وفي حالة غياب وسائل فعالة للتحكم بإنتشار الفيروس ومراقبته فإنه يمكن للعدوى أن تبقى لمدة طويلة مثلما حدث في المكسيك إذ بدأ الوباء في سنة 1992 بفيروس منخفض وتطور إلى النوع المميت “عالي الأمراض” الذي لم يتم التحكم به حتى سنة 1995م
وكما ذكرنا سالفاً أن فيروس الإنفلونزا يتطور بصفة مستمرة أثناء تكاثره في الجسم المصاب بطريقة التحول التدريجي حيث لا يمكن للجسم بعد ذلك التعرف عليه وتصبح المضادات الجسمية التي تكونت ضده عديمة الفاعلية ويمكن للشخص الإصابة به مرات عديدة
ولكن الخطورة الكبيرة تكمن عندما يتحول الفيروس بطريقة مفاجئة بطفرة جينية التي يمكن أن تحدث بطريقة التمازج بين جينات نوع إنفلونزا الطيور مثل ( H5N1) وفيروس الإنفلونزا البشري فيظهر نوع جديد له صفات فيروس إنفلونزا الطيور من ناحية شدة الإصابة التي تصل إلى الوفاة وكذلك من ناحية أخرى خاصية الإنتشار بين شخص وآخر، عندها يحدث الوباء العام والخطير الذي يهدد المجتمعات الإنسانية كلها حيث لا يمكن للمقاومات الموجودة أو ربما الأدوية المتوفرة حالياً مقاومة مثل هذا الفيروس المتوحش.
مثل هذه النماذج يعتقد أنه بمكن أن تحدث من خلال إصابة الخنازير بنوعي الإنفلونزا ليظهر الفيروس الجديد. وهناك فريق من العلماء يرى وحسب الملاحظات الحديثة لإنتشار المرض أن الإنسان نفسه قد يكون هو حقل التمارج بين نوعي الفيروس عندما يكون مصاباً بالإنفلونزا البشرية ثم يتعرض لإنفلونزا الطيور فقد يظهر هذا الفيروس الخطير ثم ينتقل من شخص لآخر.
وقد كان من المعروف أن كل فصائل إنفلونزا الطيور الخمسة عشر لا تتعدى الطيور أو الخنازير في العدوى إلى أن حدث إنتشار للمرض بين البشر في هونج كونج عام 1997م من خلال فصيلة H5N1 التي أصابت 18 شخصاً توفى منهم 6 أشخاص حيث تزامن هذا من خلال وباء “عالي الأمراض” في الدواجن لم يزل خطره إلا بعد أن قضت السلطات على كامل الدواجن في البلد بأكمله قدرت بالمليون ونصف المليون طائر.
وقد ضعت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية للوقاية من عدوى فيروس إنفلونزا الطيور تتلخص في:
1 - المراقبة والترصد من أجل الاكتشاف المبكر لظهور العدوى بين الطيور المهاجرة، ومنع رحلات الصيد البري لهواة الصيد.
2 - تقليل نقل الطيور بين المزارع المختلفة للتربية، ومنع اختلاط الأجناس المختلفة من الطيور في المكان الواحد.
3 - حظر استيراد الطيور الحية في جميع مراحلها العمرية، أو التي ترد بصحبة الركاب، وكذلك لحوم الطيور المجمدة ومنتجاتها من الدول التي توجد بها عدوى.
4 - في حالة ظهور أي عدوى بين الطيور: ينبغي التخلص نهائيا من كل الطيور الموجودة في المكان، وتطعيم الطيور الأخرى، وأخذ دواء "تاميفلو" أو "ريلينزا" المضاد للفيروس بصورة وقائية بالنسبة للأشخاص المتعاملين معها.
5 - مراقبة المزارع وأماكن تربية الطيور وذبحها للتأكد من سلامتها بيطريا، وكذلك مصانع تجهيز منتجات ولحوم هذه الطيور.
المختبرات المتخصصة:
وحيث أن فيروس الإنفلونزا H5N1 “ عالي الإمراض” فإنه لابد من توفر إحتياطات كافية وصارمة لمنع إنتقال العدوى إلى العاملين في المختبر عند زراعة الفيروس، أو عند تجهيز العينات للفحص المخبري ولا بد من إيجاد مختبر مركزي تحول له جميع العينات المحصلة من المرضى أو الطيور المصابة مع أخذ الإحتياطات اللازمة عند نقل عينات الدم أو الإفرازات الجسمية.
فتؤخذ عينة من دم الطيور لفحصها في المختبر لدى الإشتباه بوجود المرض
إحتياطات الفريق الطبي لدى التعامل مع الحالات المرضية المشتبه بها:
- أخذ الحيطة والحذر الشديدين عند التعامل مع أي حالة مشتبه بها وتغسيل اليدين فنياً قبل وبعد التعامل مع أي حالة.
- إستعمال الكمامات وقفازات اليدين وأغطية الجسم الكاملة الصالحة للإستعمال مرة واحدة فقط ليتم التخلص منها مباشرة بطريقة صحيحة.
- لبس النظارات الواقية عند الإقتراب من المصاب لمسافة متر واحد أو أقل.
- يوضع المريض في غرفة معزولة لها خاصية ضغط الهواء السلبي حيث يتغير الهواء 6 - 12 مرة كل ساعة تقريباً. وينصح باستعمال كمامات مفلترة للهواء عند دخول غرفة المريض.
الحذر الشديد واعتماد تعليمات الوقاية ضروري عند التعامل مع المرضى
وسائل الوقاية الشخصية:
¥