تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويقال لـ «ودَّ»: مثالٌ؛ لكونه معتلَّ الفاء، وهذا لا يكاد يخفى على أحد.

ثم إنه مضعَّف أيضاً لكون عينه ولامه متماثلتين. ويأتي مزيدُ شرح بعد قليل.

وأما الجواب عن المقدمة الثانية فهو: أن واو المثال إنما تُحذف إذا وقعت في المضارع بين ياء مفتوحة وكسرة نحو: وعَد يَعِدُ، فخرج نحو: «يَوْجُه» من الوجاهة، ونحو: «يُوعِدُ ويُوعَدُ» لتخلُّف بعض شروط الحذف. وأما الحذف في باب المضعَّف المثال فغير وارد أصلاً؛ لأن العرب التزمت فيه أن يكون من باب «فرِح»، لأجل التخفيف في المضارع بفتح العين، فلَم يبق فيه سبيل إلى حذف الواو؛ لانتفاء أحد شطري علَّته.

وأما الجواب عن الثالثة فهو: أن المشهور في أغلب كُتب المُعاصرين أن الفعل: صحيح أو معتل، وأن الأول ثلاثة أقسام: سالم ومضعف ومهموز، والثاني أربعة أقسام: مثال وأجوف وناقص ولفيف بنوعيه، وعليه فاجتماع التضعيف وحرف العلة ليس في المقدور، كما ليس في المقدور اجتماع الهمز وحرف العلة، وهو غيرُ صحيح، وانتقاضُه ظاهرٌ بنحو: «ودَّ» و «وأى»؛ والقسمةُ المذكورة فاسدة، وقد بيَّنتُ وجهَ ذلك مفصَّلاً ولله الحمد في شرحي على «شذا العرف».

والحاصلُ: أن «ودَّ» يقال له: مثال مضعَّف، ومضعف مثال.

وأما الجواب عن الرابعة فهو: أن «وسوس» صحيح عند النحاة على ما تقدَّم بيانُه، وهو مضاعَف معتلٌّ عند الصرفيين؛ لأن المضاعف عندهم نوعان: مضعف الثلاثي وهو الأصمُّ كـ «مدَّ»، ومضعَّف الرباعي وهو المطابَق كـ «زلزل»، وحَدُّه: ما كانت فاؤه ولامُه الأولى من جنس، وعينُه ولامه الثانية من جنس. لكن لا يقال لهذا النوع: مثال ولا لفيف ولا غيرُ ذلك من أسماء المعتل؛ لأن تقسيم المعتل إلى الأقسام الأربعة السابقة مردُّه للثلاثي، وأما الرباعيُّ فلم يلتفتوا إليه لندرته، ولا غرابةَ في ذلك، فالمهموز أيضاً ثلاثة أقسام: مهموز الفاء ومهموز العين ومهموز اللام، مع أن مِن المهموز نحو: «لألأ»، ولا يصحُّ إدخاله في قسم من الأقسام الثلاثة؛ لأن القسمة ليستْ له.

وفي هذا كفاية إن شاء الله، والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير