[عدد ركعات التراويح منذ عهد الصحابة]
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[03 Oct 2006, 01:03 م]ـ
فإن الاختلاف في عدد ركعات صلاة التراويح من المسائل التي كثر فيها النزاع، واختلفت بسببها النزاع فيها القلوب، وحدثت الفرقة، والمسألة لا تستدعي ذلك، بل إن الأمر من قبلُ كان محسوماً، والخلافُ كان محصوراً، واستقر عمل الناس سلفاً وخلفاً، شرقاً وغرباً على ما ثبت عن عمر رضي الله عنه، فقد روى الإمام البيهقي وغيره، قال الإمام النووي وغيره: بالإسناد الصحيح.
عن السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة، وكانوا يقومون بالمائتين، وكانوا يتوكئون على عصيهم في عهد عثمان من شدة القيام.
خلاصة القول في مذاهب العلماء في التراويح:
الحنفية: عشرون ركعة.
الشافعية: عشرون ركعة.
الحنابلة: عشرون ركعة.
الظاهرية: عشرون ركعة.
الزيدية: عشرون ركعة.
المالكية: تسع وثلاثون ركعة مع الوتر.
فليس هناك مذهب يقول بأنها (11) ركعة.
بعض أقوال أهل العلم في المسألة:
قال الإمام الشافعي في الأم: فأما قيام شهر رمضان فصلاة المنفرد أحب إلى منه ورأيتهم بالمدينة يقومون بتسع وثلاثين، وأحب إلى عشرون لأنه روى عن عمر وكذلك يقومون بمكة – أي: بعشرين - ويوترون بثلاث. اهـ
وقال الإمام العراقي الشافعي في طرح التثريب: واختار مالك رحمه الله أن يصلي ستا وثلاثين ركعة غير الوتر، وقال: إن عليه العمل بالمدينة. وفي مصنف ابن أبي شيبة عن داود بن قيس قال أدركت الناس بالمدينة في زمن عمر بن عبد العزيز وأبان بن عثمان يصلون ستا وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث. اهـ
وقال الإمام الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع: (فصل): وأما قدرها فعشرون ركعة في عشر تسليمات , في خمس ترويحات كل تسليمتين ترويحة وهذا قول عامة العلماء. وقال مالك في قول: ستة وثلاثون ركعة، وفي قول ستة وعشرون ركعة، والصحيح قول العامة لما روي أن عمر رضي الله عنه جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على أبي بن كعب فصلى بهم في كل ليلة عشرين ركعة، ولم ينكر أحد عليه فيكون إجماعا منهم على ذلك. اهـ
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي في المغني: فصل: والمختار عند أبي عبد الله – أحمد بن حنبل - رحمه الله، فيها عشرون ركعة. وبهذا قال الثوري، وأبو حنيفة، والشافعي.
وقال مالك: ستة وثلاثون. وزعم أنه الأمر القديم، وتعلق بفعل أهل المدينة، فإن صالحا مولى التوأمة، قال: أدركت الناس يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمس.
ولنا – أي الحنابلة ومن وافقهم - أن عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أبي بن كعب وكان يصلي لهم عشرين ركعة، وقد روى الحسن أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب، فكان يصلي لهم عشرين ليلة، ولا يقنت بهم إلا في النصف الثاني. فإذا كانت العشر الأواخر تخلف أبي، فصلى في بيته، فكانوا يقولون: أبق أبي رواه أبو داود.
ورواه السائب بن يزيد وروي عنه من طرق.
وروى مالك عن يزيد بن رومان قال: كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة.
وعن علي أنه أمر رجلا يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة. وهذا كالإجماع.
فأما ما رواه صالح، فإن صالحا ضعيف، ثم لا ندري من الناس الذين أخبر عنهم؟ فلعله قد أدرك جماعة من الناس يفعلون ذلك، وليس ذلك بحجة، ثم لو ثبت أن أهل المدينة كلهم فعلوه، لكان ما فعله عمر وأجمع عليه الصحابة في عصره أولى بالاتباع. قال بعض أهل العلم: إنما فعل هذا أهل المدينة لأنهم أرادوا مساواة أهل مكة، فإن أهل مكة يطوفون سبعا بين كل ترويحتين، فجعل أهل المدينة مكان كل سبع أربع ركعات، وما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى وأحق أن يتبع. اهـ
وقال الإمام النووي في المجموع: (فرع) في مذاهب العلماء في عدد ركعات التراويح: مذهبنا أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات غير الوتر، وذلك خمس ترويحات، والترويحة أربع ركعات بتسليمتين، هذا مذهبنا، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه وأحمد وداود وغيرهم، ونقله القاضي عياض عن جمهور العلماء.
وحكي أن الأسود بن يزيد كان يقوم بأربعين ركعة ويوتر بسبع.
وقال مالك التراويح تسع ترويحات وهي ست وثلاثون ركعة غير الوتر.
¥