تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مَذهَبُ الأُمة - هل يوجَدُ مذهب بهذا الاسم؟

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[30 Apr 2006, 10:57 ص]ـ

السلام عليكم

وجدت في شبكة (القلم) الفكرية حوارا بين دكتور من العراق وطالب شريعة من الجزائر، كلاهما قد أسمى نفسه (عبدالرحمن)، وقد طرح الدكتور موضوعاً جبذ اهتمامي.

وهو موضوع مذهب الأمة الذي يراه يشمل (أهل السنة-الزيدية-المعتزلة) ويقول إنّ الخلافات بين أعضاء مذهب الأمة معرفية جائية من نقص معرفي في فهم وجهات النظر، وليست عقدية بحيث أن التصنيف الشائع كان سببه انحرافاً في الفكر يمكن تلافيه بالتبحر في القراءة والتأني في إطلاق الأحكام.

ويرى أنّ أهل السنة لم يكونوا موضوعيين كليّاً في التعامُل مع المعتزلة فقد قابلوا الظلم بظلم. والبدعة ببدعة.

ولأنّ الموضوع في غاية الأهمية أحببت أن أنسخه بين يدي الإخوة أعضاء المنتدى راجيا منهم أن يناقشوه بجدية، وأن يترُك مَن لا اطلاع له على مقاصد النصّ، الكلام لمن له رأي فيه. وجزاكم الله خيراً

صدق أبو الطيب:

إنما تُنجِحُ المقالةُ في المرء إذا وافقتُ هوىً في الفؤادِ

وأنا لا أخفي الإخوة الأعضاء أني قد اقتنعت بطرح الدكتور عبدالرحمن (إن كان هذا فعلا اسمه الحقيقي) ووجود ما يمكن أن نسميه: مذهب الأمة.

فإذا اقتنعنا بوجوده فسيكون علينا حصر الثوابت واستقراءها من تراث الأمة.

وإليكم المقال:

أخي د. عبد الرحمن الزبيدي أحبك في الله.

أحبَّكـ الله الذي أحببتني فيه

د. عبدالرحمن الزبيدي-العراق-الموصل يقول ...

أسأل الله تعالى أن يغفر لنا زلاتنا وأن يهدينا لما اختُلِف فيه من الحقّ بإذنه.

لاجرم أن قد اتسع الخرق على الراقع، وكاد الباطل يلتبس بالحقّ

لكن يحمل هذا العلم من كلّ خلفٍ عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين.

أتدري أن التفكير الأسطوري هو أن تمجد الكليات التجريدية، وترفع مسميات إلى مستوى المطلق ثمّ تشرع تخضع جميع النصوص لمسمياتك.

هذا بالضبط ما حصل للعلم الشرعي مع الأسف منذ مات ابن حزم، فقد كان رحمه الله يمتاز على سواه بأمرين أساسيين: أولهما إدراكه لمبادئ العقل وثوابته وفهمه للمنطق الذي كان يسميه قواعد البرهان، على الرغم من أن المنطق كان قاصراً جداًّ ولم يكن عصر ما قبل غاليلو يسمح للإنسان بالاكتشاف العلمي لقصور المنطق. ذلكم أنه تأسس على طبيعيات ما قبل غاليلو وكانت أداة الإنسان للرصد والملاحظة حواسه الطبيعية. وثاني سمات ابن حزم وهبه لنفسه للمعرفة وتحطم ذاته أمامها فقد كان شجاعا جريئاً مخلصا مناضلا في سبيل الحقيقة. ومن ابن حزم يجب أن ننطلق لا من سواه.

وإذا شئنا أن نتكلم عن المجموع فنقول إن الخطأ الذي بثه علماء الشريعة في الأمة هو خطأ منهجي يقوم على اعتبار الدين مُشّكِّلًا للعقل، فهم يظنون أن العقل تشكله النصوص الدينية من قرآن وآثار.

والصواب الذي لا مجمجة فيه أن العقل تشكله الحواس (والآلة المكبرة للحواس)، فالذي شكّل عقل أبي بكر وعمر وعلي ليس القرآن ولا السنة بل هو العصر الجاهلي وواقع حياتهم الذي رصدوه بحواسهم. أما الدين فهو موجّه للعقل نحو الخير وليس مشكلا له.

ينبني على ذلك أن لا فرق بين عقل المسلم والكافر،وأن العلوم العقلية مشتركة بين البشرية، وأن مبادئ العقل البشري واحدة.

وينبني على ذلك أنّ ابن حزم حين قرب قواعد البرهان والمنطق بعامية أهل الأندلس كان عالماً فذّا لا يدرك قدره كثير من الناس.

ولولا مشيئة الله تعالى بأن جعل الغرب يصنع العدسة والآلات التي كبّرت الحواس (منافذ العقل) ثم اكتشاف علاقات جديدة كثيرة بين الأشياء ليس بمقدور الحواس المجردة اكتشافها، وقيام العلم الذي نتخاطب اليوم بثمرة من ثماره، لما أدركنا نحن قدر ابن حزم البتة ولصرنا ننشغل بمخاصمته كما فعل من بعده.

ما أردت أن أوصله إليك هو أن ابن حزم قد استفاد من مبادئ العقل التي اكتشفها الإنسان قبل عصره وكانت مجموعة في منطق ارسطوطاليس وهندسة اقليدس وطب جالينوس أما عصرنا اليوم فقد اضاف الى مبادئ العقل مبادئ كثيرة يدرسها علم (الأبيستيمولوجيا)، وهي مبادئ لا تني تزداد. ولو اهتدينا برؤية ابن حزم الخالد لفعلنا نفس الشيء ولكن أين نحن من شجاعته وإخلاصه؟؟.

الحزميون المعاصرون لم يفهموه حق الفهم فظنوا أنه مجرد فقيه ظاهريّ، ولكن ابن حزم متميز حتى في ظاهريته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير