تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أول مشاركاتي ... فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد]

ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[16 Aug 2006, 01:18 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة على رسول الله، وبعد،،،

أضع بين يدي الأخوة المشايخ أول مشاركتي مما لم يسبق لي نشره، وهو فقه الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد، ووقفات تربوية في ذلك.

الإمام محمد بن عبد الوهاب فقيه مجدد، يحمل الفقه على مفهوم السلف، والذي يتناول كل أمور الشريعة، بما في ذلك درايته في واقعه، ومعرفته بوسائل علاجه، وممارسته واقعا عمليا في حياته، ومن ذلك ما يلي:

1 ـ تأليفه للكتاب دليل على إحساسه واستشعاره بالمسؤلية تجاه واقع مليء بالشركيات، فلم يكتف بنقد واقعه، والاسترجاع، بل ساهم في إيجاد الحلول، وإزالة العقبات.

2 ـ تبويباته دليل على ممارسته للدعوة واقعا عمليا في حياته، ومخالطته للناس، ونزوله في ميدان العمل الدعوي، لأنه ذكر أمثلة من واقع الناس.

3 ـ في كتابه التوحيد ساهم في إيجاد حلول عمليه لواقع الأمة الأليم.

4 ـ من فقهه أنه حارب البدع بجميع أنواعها، وهذا إيمانا من الإمام المجدد بأن دين الله لا يقبل مجزأ، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض بل ينقاد للإسلام بكليته بدون زيادة أو نقص، ومتى دخلت البدع على داعية أو مجتمع فهي خطوة أولى في شذوذه عن جماعة المسلمين.

5 ـ من فقهه سهولة أسلوبه، وعدم تكلفه بكلام معقد، يراعي فيه صاحبة السجع أكثر من الفائدة المرجوة، وذلك لأنه أراد ـ والله أعلم ـ أن يستفيد من كتابه جميع المسلمين على مختلف طبقاتهم، فجاء كتابه سهلا ممتعا.

6 ـ من فقهه أن الأبواب في كتابه مترابطة، يكمل بعضها بعضا، ومن هنا تتابع الشراح على إيجاد المناسبات بين الأبواب، وهذا إيمانا منهم رحمهم الله على أن الإمام كان يراعي الترتيب في كتابه، والتنسيق.

7 ـ من فقهه أنه يأتي بالأخطاء من واقعه الذي يعيش فيه، فقال مثلا:

باب من الشرك لبس الحلقة والخيط، باب الذبح لغير الله، باب بيان شيء من أنواع السحر .... وهكذا.

وذلك لأنه يريد معالجة أخطاء واقعية يراها أمامه، ولعل هذا الأسلوب هو الأنسب في الدعوة أن يأتي الداعية بالأمثلة من واقعة المحيط به.

8 ـ طريقته في كتابه فيها تربية للأمة ولعلمائها على ربط الناس بالكتاب والسنة، وطلب الدليل، ومن هنا نجد أن طريقته تتلخص في ذكره لآية أو حديث، وهذا يدل على أن الإمام لم يكن يدعو لمذهب معين أو لنفسه، بل كان داعية لربه سبحانه.

9 ـ طريقته في ذكره للمسائل فيها تأصيل لمنهج السلف أن الأحكام تستنبط من الأدلة، وفي ذلك فضح للطريقة البدعية في تحوير النصوص لتخدم المعتقد، مما ينتج عنه لي أعناق النصوص، والتعسف في فهمها.

10 ـ من فقهه أنه يتدرج في ترتيب الأدلة في الباب الواحد، فمثلا:

باب من الإيمان الصبر على أقدار الله، قسمه لما يلي من حيث الأدلة:

1 ـ فضيلة الصبر ووجوبه، وذكر في ذلك قوله تعالى " ومن يؤمن بالله يهد قلبه ".

2 ـ من أفعال أهل الجاهلية في حال المصائب، وذكر في ذلك حديث أبي هريرة، وحديث أبي مسعود رضي الله عنهما.

3 ـ منزلة الرضا، وذكر فيها حديث أنس رضي الله عنه.

وغير ذلك من الأبواب، فنجد الإمام رحمه الله يراعي ترتيبا معينا حتى في ذكره للأدلة، وهذا فيه دراية بالأدلة ومراتبها، وفقه في تربية الناس وترقيتهم من منزلة في الإيمان إلى منزلة أعلى منها.

11 ـ في كتابه رد ضمني على شبهات المشركين والتي ذكرها في كتابه العظيم كشف الشبهات، وقد مضى بيانها في تقسيم الكتاب، فاشتمل كتابه التوحيد على حماية المؤمنين، والرد على المشركين.

12 ـ من فقهه أنه قدم في بداية الكتاب الكلام على التوحيد وفضله على الكلام على الشرك وخطورته، لأنه المقصود من الكتاب.

13 ـ من فقه الإمام أنه جعل كتابه شاملا لمظاهر الشرك الأكبر والأصغر، حماية للتوحيد من الزوال، ومن النقص.

14 ـ الإمام ينوع في الأدلة فأحيانا يكون الدليل من الكتاب، وأحيانا من السنة، وأحيانا يجمع بينهما، وهذا تقرير منه لهدفه بأكثر من أسلوب.

15 ـ من فقهه أنه يخص بعض الأمور بمزيد عناية، نظرا لحاجة الناس لها، ومن ذلك مثلا:

قوله: باب ما جاء في الريا.

ثم قال بعد ذلك: باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير