنضوج العقلي , مع العلم أن الإنسان لا يملك منها شيئاً حال ولادته , و الصفة الثنائية تعني أن الصفات تأتي على وجهين كبير و صغير و طويل و قصير و قوي و ضعيف و هكذا و هذه البديهية من أهم البديهيات إذ أنها ركيزة للتمييز و الإدراك , فالتمييز بديهية فكرية أساسها المقارنة.
التفكير
و هنا نصل إلى أنّ التفكير حكم على واقع أو هو الربط بين فكر مسبق و واقع مثل قولنا أن السماء زرقاء فقد حكمنا هاهنا على السماء بالزرقة فعملية الربط تمت بين مساحة ولون, ولا جرم أن معنى العقل لغة وهو أداة الفكر هو"الربط"وهنا نبدأ بالتعرض للتفكير من جوانب أخرى.
و نقول هنا أن التفكير هو: إستذهان و تصديق.
¥