تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تسلية أهل المصائب]

ـ[أبوأيوب]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 02:31 م]ـ

(1) تسلية من أصيب بالمصيبة العظيمة في نفسه

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، أما بعد:

فقد سمى الله عزوجل الموت مصيبة، فقال تعالى: " ... فأصابتكم مصيبة الموت ... "،

ولننظر إلى بعض السلف الصالح، ماذا صنعوا لما نزلت بهم هذه المصيبة؟

وكيف عزوا أنفسهم ومن حولهم؟

وذلك على سبيل الاختصار لا الاستقصاء ولا الانتقاء.

لما حضرت معاوية الوفاة قال: أقعدوني، فأقعدوه، فجعل يذكر الله ويسبحه، ثم قال: الآن تذكر ربك يا معاوية، بعد الانحطام والانهزام؟ ألا كان ذلك وغصن الشباب ريان؟! وبكى حتى علا بكاؤه، ثم قال منشداً:

هو الموت لا منجا من الموت والذي * أحاذر بعد الموت أدهى و أفظع

ثم قال: اللهم يارب ارحم الشيخ العاصي والقلب القاسي، اللهم أَقِل العثرة واغفر الزَّلة وجُدْ بحلمك، على من لا يرجو غيرك، ولا يثق بأحد سواك، ثم قال لابنه: يا بني، إذا وافاني أجلي، فاعمد إلى المنديل الذي في الخزانة، فإن فيها ثوباً من أثواب رسول الله صلى الله عليه و سلم و قُراضَةً من شعره و أظفاره، فاجعل الثوب مما يلي جسدي، و اجعل أكفاني فوقه، و اجعل القُراضة في فمي و أنفي و عيني، فإن نفعني شيء فهذا، فإذا و ضعتموني في قبري، فخلوا معاوية و أرحم الراحمين.

و لما حضرت أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: يبكيني بُعْدُ السفر، و قِلة الزَّاد، و ضَعْف اليقين، و العَقَبَة الكَؤُود التي المَهْبِط منها إما إلى الجنة و إما إلى النار.

ولما حضرت عمرَ بن عبد العزيز الوفاةُ قال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: اللهم أنا الذي أمرتني فقصرت، و نهيتني فعصيت، فإن غفرت فقد مننت، و إن عاقبت فما ظلمت، لا إله إلا أنت.

و قال سليمان التيمي: دخلت على بعض أصحابنا وهو في النزع، فرأيت من جزعه ما ساءني، فقلت له: هذا الجزع كله، لماذا، و قد كنت بحمد الله على حالة صالحة؟! فقال: و مالي لا أجزع؟ و من أحق مني بالجزع؟ و الله، لو أتتني المغفرة من الله عز و جل، لأهمني الحياء منه فما أفضيت به إليه.

و لما حضرت عبد الملك بن مروان الوفاة، جعل يقول: و الله لوددت أني عبد لرجل من تهامة أرعى غنيمات في جبالها، ولم آلِ.

و ذكر محمد الطائي الهمذاني في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين، ذكر بإسناده إلى المزني، قال: دخلت على الشافعي ـ رحمه الله ـ في مرضه الذي مات فيه، فقلت: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلاً، و لإخواني مفارقاً، و لسوء فعلي ملاقياً، و بكأس المنية شارباً، و على الله عز وجل وارداً، فو الله ما أدري أروحي تسير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها؟! ثم بكى و أنشد:

فلما قسا قلبي و ضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منَّة وتكرما

نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة ولوالدينا ولجميع المسلمين.

وأن يجعل آخر كلامكم من الدنيا لا إله إلا الله.

ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 03:01 م]ـ

لا إله إلا الله

جزاك الله عنا الخير

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 03:05 م]ـ

كلمات جميلة أبو آيوب بوركت على طرحك الرائع ونسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يحسن خواتيمنا جميعاً اللهم آمين.

ـ[أبوأيوب]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 03:23 م]ـ

أهلا أستاذ محمد أبا النصر شكرا على مرورك

سعيد أنا بمتابعتك واهتمامك

ـ[ذا النون]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 12:35 ص]ـ

اشكرك أبو أيوب على الموضوع الجميل و الشيق ..

اضيف عليك , عندما تظافرت جنود إبن زياد على الحسين ابن علي رضي الله عنهما وتيقن موته قال رضي الله عنه:

تركت الخلق طرا في هواك وايتمت العيال لكي اراك

فلو قطعتني في الحب اربا لما مال الفؤاد الى سواك

فخذ ما شئت يامولاي مني انا القربان وجهني نداك

اتيتك ياالهي عند وعدي منيبا علني احظى رضاك

انا المشتاق للقيا فخذني وهل لي منية الا لقاك

اقدم كل ما عندي فداء ومالي رغبة الا فداك

سلكت الكرب والاهوال دربا وجئت مليبا اخطو خطاك

وطلقت الحياه بساكنيها وعفت الاهل ملتمسا قراك

تعهدت الوفاء بكل دين ودينك يوم عاشوراء اتاك

فهدي اخوتي صرعى ضحايا واولادي قرابين هناك

وهذا طفلي الظامي ذبيحا فهل وفيت ياربي علاك

وهذي نسوتي حسرى سبايا تحملت البلايا من عداك

يموت احبتي وجميع قومي ويبقى الدين يرفل في هداك

ـ[أبوأيوب]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 12:46 ص]ـ

كلمات جميلة أبو آيوب بوركت على طرحك الرائع ونسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يحسن خواتيمنا جميعاً اللهم آمين.

أهلا بك أستاذ ناجي أحمد

مسرور جدا بمرورك وثنائك ودعائك

سرّك الله بما تحب، وصرف عنك ماتكره

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير