العلماء هم أخشى الناس لله
وهم أعبد الناس لله
و هم أرغب الناس فيما عند الله
قال الإمام الذهبي رحمه لله تعالى في كتابه -الكبائر-:
((قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
يعني العلماء بالله عز وجل قال ابن عباس يريد (أي ربنا جل جلاله) إنما يخافني من خلقي
من علم جبروتي وعزتي وسلطاني ...... انتهى))
العلماء هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير
بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم؛ فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا ..... انتهى)
والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة
أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم
بل الغبطة تكون على منزلة العلماء فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق
و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها)
هم أولياء الله حقا
تعبدا وصدقاً ورقى
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه- التبيان في آداب حملة القرآن- عن الإمامين الجليلين
أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا ((إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي))
هم أهل الحل و العقد
هم شموع تحترق لتنير للناس طريقهم
تصاب الأمة بموتهم
ويثلم الدين بفقدهم
ففي الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال
((إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف مثله))
ولله در الشاعر الذي يقول
لعمرك مالرزية فقد مال ... ولا شاة تضيع ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ ... يموت بموته خلق كثير
وقال الآخر
إذا ما مات ذو علم وتقوى ... فقد ثلمت من إلا سلام ثلمه
منتقصهم بالقول ضال
ومن سبهم أصبح أمره في سفال
وتردى حاله من وبال الى وبال
وما مثل منتقصهم إلا كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ..... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أو كما قال الآخر:
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه .... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
سابهم قد شان نفسه
ورغب في سوء عاقبته
وأشترى هلاكه بحر ماله
شره منه قد أقترب
وبادر إلى تهلكته واشرأب
قال الحافظ بن عساكر رحمه الله تعالى ((اعلم يا أخي ـ وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ـ أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) ...... انتهى))
فرحته من سبهم بالسقطات معلومة
قد جعل الذبابة له قائدة ومعلمة
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إنكم تسمعون عن العالم الفلتة فلا تعجلوا عليه
عله أن يراجع نفسه فيرجع عنها)
ولم يعلم هذا المسكين قول سفيان الثوري رحمه الله تعالى إذ قال:
(إياكم إذا سمعتم بالزلة والخطيئة أن تشيعوها، فإن إشاعتها ثلمة في الإسلام)
ولو ثبت خطأ من خطأه لفرح بذلك فرح شديد
ولتمنى أن يظفر بغير هذا الخطأ
وإذا نقل للناس نقل سوء وكذب
ولم يكن منصف في نقله
ولم يعلم هذا الضعيف أن شيخ الإسلام رحمة الله عليه قارع أهل البدع وأهل الأهواء،
وسبحان الله العظيم! يأتي إلى كلامهم ويقول: قال منهم فلان كذا وكذا، فإن كان مراده
{انظروا إلى الإنصاف، انظروا إلى الأمانة، انظروا إلى العلم، انظروا إلى التجرد لله،
إنسان يريد النصيحة}
فإن كان مراده كذا وكذا فهو حق، قال الله قال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان مراده كذا وكذا فهو باطل، قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهم أهل بدع و أهل ضلالات
فماذا سيقول رحمه الله لو رأى ما يحدث اليوم على لسان أناس أقل ما تقول فيهم
أنهم طلاب علم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ووالله الذي لا إله إلا هو لو أشتغل منقصهم بعيوب نفسه لما أوقع نفسه في الحرج و المهالك
ومما يستأنس بقوله في هذا الباب قول الشاعر
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما .... إن عبت منهم أمورا أنت تأتيها
وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه .... في كل نفس عماها عن مساويها
عرفتها بعيوب الناس تبصرها .... منهم ولا تبصر العيب الذي فيها
هذا ما تيسر قوله
فإن كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان
وأن كان من صواب فمن الواحد المنان
و الله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
المراجع لمن أراد الاستزادة: كتاب / رفع الملام عن الأئمة الأعلام لأبن تيمية - كتاب الكبائر للإمام الذهبي- كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي - كتاب (لحوم العلماء مسمومة) للشيخ ناصر العمر
¥