تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقدمات فقهية نافعة]

ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[27 Jun 2006, 08:13 م]ـ

هذه مقدمات فقهية كتبتها كمقدمة لشرح متن أبي شجاع، أسأل الله أن تكون خالصة لوجه الله الكريم، وأن ينفع بها كاتبها وقارئها، وليس لي أنا الفقير إلا الجمع والترتيب، وأحببت نشرها هنا للفائدة، وسوف أجمعها هنا لتكون متتابعة لمن أرادها:

المقدمة الأولى: شرف علم الفقه.

مما لا يخفى أن علم الفقه هو من أهم العلوم الإسلامية وأشرفها، ويكفي في الدلالة على ذلك قول المولى سبحانه وتعالى: [وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ] {التوبة:122}

وقال جل جلاله: [شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {آل عمران:18}.

قال الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء (1/ 4): فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه، وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلاً. اهـ

وقال الله عز وجل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ] {المجادلة:11}

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن سيدنا معاوية رضي الله عنه: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين).

وفي الترمذي وأبي داود بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.

والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة، فنكتفي بما ذكرنا.

وقد ذكر الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/ 109) عن عمر بن عبد العزيز قال: من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.

ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[27 Jun 2006, 08:16 م]ـ

المقدمة الثانية: الحاجة إلى الفقه.

لا يحتاج الناس إلى شيء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل كحاجتهم إلى الفقه، فهو يَمَسُّ أكثرَ مجالات الحياة، ولهذا كان للفقهاء المنزلة السامية، والمكانة الرفيعة، وكان الأئمة يقدمون الاعتناء بالفقه على الاعتناء بالحديث، بل ويقدِّمون في الحديث نفسه رواية الفقيه عن الفقيه على رواية المحدث عن المحدث.

فهذا الإمام الرامَهُرْمُزي يذكر لنا في المحدث الفاصل (ص238) عن وكيع بن الجراح شيخ الشافعي أنه قال لأصحابه: الأعمش أحب إليكم عن أبي وائل عن عبد الله – بن مسعود-، أو سفيان – الثوري - عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، فقلنا: الأعمش عن أبي وائل أقرب. فقال: الأعمش شيخ وأبو وائل شيخ وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقية عن فقيه عن فقيه عن فقيه. اهـ

فانظر إلى هذا الإمام الكبير أعني وكيع بن الجراح كيف فضل سلسلة الفقهاء على سلسلة من لا عناية لهم بالفقه، مع كونهم أئمة في الحديث.

ومن الخلل البين الواضح ما يفعله كثير من الناس من العبث العلمي تحت شعار اتباع السنة وتعظيمها، فتراه دون فقه وعلم، يقدم على دراسة كتاب من كتب الحديث كصحيح البخاري أو صحيح مسلم أو سنن أبي داود، ثم يريد بعد ذلك أن يكون مرجعاً للفتوى، وإصدار الأحكام، وما علم المسكين أن أهلية الفتوى لها شروط كثيرة، من لم يحصلها لم يحل له أن يفتي أو يصدر الأحكام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير