تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن ذلك أن تقول: كم منكم شاهدٌ على فلان، إذا جعلت شاهداً خبراً لكم، وكذلك هو في الخبر أيضاً، تقول: كم مأخوذٌ بك، إذا أردت أن تجعل مأخوذاً بك في موضع لك إذا قلت: كم لك؛ لأن لك لا تعمل فيه كم، ولكنه مبنيٌّ عليها، كأنك قلت كم رجلٍ لك وإن كان المعنيان مختلفين، لأن معنى كم مأخوذٌ بك؛ غير معنى كم رجلٍ لك، ولا يجوز في رُبّ ذلك، لأن كم اسمٌ وربّ غير اسم، فلا يجوز أن تقول رُبّ رجل لك.

وعنده أنه إن كان ما بعد (كم) جملة فعلية استوفت المفعول أو فعلها لازم فكم مبتدأ ما لم تكن مضافة للمصدر أو ما ينوب عنه فتكون مفعولا مطلقا، فإذا كانت الجملة الفعلية تتطلب مفعولا كانت (كم) مفعولا.

وكم مبتدأ أيضا إذا وقع بعدها خبر مفرد كالأمثلة التي ذكرها سيبويه، كنحو: كم منكم شاهدٌ على فلان، و: يجوز: كم لك، و: كم مأخوذٌ بك، ولا يجوز عنده: رب غلام لك.

وقد ورد عنهم: رب قتل عارٌ، فجاء الخبر المفرد بعد رب، فاستوى رب مع كم، غير أن رب حرف وكم اسم.

لذلك أرى أن يعامل الاسم الواقع بعد (رب) معاملة (كم) نفسها، اي أن يعطى إعراب (كم) فإذا كان ما بعدها فعل لازم كان ما بعد رب مبتدأ، مثل: رب رجل قوي انطلق، وكذلك إن كان متعديا مستوفيا مفعوله، نحو: رب رجل فقير يعطي المساكين، وإن كان المجرور بها مصدرا كان مفعولا مطلقا، نحو: رب انطلاقة قوية انطلق زيد، وإن كان ما بعدها فعل لم يستوف مفعوله كان المجرور برب مفعولا به، نحو: رب ضيف ثقيل أكرمت.

ونظير ما ذهبت إليه في الاسم المجرور برب الاسم الواقع بعد إلا التي تأتي وصفا حيث يعطى الإعراب الذي تستحقه للاسم الواقع بعدها، لأنها حرف لا يظهر عليها الإعراب، وكذلك رب كان ينبغي أن يكون الإعراب لها لكنها حرف لا يظهر عليها الإعراب فأعطي إعرابها للاسم الواقع بعدها، وإعرابها مثل إعراب (كم) فينبغي أن يعطى ما بعدها من الإعراب ما يعطى لـ (كم)، والفرق بين (إلا) و (رب) أن الأخيرة تجر لفظا وإلا لا تعمل. فما أذهب إليه ليس منعدم النظير.

هذا والله أعلم وبه التوفيق.

مع التحية الطيبة.

هذا والله أعلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" كذا فليسر من طلب المعالي ... ومثل سراك فليكن الطلابُ"

شيخنا الأغر الدكتور بهاء الدين حفظه الله

ما دأب عليه المعربون من إعراب الاسم المجرور برب مبتدأ في كل الأحوال لا يعدّ ـ كما أرى ـ خطأ؛ لأنه يجوز أيضا في المبتدأ غير المجرور برب الذي خبره جملة فعلية فعلها متعد لم يستوف مفعوله أن يظل على الابتداء ويقدر مفعول الفعل ضميرا محذوفا يعود على المبتدأ ويكون هو الرابط.

وعلى ذلك يصح إعرابهم من هذا الوجه، لكن ما تفضلتم به من إعراب المجرور برب إعراب (كم) نفسها أكثر دلالة على المعنى المراد حيث يحقق العلاقة الدقيقة بين المعنى والإعراب، ولا يصادر حق المتكلم الذي قصد تغيير المعنى من تغيير التركيب حتما.

ونظير ما ذهبت إليه في الاسم المجرور برب الاسم الواقع بعد إلا التي تأتي وصفا حيث يعطى الإعراب الذي تستحقه للاسم الواقع بعدها، لأنها حرف لا يظهر عليها الإعراب، وكذلك رب كان ينبغي أن يكون الإعراب لها لكنها حرف لا يظهر عليها الإعراب فأعطي إعرابها للاسم الواقع بعدها، وإعرابها مثل إعراب (كم) فينبغي أن يعطى ما بعدها من الإعراب ما يعطى لـ (كم)

وكما كانت المشابهة بين ما بعد إلا التي تقع وصفا وبين المجرور برب كما تفضلتم، كذلك تقع صورة أخرى من المشابهة هي أن (غير وإلا) الاستثنائيتين تستعملان لغرض واحد هو الاستثناء، و (كم ورب) تشتركان أحيانا في غرض التكثير، لكن لما كانت (كم، غير) اسمين وقع العمل عليهما مباشرة، ولما كانت (رب، إلا) حرفين كان العمل واقعا على ما بعدهما، أي كما كان حكم الاسم (غير) هو حكم ما بعد الحرف (إلا)، كذلك كان حكم الاسم (كم) هو حكم ما بعد (رب) أي المجرور بها لفظا.

تحياتي ومودتي.

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 11:43 م]ـ

حفظكما الله من كل سوء.

لم يزل في نفسي من رب هذه شيء لم أكن أعلمه (لقلة البضاعة) و الآن علمته.

دمتم في حفظ الله

ـ[جلمود]ــــــــ[09 - 11 - 2008, 12:50 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" كذا فليسر من طلب المعالي ... ومثل سراك فليكن الطلابُ"

شيخنا الأغر الدكتور بهاء الدين حفظه الله

ما دأب عليه المعربون من إعراب الاسم المجرور برب مبتدأ في كل الأحوال لا يعدّ ـ كما أرى ـ خطأ؛ لأنه يجوز أيضا في المبتدأ غير المجرور برب الذي خبره جملة فعلية فعلها متعد لم يستوف مفعوله أن يظل على الابتداء ويقدر مفعول الفعل ضميرا محذوفا يعود على المبتدأ ويكون هو الرابط.

وعلى ذلك يصح إعرابهم من هذا الوجه، لكن ما تفضلتم به من إعراب المجرور برب إعراب (كم) نفسها أكثر دلالة على المعنى المراد حيث يحقق العلاقة الدقيقة بين المعنى والإعراب، ولا يصادر حق المتكلم الذي قصد تغيير المعنى من تغيير التركيب حتما.

وكما كانت المشابهة بين ما بعد إلا التي تقع وصفا وبين المجرور برب كما تفضلتم، كذلك تقع صورة أخرى من المشابهة هي أن (غير وإلا) الاستثنائيتين تستعملان لغرض واحد هو الاستثناء، و (كم ورب) تشتركان أحيانا في غرض التكثير، لكن لما كانت (كم، غير) اسمين وقع العمل عليهما مباشرة، ولما كانت (رب، إلا) حرفين كان العمل واقعا على ما بعدهما، أي كما كان حكم الاسم (غير) هو حكم ما بعد الحرف (إلا)، كذلك كان حكم الاسم (كم) هو حكم ما بعد (رب) أي المجرور بها لفظا.

تحياتي ومودتي.

مرحبا بأستاذنا النحوي الشاعر علي المعشي!

اشتقنا إليكم كثيرا!

ليتكم تشاركوننا الرأي في نافذة سيبويه!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير