تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما ضل من استشار ولا خاب من استخار]

ـ[الظل]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 03:32 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي ارتفت مطارح الفكر جلالته وجلت عن مطامع الهمم عزته وتعالت عن مشابهة الأنام صفته , وصلى الله على سيد الأنام وبدر التمام وعلى آله وصحبه الكرام ... ثم أما بعد:

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

لقد غبت طويلا عن أفضل منتدى والله الذي لا إله إلا هو إنني كمن هو في الحكمة القائلة (ضرورات الأحوال تذل رقاب الرجال) وإني في موقفي هذا لأستشيركم أصدقائي بما أغارت به الأيام علي من ستائر أحزانها التي أسدلتها على أنحاء قلبي الذي انفطر حتى ظهر بعض الشيب في ناصيتي لشدة حزني , وإني أريد مشورتكم فيما سأطرحه من قصة حزينه: في إحدى أيام هذا الزمان الكئيب , وبعد أن أغارت الليالي بجلابيب صروفها التعيسة , دارت الرحى علي وأصبحت في حيرة من أمري فيما أصاب أعز أصدقائي , لابل من أصبحت له كالحارس الذي لا ينام فهو لا يغيب عن فكري ولا يجلو حزني غير ابتسامته التي اكتشفت أنها كانت مصطنعة مجاملة لي لما لي من مكانة في المجتمع حولي رغم صغر عمري , ولكني بعد أن دب الجهل في عقله , ذهب عني ونأى , وغاب عن ناظري وانجلى , فكان قراره كالسم الزعاف على قلبي , فجلست ليالي وأيام لا تجف دموعي حزنا لما فعله بي رغم أنه يعلم صدقي , ورغم أنه ليعلم أن ما فعله خطأ , ولكن لم يكن منه إلا أن يلتهمه الندم , ولكني كنت قد شاركت له في مسابقة باسمه وحملت عنه تعبها ونصبها وسابقت عوضا عنه فيها ونلت شهادة باسمه ولكن بعد أن دنى ناقوس الفراق بيننا , فرأيت أن أرسلها مع صديق آخر لي وله فيسلمه إياها , ولربما كانت خيطا قد يعيد أيام الصداقة الخوالي , ولكن الصديق الذي أرسلته بها علم مبتغاي , وتأخر بها حتى كاد عقلي ان يزيغ من مكانه , فتأخر أكثر من شهر رغم أنهما في صف واحد ويدرسان كل يوم تحت سقف واحد , فما كان مني إلا أن عتبت عليه عتابا لطيفا , فقلت له (أتريد أن تجعلني كمن يورد وعدا فيخلفه , لا والذي رفع السماء إن كنت لن تسلمه فأعطنيها أسلمه إياها بطريقة ما) ولكنه نفى هذا وأصابه الخزي وأعطاها إياه ,,, ولكني دخلت في غبة من الشكوك والظنون , ومن الحزن الذي جلبب قلبي من نواحيه فبنى بفعلته هذه حاجزا لا يكاد بين ما كان بيننا من صداقة , ولا أزال أفكر فيما جرى , فهل ترونه صديقا؟؟؟ وماذا أفعل بهذا الشأن؟؟؟ رغم أنه سلمه إياها بعد حوالي خمسة أسابيع منذ أعطيته إياها , وماذا تقترحون أن أفعل بهذا الشأن؟؟؟

قال الشاعر:

لقد مت يوم الفراق موتاً أشد من ... سمام الأفاعي في نقيع العلاقم

- هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ...

ـ[أبو سارة]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 03:59 ص]ـ

وهل وقفت حياتك على هذا الصديق يا أخي!

إذا كان زاهد في صداقتك على الصفة التي ذكرتها فلا بد أن تكون عزيز نفس وتتركه وشأنه، والظاهر من كلامك أنك ملتصق به إلى حد أشعره بالملل مما دفعه إلى الابتعاد عنك.

ولا أخفيك بما شعرت به من غرابة في وصف مشاعرك التي أقرب ماتكون إلى حال عاشق مراهق في واقعة غرامية إلا أنك حورتها في علاقة أخوة وصحبة بين صديقين.

مهما يكن من أمر فالعلاقات الإنسانية بشتى أنواعها لابد أن يعترضها الفتور مع بقاء الألفة وحقوق الصحبة، قال صلى الله عليه وسلم: (زر غبا تزدد حبا)، وقال صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض عدوك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

أرجو أن يتسع صدرك لفرط صراحتي في إبداء الرأي.

دمت مسددا

ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 04:08 ص]ـ

رغم أني لا أجد ما يدعي للزعل والحزن، ولكن أجدها فرصة لأتكلم كلمتين عن الصداقة والصديق هنا:

- يقول الشاعر:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم ..... وبقيت في خلف كجلد الأجرب.

- قال أحد الحكماء لابنه في موعظة: يا بني .. إذا أردت أن تصاحب رجلاً فأغضبه .. فإن أنصفك من نفسه فلا تدع صحبته ... وإلا فاحذره!

- ((ليس كل صديق صادقا وليس كل صادق صديقا بينما الصديق صادق صدوق))

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 04:15 ص]ـ

السلام عليكم أخي الكريم

كم أحزنني ماقرأت من حالك، ولكن اعذرني لأني أؤيد وبشدة رأي الأستاذ أبي سارة

وأذكر أبيات الشافعي رحمه الله إذ يقول:

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ***** فلا خير في خل يجي متكلفا

ولاخيرفي خل يخون خليله ***** ويلقاه من بعد المودة بالجفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها**** صديق صدوق صادق الوعد منصفا

كن قوياً وصارع نفسك بنفسك، ربما تتعذب بادئ الأمر ولكن الإنسان مجبول على النسيان وهذه نعمة من الله في مثل هذه الأحوال، اصبر قليلاً على نفسك تكسب كرامتك وعزة نفسك وماء وجهك، والأيام قادمة بإذن الله وستمحو ماعلق في نفسك من هم وغم وستفخر بقوة إرادتك وعزة نفسك، فتستطيع أن تحب من تشاء ولكنك لاتستطيع أن تجبر ألآخرين على هذا ..

وقد يرسل الله إليك أخاً وصديقاً تعتز بصداقته الحقيقية لا الوهمية القائمة على المصالح والمكاسب الشخصية

وفقك الله وقوى من عزيمتك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير