أ ـ توكيدية: ولا تكون هذه إلا في سياق إن المؤكدة.
ب ـ أو ابتدائية وهذه غير صالحة هاهنا.
التعقيب الرابع
قال ابن هشام: وألحق به أولو وعالمون .... وسنون وبابها ثم قال: أشرت بقولي: ((وبابه)) أن كل ما كان كسنين في كونه جمعاً لثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث فإنه يعري هذا الإعراب ... اهـ
قال صاحب المنتهي (82): وبقي قيد رابع لم يذكره المصنف وهو ألا يكون المفرد قد جمع جمع تكسير فخرج به ما جمع مفرده جمع تكسير نحو شاة وشفة فإنهما جمعتا علي شياه وشفاه وشذ من ذلك ظبون في جمع ظبة وهي حد السيف فإنها جمعت علي ظبي مثل مدي وعلي أظب مثل أيد وأدل .. اهـ
قلت: وهذا علي التحقيق ليس شرطاً بل لازماً من اللوازم فحسب.
التعقيب الخامس
قال ابن هشام: ((والسادس: المبني علي الكسر أو نائبه المذكور في الباب السابق)) اهـ
قلت: هذا وهم فإنه لم يذكر المصنف من هذا في المبنيات شيئاً سابقاً ولا لاحقاً.
التعقيب السادس
قال: وقرئ (لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ) بالخفض والتنوين .... قرأ الجحدري والعقيلي بالجر من غير تنوين. انتهي
قلت: الجحدري هو عاصم بن ابي النجود الكوفي المكني بأبي بكر وهو مشهور ولم يقرأ بما ذكر المصنف فلعله وهم والله أعلم.
التعقيب السابع
قال: وقرا هارون ومعاذ ويعقوب (أيهم أشد) بالنصب.
قلت: هارون هو أبو عبد الله بن موسي الأخفش طريق ابن ذكوان ويعقوب هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي البصري القارئ المشهور ولم يقرأ بما تقدم في المشهور عنه فلعله وهم من المصنف والله أعلم.
التعقيب الثامن
قال المصنف في أحكام الفاعل ونائبه: ((الحكم الأول: أنهما لا يحذفان وذلك لأنهما عمدتان ومنزلان من فعلهما منزلة الجزاء)) اهـ
قلت: هذا الكلام علي إطلاقه غير صحيح فإن الفاعل قد يحذف في مواطن ذكر أربعة منها المصنف في القطر بقوله: ((وإنما امتنع في النثر (ما قامت إلا هند) لأن الفاعل مذكر محذوف كحذفه في نحو (أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً) و (قضي الأمر) و (أسمع بهم وأبصر) ويمتنع في غيرهن)) اهـ
فذكر أن الفاعل يحذف في أربعة مواطن فحسب عنده وهي:
الأول: في إقامة البدل مقامه في نحو (ما قام إلا هند) فهند علي التحقيق بدل من الفاعل والتقدير ما قام أحد إلا هند.
الثاني: فاعل المصدر في نحو قوله تعالي: (أو إطعام ... ) الآية والتقدير أو إطعامه في يوم ... التقدير.
الثالث: في نيابة نائب الفاعل عنه نحو قوله تعالي (وقضي الأمر) فالتقدير وقضي الله الأمر.
الرابع: فاعل أفعل التعجب إذا تقدم نظير يدل عليه نحو قوله تعالي (أسمع بهم وأبصر).
وذكر صاحب المنتهي أربعة أخري (212 - 213) فقال:
الخامس: فاعل قل وكثر ونحوهما إذا اتصلت بهما (ما) الزائدة نحو قولك قلما يكون ذلك وكثر ما كان ذلك.
السادس: إذا أقيم المضاف إليه مقام المضاف كما في قوله تعالي (وجاء ربك) فإن التقدير – والله أعلم – وجاء أمر ربك.
السابع: إذا أقيم مقام الفاعل حال مفصلة نحو قول الشاعر:
كرة ضربت بصوالجة فتلقفها رجل رجل
الثامن: الفاعل الذي حذف للتخلص من التقاء الساكنين وذلك في الفعل المسند إلي ضمير الجماعة عند توكيده بنون التوكيد نحو قولك اضربن يا قوم. انتهي كلامه
قلت: قوله في السادس (كما في قوله تعالي (وجاء ربك) فإن التقدير – والله أعلم – وجاء أمر ربك) تأويل علي طريقة الأشاعرة والصواب إثبات صفة المجئ لله تعالي علي طريقة أهل السنة والله أعلم.
التعقيب التاسع
قال ابن هشام: ((والسابع: الضمير المتصل بالفاعل المقدم العائد علي المفعول المؤخر وهو ضرورة علي الأصح كقوله:
جزي ربه عني عدي بن حاتم جزاء الكلاب العاويات وقد فعل
فأعيد الضمير من (ربه) إلي (عدي) وهو متأخر لفظاً ورتبة.)) اهـ
قلت: ما لي سبيل إلي حجر المصنف عن اختياره أن ذلك ضرورة علي الأصح مع كونه واقعاً في المتاب والسنة وشعر العرب ونثرهم ومن ذلك:
أ ـ قوله تعالي: (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون) فالهاء من (أسرها) و (يبدها) عائدة علي كلمته المتأخرة لفظاً ورتبة إذ هي مفعول به للقول.
¥