مناهجنا. أضاعت تعليم لغتنا العربية جملة وتفصيلاً!
ـ[فصيحويه من جديد]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 05:23 ص]ـ
مأزق سبَّبه واضعو المقررات ورسخ العديد من القناعات المتوارثة وأدى إلى ضعف المخرجات
مناهجنا .. أضاعت تعليم لغتنا العربية جملة وتفصيلاً!
مناهج اللغة العربية في التعليم
الرياض - عبدالله الطلحة
انتقد خبير في تصميم المناهج وضع مناهج اللغة العربية في التعليم العام وقال الأستاذ جمعان بن سعيد القحطاني (ماجستير في علم اللغة التطبيقي): يكاد ينعقد الإجماع على ضعف مخرجات تعليمنا في مجالين أساسين، هما: اللغة العربية، ومهارات التعلم والتفكير والتواصل والإبداع (التي هي الوظيفة الأساسية للمدرسة)، وإلى الضعف فيهما يؤول ضعف أبنائنا في أي علم من العلوم الأخرى كالرياضيات والعلوم مثلا.
وأضاف: تتحمل المناهج الدراسية المسؤولية الأولى في ذلك؛ فإنها ضربت مجالي (اللغة العربية) و (مهارات التعلم والاتصال) بعضهما ببعض، وخلطتهما في تشكيلة عجيبة أسمتها (اللغة العربية)، والخروج من هذا المأزق يقتضي أن نعيد النظر في قناعاتنا منطلقين من مفهوم اللغة وطبيعتها وبنيتها ووظائفها، ومن طبيعة مهارات التعلم والاتصال واستراتيجياتها وأدواتها وعملياتها.
وقال القحطاني: اللغة كما هو معروف: نظام شفهي من الكلمات المتواطأ على دلالاتها، وعلى أنظمة بنائها: الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والنصية والتواصلية. تؤدي وظائف متنوعة في حياة الإنسان، وتتشكل في صور وأنماط نصية وخِطابية متنوعة. وتتطلب الكفاية فيها تمكن الفرد من:
الكفاية المعجمية: محصول وافر من ألفاظ اللغة، وإدراك دلالاتها الحقيقية والمجازية والسياقية والقصدية.
الكفاية النحوية: مطابقة المنتج اللغوي لأنظمة اللغة الصوتية والصرفية والنحوية والنصية والدلالية.
الكفاية الاجتماعية: مراعاة الأعراف الاجتماعية والثقافية والسياقية والتواصلية للحدث اللغوي.
الكفاية الأسلوبية: تماسك الخطاب اللغوي وتنظيمه، وقدرته على أن يكون: معبِّرا، وموصِّلا، ومؤثرا.
فما العلاقة بين مفهوم اللغة وطبيعتها ووظائفها وكفاياتها .. وبين هذه المقررات أو المكونات التي تسمى مجتمعة منهج اللغة العربية؟
وأبان: صحيح أنه لا شيء خارج اللغة، وأن كل علم يقدَّم للمتعلم، وكل موقف تعليمي يتعرض له .. هو من اللغة وإليها، ولا نستطيع أن نقول إن علما معينا هو خارج اللغة، أو إنه لا يفيد في اكتساب اللغة وتعلمها. ولكن يجب أن نميز بين درس هو (تعليم لغة)، ودرس لا يخرج من فلك اللغة لكنه ليس في تعليم اللغة.
وحول ملاحظاته على منهج اللغة العربية الحالي قال انها تتلخص في النقاط الأربع التالية:
أنه يتشكل من علوم متنوعة لا يربطها بمفهوم اللغة وطبيعتها إلا حقيقة أنه لا شيء خارج اللغة. وهي:
العلوم الوصفية والمعيارية للغة: النحو والصرف والبلاغة. وهي علوم تصف اللغة أو تحدد معايير الصحة اللغوية، تفيد في مراقبة المنتج اللغوي، ولكنها لا تفيد في اكتساب اللغة وتعلمها.
الدراسات الأدبية: تاريخ الأدب، وسير الأدباء، والنقد الأدبي. وهذه علوم تثقيفية لا قيمة لها في تعليم اللغة وتعلمها.
مهارات التعلم والاتصال: القراءة والكتابة والاستماع والتحدث. وهي علوم قائمة برأسها، كل منها ضرب من العلم له مفاهيمه ومبادئه ومهاراته وأدواته وإستراتيجياته الخاصة، ومحتاجٌ إلى برنامج دراسي خاص، يتلقى فيه المتعلم أصوله ومفاهيمه ومبادئه، ويتدرب على مهاراته واستراتيجياته. وعلاقتها باللغة لا تختلف عن علاقتها بأي علم آخر. ففي درس الفيزياء مثلا: نستمع ونتحدث ونقرأ ونكتب، ثم نقول إننا نتعلم الفيزياء، ولا نقول إننا نتعلم اللغة.
الإملاء والترقيم والخط، هي علوم ومعايير تتعلق بالكتابة، لا باللغة، وتعليمها واجب حتمي، لا لأنها تفيد في تعلم اللغة واكتسابها، بل لأنها شرط لإتقان مهارة الكتابة، والكتابة شرط أساس في التعلم، ولكن مكانها في درس الكتابة لا في درس اللغة.
أحد موضوعات القراءة
¥