كما تقدم في رواية عن أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود: أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة.
قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
ثم بسط القول في هذا بما حاصله: أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم -جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة الأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظر منها لأنفسها وعن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها. إلى أن قال: فإن قال من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة اقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟ قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين. إلى أن قال: فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف "؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر، كما تقدم.)
ولو ذهبنا في عرض ما قيل لطال الكلام، وخشينا أن يكون من المراء المنهي عنه في الأحرف، والموسوم صاحبه بالكفر.
وتقر بأن لهة بلحارث من اللهجات المعروفة عند العرب
أقر بأنها لغة رديئة ينزه عنها كلام الله ما أمكن، وليس في الفرآن موضع واحد جزم فيه أهل اللغة بأنه على هذه اللغة، وقول من حمل عليها مرجوح برأي غيره.
وقد تكلم الرسول بها
إن صح ذلك، فماذا؟ فقد تكلم أيضا بالحميرية وراطن طفلة صغيرة بالحبشية، جاء في البخاري: (عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَهْ سَنَهْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ) وفي معجم الطبراني: (وَقَدْ كَانَتْ فَهِمَتْ بَعْضَ كَلامِ الْحَبَشَةِ، فَرَاطَنَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلامِ الْحَبَشَةِ، فَقَالَ: سَنَهُ سَنَهُ، وَهِي بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ).
2 - قد وافق لهجة بلحارث الكثير من اللهجات العربية مثل لهجة طىء وأزد شنوءة وعليا قيس وغيرهن من اللهجات
وما ذا في ذلك؟ بل قد تتوافق العربية مع غير العربية، والفارسية مع الفرنسية .. هل يؤخذ من هذا دين أو لغة؟
3 - تكلم الرسول الكريم بهذه اللهجات ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل000000000000
ارجع لكلامي السابق.
4 - كيف تقول (لم أنص على أن فى القرآن لهجات ضعيفة وقد حكمت بضعف لهجة بلحارث إذا أنت تنفى ورود لهجة بلحارث وماوافقها فى القران إذا كيف تخرج ماخالف لهجة قريش مثل قوله تعالى (لاهية قلوبهم واسرو النجوى الذين ظلموا) وقوله (ثم عموا وصموا كثير منهم)
اقرأ كلامي أكثر من مرة وافهمه، وارجع إلى التفاسير المعنية بالإعراب وانظر الوجوه المعروضة ثمة، وأخبرني لماذا تصر على هذا الوجه الضعيف؟
¥