تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال البروفيسور فريد الأنصاري:مجالس القرآن منهاج ا]

ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 01:51 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال البروفيسور العلامة فريد الأنصاري الخزرجي شافاه الله وعافاه في كلام محكم متين , استحق الإهتمام من المختصين والناظرين في أحوال الأمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه رسالاتُ القرآن .. فمن يتلقَّاها؟

مجالس القرآن منهاج الغرباء .. !

أيها الشباب الْمُتَلَقُّونَ لرسالة القرآن!

هذه وظيفتكم أختصرها لكم في كلمات:

إن الانتساب لرسالة القرآن تَلَقِّيّاً وبلاغاً، معناه: الدخول في ابتلاءات القرآن، من منزلة التحمل إلى منزلة الأداء!

إنها تَلَقٍّ صادقٌ لكلمات الله، وتعليمُ القلبِ طريقةَ الاشتعال بلهيبها، والصبر على حَرِّ جمرها؛ حتى يصير مشكاةً بلوريةً تفيض بنور الله .. ! ثم تعليمُ ذلك للآخرين، بتذويقهم شيئاً فشيئاً لذةَ المعاناة لنور الوحي، ومتعة الحياة بمكابدة القرآن .. !

أيها الأحبةُ الْمَشُوقُونَ بحب الله! ..

إن النورَ طاقةٌ لاهبةٌ، شديدةُ الصعق كالبرق! نعم؛ لكنَّ القلوبَ الْمَشُوقَةَ بوميضه الوهاج حَقّاً، تشتعل به فَتَائِلُهَا اشتعالاً، وتلتهبُ به مصابيحُها التهاباً، ثم لا تحترق!

أيها الأحبة المكابدون! إن الكلام المجرد لا يكفي لبلاغ رسالات القرآن، بل أَمِدُّوا قلوبَ الآخرين بتيارٍ من شرايينكم المشتعلة! تستضئ أرواحهم كما استضاءت أرواحكم! فتغمر الأنوارُ البلادَ والعباد .. !

أيها الأحبة المكابدون! إن اللغة عاجزة عن وصف النور .. ! ولكنَّ الوسيلة الوحيدة لوصفه، والتعريف به، إنما هي قَدْحُ زُرِّ كهربائه، وإشعال فتيل مصباحه! وإنما قلوبكم هي مصابيحه، وشرايينكم هي مجرى تياره! فأشعلوا نَارَهُ بقلوبكم، واقْدَحُوا فتيله بنفوسكم! والتهبوا به التهاباً حتى تكتووا بناره، وتجدوا حَرَّ تياره! فإذا صافحتم الناسَ بحقائق القرآن بعدها؛ وجدوا حَرَّ النور في أيديكم، وتلقوا لهيبه من أنفاسكم، ووقعت عليهم كلمات الله من ألسنتكم وقوعَ النيازك المشتعلة! وذاقوا حقيقةَ مكابدة القرآن كما ذقتم .. ! فآنئذ - وآنئذ فقط - يدرك الناس معنى رسالتكم!

أيها الأحبة المكابدون! إن حُمَّالَ هذه الحقائق الإيمانية في الأمة اليومَ هم القليل .. وإن الحامل لجمرة واحدة من جمر آية واحدة، يكتوي بلهيبها، ويستهدي بنورها؛ لأنفع لنفسه وللناس – بإذن الله – من مئات الحفاظ للقرآن كاملاً، الذين استظهروه من غير شعور منهم بحرارته، ولا معاناة للهيبه، ولا مشاهدة لجماله وجلاله!

فلا يحقرن نفسَه صاحبُ الآية والآيتين والثلاث ... إذا كان حقا ممن قبض على جمرهن بيد غير مرتشعة! وارتقى بقرائتهن إلى منازل الثريا، نجما ينير شبراً من الأرض في ظلمات هذا العصر العصيب!

أيها الأحبة المكابدون .. !

يا أيها السالكون إلى الله في زمن الغربة!

إن قلة السائرين على الطريق لا ينبغي أن تثني عزم الصادقين، ولا أن تثبط المؤمن عن الانخراط الإيماني في حمل رسالات القرآن وبلاغها .. بل ربما كانت القلة أحيانا دليلا على صواب المنهج! قال تعالى: ?وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ? (الواقعة:14) وقال عز وجل في حق نوح عليه السلام: ?وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ! ? (هود: 40) وقال سبحانه في حق موسى: ?فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ! ? (يونس: 83)

وقد كان الأنبياء - من قَبْلُ - ليس يتبع الواحدَ منهم إلا الرجل والرجلان والثلاثة، أو النفر القليل! فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قَالَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ!) (رواه مسلم) وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلاَثَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ! (رواه أحمد، والحاكم وصححه، وابن حبان، والطبراني في الكبير. وصححه الشيخ شعيب الأرناؤوط

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير