تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والبيتان مردودان بأمور عدة ومنها:

الأول:

أن البيت ليس في ديوان الأخطل المطبوع قال صاحب المنتهي (37): وقد بحثت ديوان الأخطل فلم أجدهما فيه ووجدنهما في زياداته نقلاً عن مثل هذا الكتاب (انظر شعر الأخطل صفحة 805بيروت) انتهي كلامه.

وقد نسبهما أبو الطيب الوشاء للأخطل في الموشي وهذا لا يعول عليه.

الثاني:

أن البيت ليس في ديوان الأخطل القديم كما هو مروي عن أبي محمد بن الخشاب ونقله ابن قدامة عنه وغيره.

الثالث:

أنه نقل بعضهم أن صدر البيت (إن البيان ... ) بدلاً من لفظة (الكلام) وعليه لا إشكال كما ذكر.

الرابع:

قيل: إنه بيت منحول وليس للأخطل أصلاً بل هو من وضع المبتدعة علي لسانه.

الخامس:

أنه لم ينسبه للأخطل جزماً أحد من أهل اللغة الثقات قال ابن القيم:

ودليلهم في ذاك بيت قاله فيما يقال الأخطل النصراني

السادس:

أن البيت ليس له إسناد صحيح واحد متسلسل إلي الأخطل القائل بل لا يوجد له إسناد منقطع يعرف به والله المستعان.

السابع:

أن الأخطل من المولدين وليس من الشعراء القدامي حتي يأخذ عنه مثل حد الكلام ... ذكره شيخ الإسلام.

الثامن:

أن بيت الأخطل علي أقل تقدير حوي الصحة والفساد قال ابن تيمية: وقوله (مع الكلام) دليل علي أن اللفظ الظاهر قد سماه كلاماً وإن لم يعلم قيام معناه بقلب صاحبه وهذا حجة عليهم فقد اشتمل شعره علي هذا وهذا. انتهي كلامه رحمه الله.

التاسع:

أن نصوص الوحيين تواطأت علي خلاف معني البيت السابق قال ابن تيمية – رحمه الله -:

تباً لمن نبذ القرآن وراءه وإذا استدل يقول قال الأخطل

العاشر:

أن البيت لو ثبت فهو لرجل نصراني وقد غلط النصاري في معني الكلام فجعلوا عيسي إلهاً لكونه كلمة الله فلم يحققوا معني الكلمة بعد بجميع طوائفهم قال ابن القيم:

يا قوم قد غلط النصاري قبل في معني الكلام وما اهتدوا لبيان

ولاجل ذا جعلوا المسيح إلههم إذ يقل كلمة خالق رحمان

ولاجل ذا جعلوه ناسوتاً ولا هوتاً قديماً بعد متحدان

الحادي عشر:

أن البيت غير ثابت لأنه غير ظاهر في ردود الأئمة الأوائل علي من قال بالنفساني بل لم يرد عليه إلا المتأخرون فلم يعرف عن أحمد ولا البخاري ولا أبي عبيد ولا غيرهما فيه شيء.

الثاني عشر:

أن حد الكلام لا يؤخذ من قول شاعر متأخر أصلاً كالأخطل ... قاله ابن تيمية

وخلاصة المقال أن يقال: إن الأخطل ارتقي في ذلك مرتقي صعباً فهوي من ريده غير محمودة عاقبته وكما قال جرير:

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه ما لم يكن وأب له لينالا

التعقيب الثاني

قال المصنف – رحمه الله -: ((ومثال النصب قوله تعالي: (ربنا أرنا الذين أضلانا) .. )) اهـ

قلت: قصد بالنصب نصب المثني فجعل (اللذين) من المثني الحقيقي وهو رأي ضعيف والراجح أن هذا اللفظ ومثله (هذان واللتان) ونحوهما ألفاظ صيغت علي صيغة المثني لتستعمل دالة عليه فحسب وليست من قبيل المثني الحقيقي إذ إن المثني الحقيقي علي نية اختصار اسمين معربين قابلين للتنكير كالزيدين والهندين وقولنا هذا هو اختيار المصنف نفسه في شرحه هذا!! حيث قال: ثم استثنيت من أسماء الإشارة والأسماء الموصولة ذين وتين واللذين واللتين فذكرت أنهما كالمثني وأعني بذلك أنهما معربان: بالألف رفعاً وبالياء المفتوح ما قبلها جراً ونصباً!! .... وفهم من قولي ((كالمثني)) أنهما ليسا مثنيين حقيقة وهو كذلك!! وذلك لأنه لا يجوز أن يثني من المعارف إلا ما يقبل التنكير كزيد وعمرو .... اهـ

فالأولي بالمصنف أن يمثل بالمثني الحقيقي كقوله تعالي ((واضرب لهم مثلاً رجلين)) مثلاً والله أعلم.

التعقيب الثالث

قال ابن هشام في معني (إن) في قوله تعالي ((إن هذان لساحران)) بأنها بمعني نعم قال: والثاني أن ((إن)) بمعني نعم مثلها فيما يحكي أن رجلاً سأل ابن الزبير شيئاً فلم يعطه فقال: لعن الله ناقة حملتني إليك فقال: إن وراكبها ... اهـ

قلت: ان يكون من معاني ((إن)) في اللغة (نعم) سائغ ومنه قول رؤبة:

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

ولكن ((إن)) التي بمعني نعم هذه ليست المذكورة في الآية الكريمة لأنه لا يسوغ أن يكون المعني: نعم هذان لساحران فاللام المقترنة بالخبر (ساحران) أما أن تكون:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير