تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال اللّخميّ إِنه بَقِيَ على صاحبِ الفصيح لم يَذْكُر له مِثَالاً وكأَنّه قَصَدَ وَجَدَ التي هي أُخْتُ ظَنَّ ولذلك قال يَتَعَدَّى لِمَفْعُولينِ فيبقى وَجَدَ بمعنَى عَلِم الذي يتعدَّى لمفعولٍ واحِدٍ ذكرَه جمَاعَةٌ وقَرِيبٌ من ذلك كلامُ الحَلاَلِ في هَمْعِ الهَوَامِعِ وَجَدَ بمعنَى عَلِمَ يتعَدَّى لمفعولينِ ومَصْدَرُه وِجْدَانٌ عن الأَخْفَش ووُجُود عن السيرافيّ وبمعنى أَصَابَ يتعدَّى لواحِدٍ ومَصْدرُه وِجْدَانٌ وبمعنى اسْتَغْنَى أَو حَزِنَ أَو غَضِب لازِمَةٌ ومصدر الأَوَّل الوَجُدْ مثلّثة والثاني الوَجْدُ بالفتح والثالث المَوْجِدَة. فقلت: وأَحْضَرُ من هذا قولُ ابنِ القَطّاعِ في الأَفعال: وَجَدْتُ الشيْءَ وِجْدَاناً بعد ذَهَابِه وفي الغِنَى بَعْدَ الفَقْرِ جِدَةً وفي الغَضَب مَوْجِدَةً وفي الحُزْن وَجْداً حَزِنَ. وقال المُصَنّف في البصائرِ نقلاً عن أَبي القاسم الأَصبهانيّ. الوُجُودُ أَضْرُبٌ وُجُودٌ بِإِحْدى الحَوَاسِّ الخَمْسِ نحو وَجَدْتُ زَيْداً وَوَجَدْتُ طَعْمَه ورائحتَه وصَوتَه وخُشُونَتَه ووجُودٌ بِقُوَّةِ الشَّهْوَةِ نحو وَجَدْتُ الشبع ووجوده أيده الغضب كوجود الحَرْبِ والسَّخَطِ ووُجُودٌ بالعَقْل أَو بِوسَاطَة العَقْلِ كمَعْرِفَة الله تعالى ومَعْرِفَة النُّبُوَّةِ. وما نُسِب إِلى الله تعالى مِن الوُجُود فبمَعْنَى العِلْمِ المُجَرَّدِ إِذ كان اللهُ تعالَى مُنَزَّهاً عن الوَصْفِ بالجَوَارِحِ والآلاتِ نحو قولِه تَعالى " وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ " وكذا المعدوم يقال على ضِدّ هذه الأَوْجُهِ. ويَعبَّر عن التَمَكُّنِ من الشيءِ بالوُجُودِ نحو " فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ " أَي حَيْثُ رَأَيْتُمُوهُم وقوله تعالى " إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ " وقوله " وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ للشَّمْسِ " وقوله " وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ " ووجود بالبصيرة وكذا قوله " وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا " وقوله " فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا " أَي إِن لم تَقْدِروا على الماءِ ........... )

فما كل سوداء تمرة ولا كل بيضاء شحمة ولا كل وجد من أفعال الجوارح.

ـ[نديم السحر]ــــــــ[12 - 01 - 2010, 05:54 م]ـ

بارك الله فيك أخي عطوان لقد فصلت وأوضحت. فالفعل وجد يكون بحسب معناه متعديا ولازما.

وبارك الله في الإخوة المشاركين.

ـ[بل الصدى]ــــــــ[12 - 01 - 2010, 06:02 م]ـ

أحسنت يا أستاذ عطوان، بارك الله فيك، و لقد رأيتُ ما تفضلتَ به في نافذة بيت أشكل إعرابه، و وجدتُ لك كلاما قيَّمًا هناك حول تضمين الفعل " بلونا " معنى: الفعل وجدنا، نفعك الله تعالى بعلمك و نفعنا بك.

و لي تعليقٌ يسير هنا إن سمح لي الأستاذ الفاضل هشام، و هو مما سطّرته على عجالةٍ في شيءٍ من ضيق الوقت و تراكم الأعباء، فأقول إضافة لما سبق: الاجتهاد في النحو أمرٌ مطلوبٌ محمودٌ، و لكن لابدّ أن يكون اجتهادا مبنيا على استقراء و استنباط، و بعبارة أخرى لابد أن يكون المجتهد قد استكمل عدّته من هذا العلم حتى يبلغ مبلغ الاجتهاد، فلا يتصور أن يقع اجتهاد صحيح من نظرة سريعة أو حكم انطباعي أو من معرفة غير عميقة بدقائق النحو و اللغة، فالاحكام من هذا النوع سرعان ما تهدم و تنقض عند أدنى تأمل.

و لست أدّعي أن الأمر موقوف على ما ألّفه الأوائل، و لا يفهم من قولي أني أحصر الاجتهاد فيهم، و لكن قبل أن يُرى رأي يخالف ما كانوا عليه - عليهم سحائب الرحمة و الرضوان - لا بد من إحسان الظن بهم، و تمحيص ما نقول، و تدبره من كل وجه.

وفي قولك: وجدت زيدا حزينا: حزينا حال، أنت تجعل وقوع هذه الأفعال و مباشرتها لمفاعيلها كالأفعال الحسية، و غير خاف أنها مختلفة عنها تماما، فهذه الأفعال لا تنصب إلا مفعولين كان أصلهما المبتدأ و الخبر، فزيد حزين جملة اسمية، و بعد دخول الفعل وجد صارا مفعولين له و إعرابك الثاني حالا كسر للباب و إحالة له عن الاطراد و إفراد بعض النظائر بحكم مختص بناء على المعنى، و تناول الفعل وجد القلبي للحزن مختلف عن تناول وجد الحسي لمفعوله، فهذه أفعال تدرك بالقلب لا بالحس و تناولها لمعمولاتها يختلف عن تناول بقية الأفعال لمعمولاتها، فالحال يا أخي الكريم ليست رجسا من عمل الشيطان!، و لكن المسالة تحتاج فضل تأمل خاصة فيما يتعلق بمواقعة الفعل وجد للحزن و غيره من المعاني المدركة بالقلب و التي هي أخبار في حكم الصفات لمبتدآتها.

ـ[الاستاذ هشام]ــــــــ[12 - 01 - 2010, 07:36 م]ـ

عدتُ لما كتبت ُ لأتأكد من زيد المزعوم وكان مزعوما ً حقا ً!!!!!!!!!!

فأنا لم آت على ذكره!! ولا أعرف من أين جاء

يا من تأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم حبذا لو كلفتم خاطركم عناء قراءة صفحة قبل الرد

وحين ذكرتُ الاجتهاد فأنا لم أزعم أني رائده ولم أنسب لنفسي فضلا ً بل وجهتُ دعوتي للقامات الشامخة من أعضاء المنتدى الكرام أن ينهضوا بالمسؤولية

وحين ذكرت مثال: وجدتك حزينا ً فالرؤية الناجمةعن الايجاد في علمي المتواضع تكون بالعين

ولا اذكر أنني تطرّقتُ لما هو قلبي أو ظني

وأعرف منذ الصف الأول الابتدائي أنّ البصر من الحواس الخمسة

كما أعرف أنّ من شروط هذا المنتدى عدم التطرق لصفات الله عزوجل أو الخوض في موضوع المجاز تحديدا ً .....

وأستغربُ حقا ً من الذي طرح مفهوم (وَجَدَ) في حق الله؟؟؟؟؟؟

وأخيراً فإن َّ تقييم أي موضوع ينحصر في الفكرة ذاتها لا في قائلها

ومن ظنَّ أن بمقدوره الاساءة إلى شخصي فهو - والله - واهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير