تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التقدير: جئت موافقا المساء، فتعلق الظرف بالفعل يغني عن مثل هذا التقدير.

أما صاحب الحال فالعباد أولى من اليوم بهذه الصحبة لأن الإصباح أسند إليهم، ووقت نداء الملكين هو وقت الإصباح من كل يوم، وكون اليوم صاحب الحال لا يصح إلا بنيابة الجزء عن الكل، لأن وقت نداء الملكين يوافق جزءا من اليوم لا اليوم كله.

مع التحية الطيبة.

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 04:34 م]ـ

أخي الفاضل السلام عليكم ونفع الله بنا وبكم

ما قلته أنا ياأخي أن النكرة أحوج إلى التخصيص منها إلى الخبر، فلو قلنا رجل قائم ما أظنك تعرب (قائم) خبرا لأن الإخبار عن النكرة لا يكون إلا بعد تخصيصها أو تعميمها، ومن هذا يتضح أيضا أن استدلالك بجملة (ما رجل قائم) استدلال يوحي بما لم أقل وفي غير محله من جهتين: الأولى أنك جئت بنكرة في سياق النفي مما يفيد العموم، لذا جاز الإخبار عنها بقائم، ولولا النفي ما جاز كما مثلت أنا بـ (رجل قائم). فإن قلت إن الحديث الذي نحن بصدده يبدأ بـ (ما) لذا بدأت بها فأقول لك وهلا جئت مع (ما) بإلا كما في الحديث حتى يستقيم الدليل، وهذا هو الوجه الثاني لكون استدلالك في غير محله. لأنك لو جئت بإلا كما في الحديث لجاز أن تحذف جملة الصفة ويقدر الخبر كونا عاما.

وعلى أية حال أقول نعم يجوز أن تقول (ما رجل إلا والموت يطلبه) مثلا، أو (ما من يوم إلا وملكان يناديان ... ) بحذف الصفة وتقدير الخبر كونا عاما‘ وقد قال الله تعالى في محكم آياته:" وما من إله إلا الله" في مواضع كثيرة. ولا اظنك يا دكتور تعرب لفظ الجلالة هنا خبرا مثلا. فالخبر كون عام محذوف ولفظ الجلالة بدل من الضمير المستكن في هذا الخبر المحذوف.

أما رأي ابن جني وكذلك ابن عمرون ففيهما من التعسف ما في رأي الزمخشري، والظرف الذي تتحدث عنه تقدير أيضا يا دكتور، ولو كان هناك ظرف حقيقي لما حاد عنه أحد.

أما صاحب الحال فتحكمه الصناعة والمعنى، والمعنى لا يترك للاستحسان؛ هذا أسلوب قصر، قصر موصوف على صفة (بالمعنى البلاغي لا النحوي)، والصفة هنا (بالمعنى البلاغي) هي ما بعد إلا، والموصوف ما بعد النفي، كما لوقلت وما محمد إلا رسول، قصرت الموصوف (محمد) على الصفة (الرسالة)، وفي الحديث الشريف قصرنا (كل يوم) - المفهوم من تعميم (يوم) - على الصفة المفهومة مما بعد إلا.

ولو استطردت لطال الكلام، ومثلك يادكتور تغنيه الإشارة. ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. ولعل للحديث بقية.

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 11 - 2008, 08:00 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم

الكلام كله حول الحديث المبني على النفي، لذلك مثلت بـ (ما رجل قائم) أما عدم إيراد إلا فلا يؤثر في كون قائم خبرا، فلو قلنا: ما رجل قائم إلا ويده فوق رأسه، بقي قائم خبرا ولا يجوز أن يكون صفة، لأن حرف النفي إذا دخل على المبتدأ والخبر كان متوجها للخبر، فقولنا: ما رجل قائم، النفي فيه متوجه لقائم، فإذا جئنا بـ (إلا) وبعدها بالحال كان ذلك قصرا لصاحب الحال المستتر في قائم، على الحال، فكأننا قلنا: ما يقوم رجل إلا ويده فوق رأسه، لأن: ما رجل قائم إلا ويده فوق رأسه، مثل: ما رجل يقوم إلا ويده فوق رأسه، فجملة يقوم هي الخبر وهي العامل في الحال، ولا داعي لتقدير محذوف. وبهذا يتبين أن استدلالي في محله وأن اعتراضك ليس في محله.

وأما مثالكم: ما رجل إلا والموت يطلبه، فالخبر المحذوف ليس كونا عاما إنما هو كون خاص والتقدير: ما رجل حي إلا والموت يطلبه، وجاز حذف الخبر لأن الحال دلت عليه، لأن الموت يطلب الحي، ولو قدرته كونا عاما على الحقيقة لم يجز، لأن الكون العام يشمل الحي والميت، فكان يدخل فيه الميت أيضا، والموت لا يطلب الميت، ولذلك لو قلت: ما رجل إلا وهو راكب، لم يجز حتى تذكر خبرا يكون كونا خاصا، فتقول: ما رجل قادم إلا وهو راكب، وبهذا تبين أن استدلالك في غير محله.

وأما قولك: إنه يجوز: ما من يوم إلا وملكان يناديان، بجعل الخبر كونا عاما، فغير صحيح على التحقيق، لأن المعنى عندئذ: ما من يوم في الوجود إلا وملكان يناديان، وهذا غير صحيح لأنه لا دليل عندنا على أن الأيام التي سبقت خلق العباد كان ينادي في كل يوم منها ملكان، وإنما أخبر الحديث أن المقصود بـ (ما من يوم .. ) هوالأيام التي يصبح فيها العباد أي التي خلقت بعد تكليف العباد، فظاهر هذا أن الملكان لم يكن يناديان قبل تكليف العباد، ولن يناديا بعد انتهاء التكليف بطلوع الشمس من مغربها.

وأما قوله سبحانه (ما من إله إلا الله) فإلا بمعنى غير الخبر وألقي إعرابها على لفظ الجلالة، أي: ما من إله غير الله، وكذلك الأمر في كلمة الشهادة (لا إله إلا الله) والمعنى تام بلا تقدير محذوف.

أنا لم أطلع على رأي الزمخشري، ولكني وجدت المبرد يسميها واو (إذ) وإذ ظرف نابت الواو عنها كما نابت عن رب، وليس في هذا أي تعسف.

وأما القصر هنا فهو قصر ذي الحال على الحال، وصاحب الحال كما ذكرت في البداية إما فاعل الفعل يصبح، وإما ضمير يوم في (فيه) وأظنني بينت من قبل ما فيه الكفاية.

وشكرا لتفاعلكم ومناقشتكم.

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير