الوقفة الخامسة: لاتنس أخي الطالب، وأنت أيها الأب المبارك، لا ننسى جميعاً كثرة اللجوء والتضرع إلى الله فإن الله يحب من عبده كثرة الدعاء والإلحاح عليه في ذلك وهي من أعظم ما تتقرب به إلى مولاك، وقد وعدك ربك بالإجابة إن أقبلت إليه بصدق {وقال ربكم ادعوني استجب لكم}.
الوقفة السادسة: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، أيها الطالب الموفق والأب المسدد، لاشك أننا جميعا نحرص على التوفيق لنا ولا أبناءنا ولكن من الأسباب المهمة التي طالما نغفلها أن صلتنا بالله قد يشوبها شيء من الضعف في غالب أيام السنة وقد تقدم شيء من ذكر بعض المظاهر كالتقصير في تقوى الله ومراقبته والبعد عما يسخطه فحري بنا أن نعلم أن الله حكم عدل ومن كانت صلته بالله قوية في كل حال فحري بأن يوفق ويسدد.
الوقفة السابعة: أيها الآباء أيها المربون والمعلمون، هناك أمر نمارسه مع أبناءنا والدافع هو الحرص عليهم، ولكنه يعود في الغالب بالضرر عليهم، وهو تهويل وتضخيم أمر الامتحانات بشكل غير معقول بحيث تصبح الامتحانات عند كثير من الطلاب والطالبات شبحاً وكابوساً يراد له أن ينتهي بأية صورة وبأية هيئة، ولا أدل على ذلك ما نراه من النفسية المتردية لدي كثير من الطلاب والطالبات على وجه الخصوص من ظهور القلق والارتباك وعدم التركيز وقلة النوم، بل الاضطراب وبعضهم يدخل المستشفى من شدة ما يجد، بل إن حالات الإغماء في قاعات الامتحانات في مدارس البنات أصبحت أمراً مألوفاً وهذا أمر لابد أن نعالجه بالأمور التالية:
أولاً: لنرسخ في أبناءنا أن الامتحانات أمرها هين وأنها مرحلة عادية كغيرها من المراحل وذلك بالتوجيه والحوار المستمر مع ابناءنا سواء من قبل الأب أو المدرس،وأذكر إخواني المعلمين بأنه قبل توزيع الأسئلة بل حتى قبل دخول الامتحانات أن يخاطبوا الطلاب بلهجة تبعث في نفوسهم التفاؤل والأمل والبعد عن العبارات التي تبعث البشاؤم والإحباط كالتهديد المستمر لهم بالرسوب والعقاب، أو بالتوبيخ لهم دائماً بأنهم لا يفهمون فإن هذا مخالف لهدي نبيكم أولا، ومخالف لأسس التربية الحديثة ثانياً.
ثانياً: لنرسخ في قلوب أبناءنا بإن هذه الامتحانات ليست المحطة النهائية ولا الرئيسية في حياة المسلم وأن الخسارة الحقيقية في ترك مرضاة الله والتعرض لسخطه وخسران الآخرة والجنة كما قال سبحانه {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}.
ثالثاً: ليكن لك أيها الوالد المبارك جولات متفرقة تمر بها على إبنك وبنتك فتشد من أزرهم بالكلمات الحانية وبالتلطف معهم والبشاشة تعلو محياك، مع خلطها بشيء من المزاح والضحك الذي يبعث في قلوبهم الأمن ويخفف عليهم الوطئة ولا تنس عبارات الثناء والتشجيع والتأكيد بأن النجاح حليفهم بإذن الله.
الوقفة الثامنة والأخيرة:
أيها الطالب الموفق سوف أهدي لك بعض النصائح وبعض التحذيرات على وجه الاختصار فأرجوا أن تنال حيزاً قلبك وعقلك وأسأل الله أن ينفعنا ويوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.أولاً: احرص على بر والديك وطلب الدعاء منهم قبل الامتحانات وأثناء الذهاب للامتحان وبعد الامتحان.
ثانيا: احرص على النوم مبكراً واعط نفسك قسطاً من الراحة ولو لم تنهي مراجعة المنهج لأن الاستيعاب واستحضار المعلومات متوقف على راحة الدماغ والجسد عموماً.
ثالثاً: إياك والقلق وعدم الثقة بنفسك ولا تجعل لوساوس الشيطان عليك سبيل أو الخواطر السيئة على قلبك مثل التفكير المستمر بالفشل وعدم النجاح ونحو ذلك وليكن التفاؤل حاديك في كل أعمالك.
رابعاً: احذر من مصاحبة البطالين والكسالى واربأ بنفسك عن مجالستهم وخاصة أهل المعاصي والموبقات واعلم أن من أقل أضرار المعصية عدم التوفيق في أمورك كلها،
لقد هيؤك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.
¥