تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أبغي المساعدة يا وجوه الخير]

ـ[رمضان]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 09:31 م]ـ

قال الله تعالى (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً) [النبأ: 13]

والسراج: حقيقته المصباح الذي يستضاء به وهو إناء يجعل فيه زيت وفي الزيت خرقة مفتولة تسمى الذُّبَالة تُشْعل بنار فتضيء ما دام فيها بلل الزيت.

والكلامُ على التشبيهِ البليغ والغرض من التشبيه تقريب صفة المشبّه إلى الأذهان كما تقدم في سورة نوح.

وزيد ذلك التقريب بوصف السراج بالوهّاج، أي الشديد السَّنا.

والوهاج: أصله الشديد الوَهج (بفتح الواو وفتح الهاء، ويقال: بفتح الواو وسكون الهاء) وهو الاتقاد يقَال: وَهَجَت النار إذا اضطرمت اضطراماً شديداً.

ويطلق الوهاج على المتلألىء المضيء وهو المراد هنا لأن وصف وهاج أُجريَ على سراج، أي سراجاً شديد الإِضاءة، ولا يقال: سراج ملتهب.

قال الراغب: الوَهجُ حصول الضوء والحرِّ من النار. وفي (الأساس) عَدَّ قولَهم: سراج وهاج في قسم الحقيقة. وعليه جرى قوله في (الكشاف): (متلألئاً وقَّاداً. وتوهجت النار، إذ تلمظت فتوهجت بضوئها وحرّها) فإذن يكون التعبير عن الشمس بالسراج في هذه الآية هو مَوقع التشبيه.

ولذلك أوثر فعل: (جعلنا (دون: خلقنا، لأن كونها سراجاً وهّاجاً حالة من أحوالها وإنما يعلق فعل الخلق بالذوات.

فالمعنى: وجعلنا لكم سراجاً وهّاجاً أو وجعلنا في السبع الشداد سراجاً وهّاجاً على نحو قوله تعالى: (ألم تروا كيف خلق اللَّه سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً) (نوح: 15، 16) وقوله: (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً) (الفرقان: 61) سواء قَدَّرْتَ ضمير (فيها) عائداً إلى (السماء) أو إلى (البروج) لأن البروج هي بروج السماء.

وقوله: (سراجاً) اسم جنس فقد يراد به الواحد من ذلك الجنس فيحتمل أن يراد الشمس أو القمر.

المساعدة ياللي أبغاها منكم الحين يا وجوه الخير تفسرون لي ويش قال في الأساس.

ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[25 - 06 - 2009, 12:10 ص]ـ

أختي الكريمة:

الأساس هو كتاب لجار الله الزمحشري - رحمه الله -واسم الكتاب: أساس البلاغة وهو عبارة عن معجم لغوي وميزته أنه يذكر المعاني الحقيقية للكلمات العربية ثم يذكر بعدها المعاني المجازية لها،

وفي الموضع المذكور في مشاركتكم:

وفي (الأساس) عَدَّ قولَهم: سراج وهاج في قسم الحقيقة. وعليه جرى قوله في (الكشاف): (متلألئاً وقَّاداً. وتوهجت النار، إذ تلمظت فتوهجت بضوئها وحرّها).

يعني أن الزمخشري جعل سراجاً وهاجاً من الحقيقية لا من المجاز وهذا كلامه بتمامه في أساس البلاغة مادة وهج قال رحمه الله:

"و ه ج: للنار وهجٌ شديد وتوهّج، وقد وهجت تهج وهجاً ووهجاناً ووهجت توهج وهجاً، وسراج وهّاج.

ومن المجاز: توهّج الجوهر: تلألأ. وتوهّجت الرائحة. وقال في صفة الروضة: نوارها متباهج يتوهج وإن يومنا لوهج: شديد الحر، وقد توهج يومنا، وتوهّج حرّه" انتهى كلامه رحمه الله.

وكما ترين أنه ذكر قولهم: سراج وهاج في قسم الحقيقة فهو إذاً يعده من التعبيرات الحقيقية ثم بدأ يذكر الاستعمالات المجازية لهذا اللفظ فقال ومن المجاز توهج الجوهر ..... إلخ

ولم يختلف قول الزمخشري في الكشاف عن قوله في الأساس ففسر سراجاً وهاجاً على الحقيقة ولم يجعله من المجاز والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير