تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[" جواهر نبوية لمن له أو عليه دين "]

ـ[أبوأيوب]ــــــــ[04 - 06 - 2009, 11:20 م]ـ

جواهر نبوية لمن له أوعليه دين

الحمد لله رب العالمين، انتشر في زمننا هذا الدَّيْنُ، فقلَّ أن تجد أحدا ليس عليه دين قليل أو كثير. وتهافت بعض الناس إلى الاقتراض بحاجة ومن غير حاجة، حتى تراكمت عليهم الديون، فأودع بعضهم السجون، وتشردت أسرهم، بعد حبس عائلهم والمنفق عليهم، فامتهن بعضهم المسألة والإلحاف على الناس، وتدرب بعضهم على السرقة.

ولا شك أن هذه مشكلة لكن في ديننا حل لها، وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم علاجها وترياقها.

فإلى كل مسلم دائن أو مدين. أعرض بين يديك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل الله يفتح عليك، فتعمل بها، أو تعلم من يعمل بها، فتنل خيرا كثيرا.

روى الترمذي في سننه كتاب الدعوات عن علي رضي الله عنه: أن مكاتبا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي، فأعني. قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك؟ قال: قل: " اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك ".

قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب. قال الألباني رحمه الله: حسن.

وروى أبو داود في سننه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار، يقال له أبو أمامة، فقال: " يا أبا أمامة! ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة "؟ قال: هموم لزمتني، وديون يارسول الله. قال: " أفلا أعلمك كلاما، إذا أنت قلته أذهب الله عز و جل همَّك، وقضى عنك دَينَك "؟ قال: بلى يارسول الله. قال: " قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ". قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عزوجل همي وقضى عني ديني.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: " اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان. أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته. اللهم أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء. اقضِ عنَّا الدَّين، وأغننا من الفقر " رواه مسلم في صحيحه كتاب الذكر والدعاء باب ما يقول عند النوم.

وفي فضل التجاوز عن المعسر أو التنفيس عنه اسمع هذه الأحاديث:

عن عبدالله بن أبي قتادة، أن أبا قتادة رضي الله عنه، طلب غريما له، فتوارى عنه، ثم وجده فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: ألله. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر، أو يضع عنه ". رواه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة. باب فضل إنظار المعسر.

وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا، فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقى الله فتجاوز عنه ". رواه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة. باب فضل إنظار المعسر.

وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان يخالط الناس، وكان موسرا، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر. قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه. تجاوزوا عنه ". رواه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة. باب فضل إنظار المعسر.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ الرَّجُلُ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا. قَالَ: فَلَقِيَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ ". رواه البخاري في صحيحه برقم: 3480. فيه أن من أسباب تكفير الذنوب التجاوز عن المعسرين، وفيه أن الجزاء من جنس العمل.

وعن ربعي أبي اليسر رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أنظر معسرا، أو وضع عنه، أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ". رواه الدارمي في سننه كتاب البيوع باب فيمن أنظر معسرا.

وهذه أحاديث في خطر الدين:

عن أبي قتادة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم، فذكر لهم: أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله، أفضل الأعمال. فقام رجل، فقال: يا رسول الله! أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: " نعم. إن قتلت في سبيل الله، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك ". رواه مسلم في صحيحه برقم 1885.

وفي فضل البراءة من الدين:

عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من مات وهو بريء من ثلاث: الكبر، والغلول، والدَّين، دخل الجنة ". رواه الترمذي وغيره. قال الألباني رحمه الله: صحيح.

الحمد لله رب العالمين. وفقكم الله إخواني وأخواتي للظفر بما في هذه السنن من الفضائل ولا تفوتنا بالموت، ويبقى المال وراءنا، والدين على ظهورنا، أو يتولى الورثة التجاوز عن المعسر وإنظاره فيفوزون بالثواب، من دوننا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير