[مغالطات " شجرة الحياة " رد على صحافي مستفز ..]
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 12:25 م]ـ
كتب الأخ سالم حميد وهو كاتب عمود أسبوعي عنوانه (5 دقائق) في جريدة الإمارات اليوم في يوم الأربعاء 10/ 6/ 2009 في الصفحة العاشرة
مقالاً مستفزاً
بعنوان (شجرة الحياة)
وجاء فيه:
فريدريك، شاب فرنسي مسيحي، يعدُ حالياً من أشهر ناظمي فنون المدائح الصوفية في مدينة فاس المغربية وأكثرهم احترافاً غناء وعزفاً على آلاتٍ موسيقية مختلفة، ويتكلم اللغة العربية واللهجة المغربية بطلاقة. استهوته الفنون الصوفية منذ أكثر من سبع سنوات حتى أتقنها وأصبح من أشهر ناظميها رغم ديانته المسيحية، وذلك لأن الصوفية السمحاء وبغضّ النظر عن ديانة مريديها، تعمل على تهذيب النفس البشرية بامتلاك قلوب الناس وإشاعة المحبة والإشارة إليها بالبنان وتطرب القلوب بالمدح والثناء عليها حتى تصل إلى درجة العلو والرفعة.
تحية عطرة مفعمة بالود والتقدير من مدينة فاس التي اختتمت منذ يومين مهرجانها الروحي الصوفي العالمي تحت شعار «شجرة الحياة»، حيث تقوم هذه المدينة الصغيرة سنوياً منذ العام 1994 باستقطاب مجموعة واسعة من فرق الطرق الصوفية الإسلامية والمسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية ومختلف الطوائف الأخرى، لعرض وإنشاد ألوان مختلفة من الأغاني الروحية، بالإضافة إلى تظاهرات أخرى كالفنون التشكيلية واللقاءات والمحاضرات العلمية في المسائل الروحية.
وخلال الليالي الصوفية والتي كان لي شرف الاشتراك فيها، جمعتنا جميعاً من مختلف الطوائف والملل رجالاً ونساء وأطفالاً متشابكي الأيدي لنذكر الله ونصلي ونسلم على رسول الله، فكانت رحلة شيقة في جماليات الثقافة الصوفية ورقيها الأدائي والغنائي والشعري، مشكلة جسراً من المحبة من العالم الإسلامي إلى أصقاع الأرض كافة، لكن التصوف وبكل أسف، أساء الكثيرون فهمه ونعتوه بأقذع الأوصاف كعبدة القبور وأصحاب البدع! فمنذ متى أصبح تجميل قبور الأتقياء عبادة لها؟ وهل أصبح الغناء والإنشاد الراقي وجمالياته من البدع؟! على الأقل، الصوفية تزكي النفس من الدنس، وتعلم المحبة وتبغض الكره، وتدعو إلى العلم والتفكر، وبادرت إلى فلسفة الدين في العالم الإسلامي، واستحدثت هوية فنية إسلامية، عكس المكفرين تماماً الذين لا يجيدون سوى لغة الكره والترهيب، الأمر الذي ساعد على تفريخ الإرهابيين باستغلال سيئ مقصود للدين، أما المتصوفون فمن الصعب أن تنطلي عليهم حيلة هؤلاء لأنهم أكثر منهم علماً وفهماً بشؤون الدنيا والدين ولله الحمد.
في قلب مدينة فاس، توالت العروض الغنائية الجميلة من مختلف الأديان لتشكل إنشادا روحيا فكريا، تناغم معه الحضور القادمون من كل حدب وصوب في جو مفعم بالتأثر والتأمل، فالأغنية الصوفية تختلف عن الأغنية العادية في قدرتها على فرض الاستمتاع شدواً على المستمع لتجبره على الترنح طرباً عندما يسمعون الكلمة والصوت اللذين راوحا بين التغني بحب الله ورسوله الكريم عليه السلام، فيحلقون عبر أنفسهم ويشعرون بالسمو الروحي، أما الموسيقى الأندلسية فكانت الأروع خلال المهرجان، وكذلك العروض الراقصة التي جعلت من الحاضر يندمج مع الراقص في مشاعر روحية ترقى بأنفسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي،
صحيح أن الثقافة الصوفية ضاربة في القدم، لكن لولاها لما كان من المستطاع جمع فريدريك وبنيامين وسالم في طقس مشترك مملوء بالمحبة والتسامح.
وأنا هنا لم أضع هذا المقال للدعاية له ولا مفنداً لبطلان المذهب الصوفي وكشف عواره فقد بات مكشوفاً للمسلمين والحمدلله ولكن ردي هناك لكشف بعض المغالطات الواردة فيه والرد عليه بالدليل العلمي
أقول وبالله التوفيق ...
هل الأخ الكاتب جاهل أم يتجاهل أم إن شأنه كشأن بعض كتاب الأعمدة في الصحف يريد أن يتسلق سريعاً فما وجد إلا الدين والكتابة فيه بسذاجة واستهبال كمدخل للترقي في هذه الدنيا الفانية (وأنا أبريء أخي الكاتب الشاب ابن حميد من جميع هذه الصفات وأقول حشاه ذلك)
ولكني أقول له ولغيره من الكتاب الذين يلفظون الكلمة ولا يعلمون أبعادها، أما علمت هدانا الله وإياك أن لكل كلمة تبعات وويلات و حساب وعقاب وإن كانت بحسن نية وعدم علم
قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
وقال تعالى:
¥