تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة في تاريخ أمريكا]

ـ[مرهف]ــــــــ[24 Aug 2006, 07:13 م]ـ

ينبغي أن نتذكر دائماً عند الكلام في أمريكا أن هذه الولايات المتجمعة عمرها في تاريخ الأمم كمثل الرضيع أمام الكبار يبحث لنفسه عن مكان فوق تلة أو مرتفع ليظهر كبيراً مثلهم ولكن تصرفاته كطفل تأبى إلا أن تظهر عليه عندما يغامر في مقارعة الكبار، كسذاجة في التفكير ووقاحة في الخطاب وجلافة في الخلق، وتعدٍّ في المعاملات، والأخطر من هذا أن هذا الطفل ولد على يد مجرم ورضع من دماء أبرياء وأدمن على الدماء، فمستكشف القارة الأمريكية ـ كما يسمونه مستكشفاً ـ لم يكن إلا سفاحاً عربيداً خرج لصاً من إسبانيا واستوطن مجرماً في أمريكا، وتعامل مع من ساعده وحالفه بخيانة وفظاظة، فالتاريخ ما زال يذكر ملايين الهنود الحمر أصحاب الأرض أنهم قتلوا على يد هذا السفاح،وتعد أمريكا أنموذجاً لبلد المستوطنات التي أبادت سكانها الأصليين، ومن ذلك الوقت والتمييز العنصري بين السود والبيض هو القانون السيد في أمريكا، وقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط مؤخراً في عددها بتاريخ 15 رجب 1427 أن ثمة وثائق عثر عليها تكشف المزيد عن حياة كريسوف كولمبس وكيفية تعامله مع شعبه بظلم وكيف أنه أطلق يد معاونيه في الشعب حتى أن أخاه عرى امرأة وحلق شعرها وأركبها على بغل وساقها بين الناس دون علم كولمبس لأنها سبت عائلته رداً على ظلمها وإهانتها وقد فرح المستكشف كولمبس لهذا العمل ووصقه بالدفاع عن شرف العائلة!!.

ثم يسوقنا التاريخ المعاصر في نشأة الطفل المتعجرف كيف تعاملت أمريكا مع هيروشيما ونكزاكي حيث أباد القنبلة الذرية مئات الآلاف من الناس ولوثت البيئة والنسل وأفسدت في الأرض وما زال الناس يعانون من ويلات هذه القنبلة.

وما قصة فيتنام ببعيدة عنا فقتل الأطفال فيها أشهر من أن يذكر وسياسة أمريكا في تدميرها أجلى من أن نتكلم بها فهذا تاريخ معاصر شاهدنا كلنا وعايشناه ولا نكتب عن الغيب ولا نتصور ما لم يكن.

ولا ننسى جريمة حرب أفغانستان وكم من طفل قتل وكم من امرأة هتك عرضها وكم وكم .. وبعدها مباشرة العراق حيث تجلت أخلاق جنود أمريكا التي زحفت بهم لنشر الديمقراطية وإسبال الرخاء والأمن، فقبل أن تحتل أمريكا العراق كانت قد قتلت مليون طفل في الحصار، وعندما احتلتها قتلت عشرات الآلاف بقنابلها الذكية، وأما الحجة فهي موجودة وكذلك التهم جاهزة لمن يعارض هذا الإجرام، الحجة هي مكافحة الإرهاب ومن هم الإرهابيون الذين تقتلهم أمريكا وبريطانيا في العراق وأفغانستان واليوم في فلسطين ولبنان!؟، ستنجلي الصورة عن الضحايا أنهم الأطفال والنساء والعزل، ثم يأسف الذب لأن ضحيته ماتت على يديه وكان بوده أن يبتلعها دون أن يره أحد.

ثم فلسطين الحبيبة على يد اليهود تسيل أنهار من الدماء ويقتل الأطفال وتدمر البيوت وتغتصب الأراضي والحرمات، بدبابات أمريكية وذخيرة أمريكية وطائرات أمريكية أما الأدوات المنفذة فهي يهودية، وبما أن بوش الصغير من المحافظين الذين تسيطر عليهم عقلية إنجيلية واليهود تسيطر عليهم العقلية التوراتية وكلاهما يريان أن السلام لا يكون إلا باستعباد الشعوب وسلبهم وقتلهم ويصبحوا هم الأسياد والشعوب عبيد له، فالسلام المنشود لا يكون إلا عندما نخدم أمريكا واليهود مقابل أن نعيش ونأكل، إلا أن اليهود اليوم رضوا أن يكونوا عبيداً بيد النصارى وأفراد عصابة إنجيلية مريضة نفسياً ومتعطشة للدماء وقد أخذت عقدة السادية مجامع نفوسهم ووجد اليهود من هؤلاء سادة مخلصين لمصالحهم ريثما يتحقق وعده المكذوب بإنشاء الوطن الموعود في فلسطين.

وأخيراً مشهد لبنان حيث قررت أمريكا أن تنشىء شرق أوسط جديد وأوعزت لليهود بهذه المهمة، والذريعة أتت على قدميها وتجلت ملامح الشرق الجديد إذ ينبغي أن لا يكون فيه أطفال ولا نساء ولا إنسانية ولا أشجار ولا مياه صافية ولا خير يتمتع أهله فيه ولا سيادة لدولة ولا ... ولا .... شرق يقسم سايكس بيكو ويسحل على أوربا ويدوس بقدميه الوسختين على بلاد المسلمين.

شرق ثقافته الذل والاستسلام وترك الجهاد والدفاع عن الدين والأرض والوطن لأنها إرهاب، وليكن اسمها إنسانية وسلام، وقانونه العولمة وليكن اسمها حواراً وتعاوناً بين الشعوب، وسياسته: لا تفكروا أيها الشعوب بثروات أرضكم ولا بأعراض نسائكم ولا بأخلاق أبنائكم مادمتم تأكلون وتشربون وتترفهون وتعتقدون أننا ننعم عليكم، وهم سيفكرون عنا وهم سيطعموننا وهم سيكونون آباء أبنائنا وهم سيدوسوننا بالأقدام ويدمروننا ببترولنا إن فكرنا أو نوينا التفكير لأنهم يحاسبون عن النوايا وإن كانت خفية لكنهم يعلمونها لأنهم مأمورون من الرب بنشر السلام كما قال بوش.

إذن تاريخ أمريكا من النشأة دموي ولا يستطيع حكامها العيش دون شرب الدماء ويحبون من الدماء دماء الأطفال خاصة ويفرحون برؤية الأشلاء والدمار ويطربون لصوت القنابل والتفجير ويرقصون على صوت الطائرات والمدمرات والدبابات، وكأني بك أيها القارئ تذكرني بنيرون وكرومر.

وبعد هذا كله يأتينا صوت باسم الحقيقة والموضوعية وغير ذلك من الألقاب والشعارات التي خدرتنا عشرات السنين ليقول لنا إن أمريكا تنشر الديمقراطية وتدعم الإنسانية وتريد الحرية و .. و ... الخ، فلماذا تقول هذا الكلام؟!.

دعوني من هذه المصطلحات الكاذبة لأقول: إذن ديمقراطية وإنسانية وحرية هذا الثالوث الإنجيلي المقدس، وهذا هو الصليب الذي وضعه اليهود لقتل المسلمين كما أرادوه من قبل للسيد المسيح عليه السلام الذي سيقتلنا بوش الصغير واليهود عليه إن لم نستيقظ من لقضايانا ونلم شعثنا والله المستعان.

وأخيراً أقول إن أمريكا بجرائمها التاريخية هي من تزرع ثقافة الكراهية وتمارس الإرهاب بالمعنى الدولي فكيف يصح في الأذهان أن تكون هذه الدولة راعية الإنسانية والسلام وقد خرج راعيها من رعاية البقر في تكساس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير