ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Oct 2006, 09:00 م]ـ
موضوع هذا البحث مهم، ويحسن تداوله تداولاً علميًا مبنيًا على الدليل من الآثار، وترك التشنجات والأحكام المسبقة على الآخرين، فالوصول للحق مطلب كل مسلم، وكم أتمنى أن يثري رواد الملتقى هذا البحث بالنقاش العلمي المفيد.
تنبيه:
ما ذهب إليه الباحث ـ وفقه الله ـ من أن الطبري يفسر الكرسي بالعلم غير صحيح، وقد أوهمت عبارة الطبري على غيره من العلماء كابن عطية، وعنه نقل القرطبي، وعن القرطبي نقل الشوكاني، وإليك نص عبارة الطبري: (قال أبو جعفر: ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما:-
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله"
حدثني عبد الله بن أبى زياد، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
- حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءت امرأة، فذكر نحوه
وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه". وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره:"ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا) [غافر: 7]، فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء، فكذلك قوله:"وسع كرسيه السموات والأرض".)
فقوله ـ رحمه الله: (ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) قاطع بأنه يذهب إلى أن الكرسي مخلوق، وليس هو العلم، ثم عقب بقوله: (وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه")، وهذا ليس تراجعًا منه عن ترجيحه، بل بيان لاحتمال قول ابن عباس فحسب، والطبري يعمل هذا في بعض المواطن التي يقع فيها تنازع في الترجيح، فيبن اختياره مع بيانه لاحتمال القول الآخر، ولولا إطالة المقام لسردت أمثلة لذلك، لكن اكتفي بإحالة القارئ إلى ترجيحه في قوله تعالى: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) فقد بين أن السياق مع مسروق والشعبي من أن الشاهد موسى عليه السلام حيث قال: (والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل) ثم قال: (غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن ذلك عنى به عبد الله بن سلام وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل، وما أريد به.
فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك، وشهد عبد الله بن سلام، وهو الشاهد من بني إسرائيل)، وظاهر من هذا أنه لولا قول هؤلاء العالمين لذهب إلى قول مسروق.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 Nov 2006, 11:02 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أولاً: ينظر في ذلك كتاب التقليد وأحكامه للدكتور سعد بن ناصر الشثري حفظه الله ضو هيئة كبار العلماء.
وثانياً: جزاك الله خيراً يا شيخ مساعد على هذا البيان الجيِّد ونفع بك، وليته يرفع الإشكال في المسألة.
وثالثاً: الحافظ الكرَجي القصاب رحمه الله ذكر في كتابه (نكت القرآن) الرد على من فسر الكرسي بالعلم.
وسيأتي معنا بحول الله تعالى في (المسائل العقدية) من كتابه.
والله أعلم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[08 Apr 2007, 12:13 ص]ـ
[جزاك الله خيرا يادكتور جمال علي تقديم هذا البحث الماتع والاختيار الموفق والذي يساهم في تقريب وجهات النظر واعذار المخالف ويعالج قصور الفهم الذي يعاني منه بعض من أصابته علل التدين ويؤكد علي انه لايلزم من الاختلاف العلمي الترامي بالابتداع اوالفسق الخ
إن هذا البحث وأمثاله تحتاج إليه الصحوة الإسلامية التي نعيشها الآن لنتفرغ للأعداء الحقيقيين وهم كثر
وقد ذكرني هذا البحث القيم ببحث آخر يجري في مجراه بعنوان (شمول الاجتهاد في الدين) للدكتور عبد العزيز عبد الله الحميدي طبعة دار الأندلس الخضراء وطبع في دار عيون المعرفة بمكة المكرمة في مجموع بعنوان (الرسائل الشمولية)
وقد استرشد الدكتور الحميدي في بحثه بأقوال العلماء الربانيين ممن وردت أقوالهم في بحث الدكتور شريف الشيخ صالح احمد الخطيب حفظه الله
كما نقل عن العلماء المعاصرين مثل الإمام ابن باز والعلامة ابن عثيمين و نقل فتوى اللجنة الدائمةللافتاء (3 - 173) ممايستانس به علي مشروعية الاجتهاد في فروع العقيدة
هذا وقد كتب الدكتور علي حسين مشهور الاستاذ المساعد في قسم العقيدة بكلية الشريعة واصول الدين جامعة الملك خالد بحثا في نفس الموضوع نشر في مجلة الحكمة
والله من وراء القصد وهو هادي السبيل
¥