تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذخائر العقبى: "عن جابر بن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة معهم للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس: يا ابن أخى لو حللت إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة قال فحله وجعله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رؤى بعد ذلك عريانا. متفق على صحته". اهـ

وعثمان، رضي الله عنه، يشد عليه سراويله يوم الدار خشية أن يتكشف إذا قتل، فلم يشغله في ذلك الوقت العصيب إلا سنر عورته.

وأحمد بن حنبل، رحمه الله، يشد عليه سراويله قبل أن يضرب في مجلس المعتصم، فلا يعنيه إلا ستر عورته، فلما انحلت سراويله، رفعت، كما ذكر بعض من حضر ضربه، كرامة وصيانة للإمام من التكشف أمام أعدائه.

وكان السلف يطيلون ذؤابات عمائمهم ليستروا بها جيوب قمصانهم فلا تنفك عن جزء مكشوف من الرقبة أو الصدر فاستحسنوا ستره بذؤبات العمائم.

وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ: توكيد بتكرار النفي فيه استيفاء شطري القسمة العقلية: الرجال والنساء، وعلته نفس علة ما تقدم في الشطر الأول، بل هو في حق النساء آكد لما فضلوا به من جمال الخلقة على الرجال فالفتنة في حقهن آكد، ومفهوم ما تقدم جواز النظر إلى ما سوى العورة، ومع ذلك يقال بأن الستر في أزمنة الفساد آكد، فليس كون عورة الرجل من السرة إلى الركبة مسوغا له ليكشف بقية بدنه بلا ضرورة، وإنما لمجرد كونه مباحا!، فمن المباح ما يقيد سدا لذريعة الفنتة لا سيما إن كان حسن الخلقة، وكذلك الأمر في حق النساء، وقد تعلل كثير من الفساق بتلك الإباحات التي ينظر فيها إلى أحوال الناس صلاحا وفسادا، تعللوا بها ليتكشفوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا!، وانظر إلى المصائف وقد اقترب موسمها، وقد صار التعري علامة الرجولة، فالرجل هو الذي يتعرى بقدر الإمكان!، إذ لا يخجل من التعري إلا النساء!، وهذا منطق زماننا، وكثير من النساء، أيضا، يستسغن نفس التكشف بلا حاجة، وقد أدى ذلك إلى ما الله به عليم من المفاسد في المجتمعات النسائية الخالصة فكيف بالمجتمعات المختلطة، وللشيطان خطوات أولها التوسع في المباح فهو عتبة المكروه الذي يتذرع به إلى الحرام.

وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ:

قسمة عقلية أخرى تكمل القسمة العقلية الأولى في مسألة الإفضاء في الثوب الواحد فلا يستساغ شرعا أو فطرة أن يتعرى رجلان أو امرأتان في ثوب واحد!، إذ ذلك، أيضا، من ذرائع الوقوع في الحرام من مباشرة ونظر محرم، وربما فاحشة تشمئز النفوس من تصورها، ودين قد راعى تلك الدقائق النفسية، فسد الذرائع لكل محرم، وإن استبعد الناظر وقوعه ابتداء، هو بالفعل: دين الفطرة.

والله أعلى وأعلم.

ـ[خلود عبد المجيد]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 03:58 م]ـ

جزاك الله خيرا،نساْل الله الهداية للجميع.

ونصيحة لنفسي أولا ثم لكم هي أنه في هذا الزمن الذي ظهر فيه الفساد بشكل مرعب يجب اْن يحصن المسلم نفسه بقوة حفاظا عليها من التيارات الهدامة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير