تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

http://kha-wa-ter.maktoobblog.com/files/2009/05/vol-03.gif (http://kha-wa-ter.maktoobblog.com/files/2009/05/vol-03.gif)

فتتطاير منها ألسنةٌ من جِنْسِهَا فتحرق كل شيء ..

http://kha-wa-ter.maktoobblog.com/files/2009/05/vol-04.jpg (http://kha-wa-ter.maktoobblog.com/files/2009/05/vol-04.jpg)

فذكرتُ ما وصف المَلِكُ به نارَ الآخرةِ فقال سبحانه:

((إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ)) [المرسلات: 31،32]

ففي تفسير الجَلاَلَيْنِ - رَحِمَهُمَا اللهُ -:

((إِنَّهَا)) أي النار ((تَرْمِي بِشَرَرٍ)) هو ما تَطَايَرَ منها ((كَالْقَصْرِ)) من البناءِ فِي عِظَمِهِ و ارتِفاعِهِ.

((كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ)) جَمْعُ جِمَالاتٍ جَمْعُ جَمَل.انتهى كلامُهُما

فانظر يا عبد الله إلى الشراراتِ المنطلِقَةِ من البَرَاكينَ كيف هي عظيمةٌ!! ..

فما بالك بشراراتِ جهنَّمَ و أنت تمرُّ فوقها على الصِّراط!! ..

و قد خَرَجَت من جهنَّم كلاليبٌ تخطِفُ أهلها و تهوي بِهِم فيها!! ..

((وَ إِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياًّ)) [مريم: 71]

فهل نحن من الأتقياء حتى ننجو ((ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا))!!

أم أننا من الظالمين فنقََعُ فيها ((وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ))!!

اللهم خُذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك ..

و لا تَكِلْنَا إلى أنفسنا طرفَةَ عينٍ أبدًا ..

::

[المشهد الثالث]

http://www.awda-dawa.com/vb/images/statusicon/wol_error.gif انقر هنا لمشاهدة الصوره بحجمها الطبيعي. الحجم الاصلي لهذه الصوره هو 800 x533. (http://kha-wa-ter.maktoobblog.com/files/2009/05/vol-05.jpg)

http://www.alqaseda.com/vb/images/statusicon/wol_error.gif تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 800 * 533. http://kha-wa-ter.maktoobblog.com/files/2009/05/vol-05.jpg (http://kha-wa-ter.maktoobblog.com/files/2009/05/vol-05.jpg)

و لقد ذكَّرَتْنِي ثورةُ الغضبِ تلك التي رأيتُها في شدَّةِ انفجارِ البُركانِ بقوله تعالى في جهنَّم:

((تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ)) [الملك: 8]

قال ابنُ كثير - رَحِمَهُ اللهُ -:

وَقَوْلُهُ: ((تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ)) أَيْ: يَكَادُ يَنْفَصِلُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ،

مِنْ شِدَّةِ غَيْظِهَا عَلَيْهِمْ وَحَنَقِهَا بِهِمْ.انتهى كلامُه

إن غضب البركان ليس غضب الطبيعة و لا انتقامها؛

فإن ما في الكون كله من السماوات و الأرض و الجبال مأموراتٌ ليس لهنَّ اختيار و لا إرادة ..

و إنما أنت – أيُّها الإنسان - من له الإرادة و الاختيار فيُحاسبُ عليها ..

((إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا

وَ حَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)) [الأحزاب: 72]

فيا من رأيتَ غضبَ مخلوقاتٍ مأموراتٍ بأمرِ الله عليك ..

يا أيُّهَا الإنسَانُ .. إلَيْكَ .. إلَيْكَ!! ..

إن البُركانَ من غَضَبِ اللهِ ليُرِيَكَ مآلَكَ في الآخرةِ إن لم تَتُبْ و إليه تُنيب!! ..

قد أذن اللهُ للأرض فتفجَّرَت من باطنها النارُ فأحْرَقَتْكَ و ابْتَلَعَتْ دِيَارَكَ و مَتَاعَك ..

فهل ترى أنه قد أذن لخلقه بعقابِك و هو راضٍ عنك!! ..

كلاَّ ..

((وَ مَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَن كَثِيرٍ)) [الشورى: 30]

نسأل الله أن يُعاملنا بِعَفوِهِ و رَحمَتِهِ و لا يُعاملنا بعَدلِهِ ..

((وَ لَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَ لَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى

فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَ لاَ يَسْتَقْدِمُونَ)) [النحل: 61]

فإنَّا أهلُ السوءِ و مستحقُّون للعقاب و العذاب؛ و هو سبحانه ((هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ أَهْلُ المَغْفِرَةِ)) [المدثر: 56] ..

ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[04 - 06 - 2009, 07:13 م]ـ

::

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير