تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفات مع الامتحانات]

ـ[إمداد]ــــــــ[26 May 2006, 05:11 ص]ـ

[وقفات مع الامتحانات]

د. ناصر بن يحيى الحنيني

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

أيها المؤمنون: يمر أبناءنا الطلاب بموسم متكرر، موسم الحصاد وجني الثمار، حصاد وجني ما قدموه من جهد في تحصيل العلم النافع، الذي يعود عليهم أثره في الدنيا والآخرة بإذن الله إن خلصت فيه النيات، وحتى لا يتشعب الحديث نختصر الكلام في بعض الوقفات التي أسأل الله أن ينفع قائلها قبل سامعها وقارئها بها، وهي على سبيل الإجمال ما يلي:

الوقفة الأولى: أوصيك أيها الطالب الموفق، وأنت أيها الأب المبارك، والمعلم المسدد، بل هي وصية الله للأولين والآخرين التي أوصانا الله بها في كتابه حيث قال: {ولقد وصينا الذين الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} والتقوى إخواني هي سبب الفلاح والنجاح في كل أمورنا وقد أوصانا بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في كل أحوالنا فقال صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)، ومعنى التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية باتباع أوامره واجتناب نواهيه، فهذا هو السر الحقيقي للتفوق والنجاح إذا ضممت إليه الأخذ بالأسباب، فالله عزوجل وجل قد تكفل لمن اتقى الله أن ييسر أمره ويفرج همه فقال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} وقال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً}.

الوقفة الثانية: في مثل هذه المواسم يتغير برنامج حياة البيت المسلم،فينقلب البيت بعد الهزل واللعب إلى الجد والحزم، وبعد العبث واللهو إلى الحرص والعمل، وهذا أمر يفرح القلوب لأنه مظهر إيجابي، ونحن نطالب كل أب غيور صادق أن يجعل جزءً من هذا البرنامج مستمراً بعد الامتحانات، لماذا بعد الامتحانات لايصبح للوقت قيمة في بيوتنا، ولا للبرامج الجادة مكاناً في حياتنا فعلينا بمراجعة أنفسنا فنحن محاسبون أمام الله في وقت الامتحانات وقبلها وبعدها حتى نلقى الله، فنسأل الله التسديدوالتوفيق لكل خير.

الوقفة الثالثة: إن من المظاهر الجيدة، والمواقف المسددة والمباركة، ما يصنعه كثير من الآباء من قطع كل وسائل اللهو والعبث المحرم على أبناءه وبناته أثناء فترة الامتحانات، فالدش يغلق والغناء يسكت، وكل ما يلهي ويغضب الله لا طريق له في بيوتنا رغبةً في التوفيق وعدم الخذلان من رب العالمين، وهنا تستيقظ الفطرة في قلوب كثير من الآباء والأمهات –وهو حق وخير يجب أن نتواصى به في كل وقت- يستيقظ الإيمان في قلوبنا ويصبح في قلوبنا يقين أن الذي يوفق ويسدد ابناءنا هو الله فينبغي عدم التعرض لما يغضبه فيقوم الآباء والأمهات بتطهير البيوت من كل ما يغضب الله رغبة في ما عند الله وحرصاً على عدم إنشغال أبناءهم فيما لا يرضي، فيا أيها الأب المبارك والام الحنون: أعلموا بارك الله فيكم أن الله مطلع ويعلم ما تكن صدورنا وما توسوس به أنفسنا فالله الله أن يكون همنا شيئاً من أمور الدنيا وننسى التوفيق والنجاح في الآخرة الحياة الباقية التي لا تقارن بنجاح الدنيا (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وإن من الأمور السلبية التي يتعود عليها الأبناء أن يعلقوا مرضاتهم لربهم بالطمع بما في الدنيا لنعودهم التقوى والبعد عن الموبقات في كل حياتهم في الامتحانات وغيرها حتى تصلح حياتهم وتستقيم نفوسهم علي الخير وفقنا الله إياكم لما بحبه ويرضاه.

الوقفة الرابعة: إن مما يفرح قلب كل مؤمن إقبال الشباب على الصلاة والعبادة والمحافظة على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر في مثل هذه الأيام، وهذا أمر يدل على وقور الإيمان في قلوبهم ونسأل الله لهم الثبات ولكن لا يليق بك أخي أن تتنكر لربك وتترك عبادته بعد أن يمن عليك وينعم عليك ويسددك ويوفقك واحذر من أن ينطبق عليك قول الله عزوجل: {ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير