[حول عدد ركعات التراويح]
ـ[إمداد]ــــــــ[06 Oct 2006, 01:47 ص]ـ
مجلة البحوث الإسلامية العدد السادس والعشرون - الإصدار: من ذو القعدة إلى صفر لسنة 1410هـ > البحوث > بحث فيما نسبه البهوتي في الروض المربع إلى عمر بن الخطاب في صلاة التراويح (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 276) (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 277) بحث فيما نسبه الشيخ منصور البهوتي في الروض المربع إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح في رمضان وتخريجه ومناقشة أهل العلم في ذلك بقلم: د. رويعي راجح الرحيلي أستاذ مساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد فهذا تتمة بحث: استحباب صلاة التراويح عشرين ركعة والوتر ثلاث ركعات جماعة في ليالي رمضان المبارك ذكر الشيخ البهوتي - رحمه الله - في كتابه الروض المربع: صلاة التراويح، فقال: والتراويح سنة مؤكدة، سميت بذلك لأنهم يصلون أربع (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 278) ركعات ويتروحون ساعة - أي يستريحون -، عشرون ركعة، لما روى أبو بكر عبد العزيز في الشافي: عن ابن عباس سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1327). أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة. تفعل: ركعتين ركعتين في جماعة، مع الوتر بالمسجد أول الليل، والأفضل وسنتها في رمضان، لما روي في الصحيحين من حديث عائشة: صحيح البخاري الجمعة (882) ,صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (761) ,سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1604) ,سنن أبو داود الصلاة (1373) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 169) ,موطأ مالك النداء للصلاة (250). أنه (صلى الله عليه وسلم) صلاها لياليا، فصلوها معه، ثم تأخر وصلى في بيته باقي الشهر، وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها. ثم قال: وفي البخاري: أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب فصلى بهم التراويح انظر الروض المربع 1\ 72 - 73 الطبعة السابعة طبع دار الكتب العلمية بيروت. .
هذا الذي ينسبه الشيخ - رحمه الله - إلى عمر من رواية البخاري، هو صحيح كما قال: 1 - ولفظ ما رواه البخاري بسنده إلى عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط قال في النهاية الرهط من الرجال ما دون العشرة وقيل إلى الأربعين انظر مادة رهط.، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله. هذا هو الحديث الذي أشار إليه البهوتي رحمه الله،وفيه عدة مسائل
الأولى: أن هذه الرواية جاء فيها أن عمر - رضي الله عنه - أمر أبيا أن يؤم الناس في صلاة التراويح، وقد جاءت آثار أخرى (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 279) تدل على أنه أمر غيره بما أمره به.
الثانية: أن هذه الرواية لم يذكر فيها عدد الركعات في صلاة التراويح عند عمر - رضي الله عنه -، وقد جاءت روايات أخرى تبين ذلك.
الثالثة: أن هذه الرواية بينت بعض الأسباب التي جعلت عمر - رضي الله عنه -، يجمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وجاءت روايات أخرى توضح أسبابا أخرى.
الرابعة: أن في هذه الرواية ما يشعر بأن صلاة التراويح آخر الليل أفضل عند عمر - رضي الله عنه -، وجاءت روايات أخرى تؤيد ذلك، والجواب عنه.
الخامسة: أن في هذه الرواية ما يشعر بأنه - رضي الله عنه -، ما كان يصلي التراويح مع الجماعة في بعض الأحيان، والجواب عن ذلك.
السادسة: أن عمر - رضي الله عنه - حين أمر بإقامة صلاة التراويح جماعة في أول الليل قال: نعم البدعة هذه، وبيان محمل ذلك. سنبحث هذه المسائل - إن شاء الله - مع بيان مناقشة أهل العلم لذلك مع ما يرجحه الدليل، وإليك إياها واحدة واحدة.
¥