ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 06:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لا يصح إعراب (وجهان كانا) على أن (وجهان) مبتدأ وخبره جملة كانا، لما يلي:
* لا مسوغ هنا للابتداء بالنكرة.
* ولو تجاوزنا عن الابتداء بالنكرة، فإن الضمير (ألف الاثنين في كانا) لا يصلح رابطا للخبر بالمبتدأ، لأن عائده غير (وجهان).
* ولو تجاوزنا عن ذلك أيضا ما كان الكلام تاما مفيدا.
والله أعلم.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 06:44 م]ـ
السلام عليكم
دخلت هنا لأسجّل إعجابي بالأستاذ عطوان عويضة
فقد أحسن العرض , وأدّى الفرض
وأزال عن المسألة الغموض
وأوصلها حدّ النضوج
ـ[أحمد الصعيدي]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليس كل ما ورد من لغات العرب جائزا التكلم به، فبعضها رديء وبعضها ضعيف،
ومن هذه اللغات لغة بني الحارث بن كعب وهم يلزمون المثنى الألف رفعا ونصبا وجرا، ومن شواهد هذه اللغة قول شاعرهم: إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها،
معاذ الله أن نقول على ما ورد به القرآن رديئا أو ضعيفا قال الله تعالى (إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكما من أرضكما)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 03:00 ص]ـ
معاذ الله أن نقول على ما ورد به القرآن رديئا أو ضعيفا قال الله تعالى (إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكما من أرضكما)
أخي الكريم ومن أين جزمت أن الآية على هذه اللغة
هذا توجيه من سبعة توجيهات أو أكثر
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 04:58 م]ـ
معاذ الله أن نقول على ما ورد به القرآن رديئا أو ضعيفا قال الله تعالى (إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* أولا ليتك أخي الكريم تتثبت من صحة كتابة الآيات الكريمة، وليتنا جميعا نفعل ذلك حتى لا نحرف كلام الله عن مواضعه، ولو بغير قصد.
* ثانيا: نص كلامي: (ليس كل ما ورد من لغات العرب جائزا التكلم به، فبعضها رديء وبعضها ضعيف، .... ) ولم أنص على أن في القرآن لغات رديئة أو ضعيفة.
* ثالثا: إذا حملت كلام الله على لغة رديئة، أو حمل أحد العلماء مواضع في القرآن على لغة رديئة، فإن ذلك لا يعني قداسة هذه اللغة، بل يعني سوء حمل الحامل للكلام عليها.
* رابعا: وصف اللغة بالرداءة أو الضعف أو الندرة ليس مسبة للغة ولا للكلام الوارد بها، وإنما يعني العلماء بذلك عدم شيوع هذه اللغة، فإذا سمعها من يجهلها استردأها لأنها تخالف مألوفه، ولو كانت شاعت هذه اللغة ما وصفت بذلك.
* خامسا: الأولى حمل الكلام الفصيح عامة وكلام الله خاصة على أعلى اللغات فصاحة، والآية الكريمة المذكورة حملت على أكثر من وجه، فليس متعينا أنها على لغة بلحارث، وما دام ذلك كذلك فليس لك الجزم على أنها الوجه المتيقن.
* وجه علماء اللغة ما ورد في القرآن الكريم مما يخالف المشهور على لغات من لغات العرب بعضها أعلى من بعض، لذا نص علماء القراءات على أن من شروط القراءة الصحيحة ما وافق العربية ولو بوجه مرجوح، وقولهم مرجوح تأدب في الاستخدام، وبعضهم يعبر عنه في غير القرآن وأحيانا في القرآن بالضعيف والرديء.
* لو قال أحد من علماء اللغة عن قراءة ما أنها بلغة رديئة، فهذا رد للوجه اللغوي لا رد للقرآن، وإليك أمثلة:
- قوله تعالى: " ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ...... "
قرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة (وهو من السبعة وقراءته متوترة) بمصرخيِّ بكسر الياء.
(وطعن في هذه القراءة كثير من النحاة، قال الفراء: لعلها من زعم القراء فإنه قل من سلم منهم من الوهم. وقال أبو عبيد. نراهم غلطوا، وقال الأخفش: ما سمعت هذا الكسر من أحد من العرب ولا من أحد من النحويين، وقال الزجاج: إنها عند الجميع رديئة مرذولة ولا وجه لها إلا وجيه ضعيف. وقال الزمخشري: هي ضعيفة)
مع أن قراءة حمزة قطعية متواترة لا يجوز الطعن فيها. ولكن طعن الأقران لا يقدح، والطاعن أخطأ في وجه الحمل ..
- ويرى الزجاج أن قراءة كسر فاء فعول لغة رديئة وقد قرأ غير واحد من السبعة جيوب وبيوت .... والطعن في اللغة لا القرآن.
- ويرى الليث أن همز يأجوج ومأجوج في قراءة عاصم لغة رديئة.
- ولغة أكلوني البراغيث لغة رديئة عند جل النحاة (وهي لغة بلحارث أيضا) ومع هذا فقد حمل بعضهم كأبي عبيدة بعض مواضع القرآن عليها نحو " ثم عموا وصموا كثير منهم .... " و " وأسروا النجوى الذين ظلموا .... "
- وهذا اقتباس من المخصص يوضح معنى الرداءة عند أهل اللغة (وزعم سيبويه أن بعض أهل الحجاز يهمزون النَّبِي وهي لغة رديئة ولم يستردئها سيبويه ذهاباً منه إلى أن أصله غير الهمز وإنما استردأها من حيث كثُرَ استعمال الجمهور من العرب لها من غير همز.)
فسيبويه يرى أن من قرأ النبيء بدلا من النبي فقد تكلم بلغة رديئة، ومن يقرأ برواية ورش أو قالون يعرف أن نافعا رحمه الله همز النبيء والنبوءة والأنبئاء والنبيئون والنبيئين حيثما وردت في القرآن، وهي لغة رديئة عند سيبويه. فهل كان وصفه للغة بالرداءة مقصودا به الطعن في القرآن أم هو سوء أدب وجهل منه، أم- كما قال ابن سيدة - استردأها لقلة همز العرب لها.
الخلاصة أخي الفاضل، أن تنزيه القرآن الكريم لا يكون بتنزيه كل رأي ذهب إليه أحد، فما هي إلا اجتهادات بشر، وموافقة القرآن لبعض هذه اللغات لا يعني قداسة هذه اللغات فوصف اللغة بالرداءة لا يقصد به الإزراء بها.
تبجيل كلام الله وتنزيهه والتأدب معه أمر واجب، ولكن الخلط في الموازين أمر آخر؛ الكلام عن اللغة شيء والكلام عن القرآن شيء آخر.
جزاك الله خيرا على النية الطيبة، وغفر لي ولك
¥