مختل عقلياً .. !
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 03:53 م]ـ
حوار!
تسامح!
حرية الأديان!
حوار الحضارات .. !
قبول الآخر .. !
الديمقراطية .. !
نبذ العنصرية .. !
حرية الرأي .. !
حرية الكلمة .. !
الحرية الشخصية .. !
حقوق الإنسان .. !
حقوق المرأة .. !
كلمات وعبارات جميلة وبراقة وألفاظ معسولة ورشيقة
هذه الكلمات و العبارات يدندن بها الغرب في وجوهنا وعلى أسماعنا ليل نهار
فنحن لديهم مثل التلميذ البليد الذي لا يفهم من المرة والمرتين بل لابد من إرضاعنا هذه المصطلحات وترديدها على أسماعنا طوعاً وكرها ًحتى نعييها و نفهمها ثم نطبقها تطبيقاً على أعلى المعايير العالمية الغربية طبعاً ..
فإن خالفنا أو ترددنا أو حتى ناقشنا أصبحنا في خانة الإرهابيين الذين لابد أن يربوا تربية صالحة بالصواريخ والراجمات، ويحاطوا برعاية البارجات والطائرات
ولسان حالهم يقول: فإما حياة - للمسلمين - تسر العدو وإما ممات يفيد العدى، مع الاعتذار للشاعر عبد الرحيم محمود رحمه الله
ولكن هذا هو حالنا ...
فالدكتورة الراحلة مروة الشربيني رحمها الله التي اغتيلت في قاعة المحكمة الألمانية الغربية أرادت أن تتسلسل معهم في أعلى معايير الديمقراطية لديهم
و نفذت أعلى أنواع ضبط النفس و التسامح و الحوار
و أرادت أن تعري العنصرية بوجهها القبيح في أحضان محاكمهم الرسمية
و استندت إلى أرفع صكوك حقوق الإنسان لديهم لكي توقف العنصرية عند حدها و تأخذ حقها وبالقانون من الرجل البغيض الذي دأب بين حين وآخر أن يحط من كرامتها ويهينها في الشارع بأبشع الألفاظ والصفات فقط لأنها مسلمة محجبة!!
لجأت المغدورة إلى القضاء وهي لا تعلم إنها ستُقْطع وستُطْعن هي وجنينها في عقر و قلب المحكمة بستة عشرة طعنة غادرة تحيلها إلى جثة هامدة و يحال زوجها بطلقات الشرطة - الخطأ - إلى المستشفى فاقداً للوعي
أمام أعين طفليهما الصغير وفي عقر دار العدل ودار الحقوق والقضاء الألمانية!!
أتساءل هل كان الشرق و الغرب يتجرأ أن يعتدي على مواطن من دولة الإسلام يوم أن كانت هذه الكرامة محفوظة و مصانة في الدولة نفسها؟!
يوم أن كانت العقيدة و السنة راسخة في قلوب منتسبيها .. ؟
فعندما انسلخ أغلبنا عن دينه و قيمه و موراثته وعاداته وتقاليده بل و سخر منها و طعن فيها و هانت عليه هان هو نفسه في بلاد الشرق والغرب
و تطاول عليه السفهاء و الحقراء، و ضاعت حقوقه، و أصبح يلطم من هذا الخد فإن التفت الناحية الأخرى لطم في الخد الآخر .. !
ولسان حالنا دائماً وأبداً يقول:
- لن تمر هذه الجريمة بسهولة
- لن نسكت على هذا الاعتداء البشع
في حين يتساءل البعض الآن في الغرب
لم كل هذه الضجة؟!
رجل مختل عقلياً طعن امرأة وقتلها، وسيصرف لأهلها التعويض المناسب و كفى صراخاً!
فقد ذكرت صحيفة زودتشه الألمانية ( sz) أن المتحدث باسم مكتب المدعى العام الألماني أكد للصحيفة أنه يجرى التحقيق حاليا في ملابسات جريمة محكمة دريسدن وهل مرتكب الجريمة أليكس دبليو مريضا نفسيا أم لا؟
و حق لنا أيضاً أن نتساءل، ماذا لو حصل العكس؟ ماذا لو كان الرجل القاتل مسلماً والمقتولة ألمانية نصرانية .. ؟!
من المؤكد أن الصفحات الأولى في صحف الغرب الرسمية ونشرات أخبارهم الرئيسية ستكتب وبالبنط العريض وبالجمع والتعميم ..
((الإرهابيون المسلمون يقتلون امرأة ألمانية في قاعة المحكمة))
رحمك الله يا أخية
لقد عرّيتي الكثير من تلك المصطلحات البراقة
وكشفتي زيف تلك العبارات الكاذبة
وبينتي كذب ما يدندنون حوله عن الحرية الشخصية و احترام الآخرين و نبذ العنصرية
العنصرية هناك تقبع في قلوبهم، وتفوح من أجسادهم و تسيل من نظرات أعينهم ولعابهم ..
إن الغرب هو الذي ساعد ويساعد على نشر مثل هذه الكراهية بل و ينميها و يغذيها قصد أم لم يقصد
نحن لا نعمم ولكن فعل البعض وسكوت الآخرين دليل على الموافقة و التواطؤ
إن محاربة فرنسا للحجاب وتطاول رئيسهم الحالي على النقاب ومن قبله تطاول هولندا و الدانمارك و النرويج وغيرها من الدول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي كلها بذور شر و دعاوى مبطنة للعنصرية، و تصاريح ضمنية للاعتداء على المسلمين ..
يجب على عقلاء الغرب أن يوقفوا تدفق هذه الاعتداءات على الإسلام والمسلمين ويجب أن يجلس العقلاء منهم و يتدارسوا ويخرجوا بتشاريع وقوانين تحمي حقوق المسلمين وتجرم وتحرم الاستهزاء والسخرية بهم ناهيك عن قتلهم والاعتداء عليهم
فعاقبة مثل هذه العنصرية وتركها تكبر وتعظم ستكون عظيمة وسيعود شرها في النهاية عليهم وعلى بلدانهم
إن المسلمين أصبحوا بعض شعبهم ومواطنيهم وتواجدهم بين ظهرانيهم لا مفر منه .. شاؤا أم أبوا ...
ولا يمكن تجاهل عشرات الملايين من المسلمين هناك أو قتلهم أو إبعادهم
و ستكون العاقبة أليمة عليهم
ويومها سيتمنون لو ما أشعلوا نار الهيجاء ولا أوقدوا أوارها ....
بقلم كرم مبارك
¥