تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيها الناس إن طلب العلم من أفضل الأعمال لما فيه من هذه المطالب العالية لا سيما في وقتنا هذا، هذا الوقت الذي كثر فيه طلب الدنيا والتكالب عليها وكثر فيه القراء العارفون دون الفقهاء العاملين

إن ثمرة العلم العمل والدعوة إلى الله فمن لم يعمل بعلمه كان علمه وبالاً عليه ومن لم يدعو الناس به كان علمه قاصراً عليه من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) ومن ترك العمل بما علم أوشك أن ينزع عنه العلم كما قال الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) وقد قيل العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا أرتحل وقيل قيدوا العلم بالعمل كما تقيدونه بالكتابة

أيها الناس إن لنيل العلم طريقين أحدهما أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها والتي ألفها علماء مرضيون بعلمهم وأمانتهم والثاني أن يتلقى ذلك من معلم موثوق به علماً وديانة وهذه الطريق أسلم وأسرع وأثبت للعلم لأن الطريق الأول طريق التلقي من الكتب قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه أو قصور علمه أو لغير ذلك من الأسباب ولأن الطريق الثاني تكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح للطالب بذلك أبواب كبيرة في الفهم والتحقيق وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة ورد الأقوال الضعيفة وإذا جمع الطالب بين الطريقين التلقي من الكتب ومن المعلمين كان ذلك أكمل وأتم وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقي من درجة فما فوقها فلا يصعد إلى درجة إلا وقد تمكن من ما تحتها ليكون صعوده سليما

أيها الناس إن طلب العلم فرض كفاية فالقائم به قائم بفرض وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (ما تقرب إلي أحد بشيء أحب إلي من ما افترضت عليه) وإذا احتاج الإنسان إلى نوع منه كان فرض عين عليه فعلى من أراد الوضوء أن يتعلم كيف يتوضأ وعلى من أراد الصلاة أن يتعلم كيف يصلي وعلى من عنده مال أن يتعلم كيف يزكيه وعلى من أراد الصوم أن يتعلم كيف يصوم وماذا يصوم وعلى من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج حتى يعبد الله على بصيرة وبرهان أيها المسلمون بل أيها الطالبون للعلم ابشروا فإنكم قائمون بفرض من فروض الكفاية فلكم أجر القائمين بالفرض إنكم قائمون بالفرض في المساجد إذا كنتم تراجعون العلم وفي البيوت وفي المدارس فاحمدوا الله على هذه النعمة وأسالوا الله الثبات عليها والمزيد من فضله

اللهم وفقنا للهدى والرشاد وجنبنا الضلال والفساد اللهم علمنا ما ينفعنا اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن ترينا الحق حقاً وترزقنا أتباعه وأن ترينا الباطل باطلاً وترزقنا اجتنابه اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Sep 2006, 10:09 ص]ـ

جزاك الله خيراً إنها خطبة قيمة وقد حفظتها عندي

ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[17 Sep 2006, 09:21 م]ـ

جزاكم الله خير الجزاء

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير