ـ[ابن جامع]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 01:16 م]ـ
أبيت أسْرى وتبيتي تدلكي ... وجهك بالعنبر والمسك الذكي
فقد حذف الشاعر النون مع ياء المخاطبة في الفعلين " تبيتي - تدلكي ".
ذكر الدماميني رحمه الله ما معناه أنه يجوز أن يجعل الشاهد في البيت كذلك قوله" تدلكي " -التي أصلها تدلكين- فقط، وأن تبيتي منصوبة بواو المعية وهذا على تقدير استفهام محذوف.
للفائدة البيت في الكافية لابن مالك وأشار إلى هذه المسألة.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[03 - 12 - 2008, 11:21 م]ـ
هذه إحدى المسائل التي عالجتها في رسالتي، وخلاصة البحث فيها الآتي:
جاءت مواقف النحاة من حذف نون الرفع بلا عامل على النحو الآتي:
1 - أنه لا يجوز إلا في ضرورات الشعر.
2 - ما جاء منه شاذ نادر قليل، ولا يقاس عليه.
3 - الحكم عليه بالخطأ والغلط.
4 - أنه جائز وثابت في الكلام الفصيح نثره ونظمه، واستشهدوا لذلك بمجموعة من القراءات القرانية (ابن كثير ونافع)، وأبيات الشعر وأحاديث السنة النبوية، فقد أثبت النووي في المنهاج قرابة ثمانية مواضع لحذف نون الرفع بلا ناصب ولا جازم، ووجه النووي بأنها لغة، ولم أقف على من قال بذلك غيره، وربما فعل ذلك لعلمه أنها قراءة أهل المدينة، كما نص بذلك سيبويه والنحاس. هذا وأضاف السندي في حاشية المسند أحد عشر موضعا، منها:
1 - قول أبي بكر:" ... فارتحلنا والقوم يطلبونا".
2 - "والذي نفسي بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا".
3 - " ... فإذا كلمنا الملك فيهم، فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا"
4 - " ... أما تعلمي ما قال أخي اليثربي"؟
5 - " ... إنهم كانوا عبادا يعبدوني، لا يشركون بي شيئا"
6 - "ما من مؤمن يموت فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغوا أن يكونوا ثلاث صفوف إلا غفر له."
أما أحاديث مسلم التي ذكرها النووي فهي:
1 - في حديث أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: ((لا تدخلون الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا. أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)).
يقول النووي: ((قوله ?: ((لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا ... )) هكذا هو في جميع الأصول والروايات (ولا تؤمنوا) بحذف النون من آخره، وهي لغة معروفة صحيحة)).
2 - في حديث طلاق فاطمة بنت قيس – رضي الله عنها – تقول: (( ... وأتيت رسول الله ? فقال: (( ... اعتدِّي في بيت ابن عمِّك ابن أمِّ مكتوم، فإنَّه ضرير البصر تُلقي ثوبَك عنده ... )).
يقول النووي: ((قوله ?: ((فإنه ضرير البصر تلقي ثوبك عنده)) هكذا هو في جميع النسخ (تلقي)، وهي لغة صحيحة، والمشهور في اللغة (تلقين) بالنون)).
3 - في حديث أنسٍ ? قال: (( ... ووردت عليهم روايا قريشٍ. وفيهم غلام أسودُ لبني الحجَّاج، فأخذوه. فكان أصحاب رسول الله ? يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول: مالي علمٌ بأبي سفيان. ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأميَّة بن خلف. فإذا قال ذلك ضربوه. فقال: نعم. أنا أخبركم. هذا أبو سفيان ... ورسول الله ? قائم يصلِّي، فلمَّا رأى ذلك انصرف، قال: ((والذي نفسي بيده لَتَضْرِبُوه إذا صدقكم، وتَتْرُكُوهُ إذا كَذَبكم)).
يقول النووي: ((قوله: ((ورسول الله ? قائم يصلّي، فلما رأى ذلك انصرف، قال:
((والذي نفسي بيده لتضربوه إذا صدقكم، وتتركوه إذا كذبكم)) ... وهكذا وقع في النسخ
(تضربوه وتتركوه) بغير نون، وهي لغة سبق بيانها مرَّات؛ أعني حذف النون بغير ناصب ولا جازم)).
4 - في حديث أبي هريرة ? قال: ((قيل للنبي ?: ما يَعْدِل الجهاد في سبيل الله عزَّ وجل؟ قال: ((لا تستطيعوه))، قال: فأعادوا عليه مرَّتين أو ثلاثًا. كلُّ ذلك يقول: ((لا تستطيعونه)). وقال في الثالثة: ((مَثَل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله. لا يفتُر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى)).
يقول النووي: ((قوله: ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((لا تستطيعوه)). هكذا هو في معظم النسخ (لا تستطيعوه)، وفي بعضها (لا تستطيعونه) بالنون، وهذا جار على اللغة المشهورة، والأول صحيح أيضًا، وهي لغة فصيحة، حذف النون من غير ناصب ولا جازم. وقد سبق بيانها ونظائرها مرات)).
5 - في حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: (( ... فقال: ((يا فاطمة! أما ترضيْ أنْ تكوني سيِّدةَ نساء المؤمنين، أو سيِّدة نساءِ هذه الأمَّة؟)).
يقول النووي: ((وفي هذه الرواية (أما ترضيْ)، هكذا هو في النسخ (ترضيْ) وهو لغة، والمشهور (ترضين))).
6 - في حديث أنس بن مالك ? أنَّ رسول الله ? ترك قتلى بدْرٍ ثلاثًا، ثمَّ أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال: ((يا أبا جهل ابن هشام ... )) فسمع عمر قول النبي ?، فقال: يا رسول الله! كيف يسمعوا، وأنَّى يجيبوا وقد جيَّفوا؟! ... )).
يقول النووي: ((قوله: ((يا رسول الله! كيف يسمعوا، وأنَّى يجيبوا وقد جيَّفوا؟)) هكذا هو في عامة النسخ المعتمدة (كيف يسمعوا وأنَّى يجيبوا) من غير نون، وهي لغة صحيحة، وإنْ كانت قليلة الاستعمال، وسبق بيانها مرَّات، وفيها الحديث السابق في كتاب الإيمان ((لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا)).
¥