[الإقناع القوة المفقودة (أساليب راااائعة جدا)!!]
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 05:18 م]ـ
الإقناع القوة المفقودة
أحمد بن عبد المحسن العساف
تروي بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه؛ وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد والرجل يزداد تمسكاً بمعطفه وإصراراً على ثباته وبقاءه حتى حل اليأس بالرياح فكفت عنه؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا. وجاء دور الشمس فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها فما أن شاهدها حتى خلع معطفه مختاراً راضياً ...
إن الإكراه والمضايقة توجب المقاومة وتورث النزاع بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة ويقودان للتغيير بسهولة ويسر ورضا. إن الإقناع كما هو الحوار لغة الأقوياء وطريقة الأسوياء؛ وما ألتزمه إنسان أو منهج إلا كان الاحترام والتقدير نصيبه من قبل الأطراف الأخرى بغض النظر عن قبوله.
والقرآن والسنة وهما نبراس المسلمين ودستورهم وفيهما كل خير ونفع قد جاءا بما يعزز الإقناع ويؤكد على أثره، فآيات المحاجة والتفكر كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه وكمناقشة مؤمن آل فرعون قومه؛ وأما الأحاديث فمن أشهرها حديث الشاب المستأذن في الزنا؛ وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود؛ وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم؛ كل هذه النصوص مليئة بالدروس والعبر التي تصف الإقناع وفنونه وطرائقه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ما هو الإقناع؟
استخدام المتحدث أو الكاتب للإلفاظ والإشارات التي يمكن أن تؤثر في تغيير الاتجاهات والميول والسلوكيات.
ويظهر جلياً من التعريفات السابقة أن الإقناع فرع عن إجادة مهارات الاتصال والتمكن من فنون الحوار وآدابه.وتتداخل بعض الكلمات في المعنى مع الإقناع مع وجود فوارق قد تكون دقيقة إلى درجة خفائها عن البعض؛ ومن أمثال هذه الكلمات: الخداع، الإغراء، التفاوض. فبعضها تهييج للغرائز وبعضها تزييف للحقائق وبعضها مجرد حل وسط واتفاق دون اقتناع وهكذا.
عناصر الإقناع:
1 - المصدر: ويجب أن تتوافر فيه صفات منها:
الثقة: ويحصل عليها من تأريخ المصدر إضافة إلى مدى اهتمامه بمصالح الآخرين.
المصداقية: في الوعود والأخبار والتقييم.
القدرة على استخدام عدة أساليب للإقناع: كلمة، مقالة، منطق، عاطفة، ...
المستوى العلمي والثقافي والمعرفي.
الالتزام بالمبادئ والقناعات التي يريد إقناع الآخرين بها.
2 - الرسالة: لابد أن تكون:
واضحة لا غموض فيها بحيث يستطيع جمهور المخاطبين فهمها فهماً متماثلاً.
بروز الهدف منها دون حاجة لعناء البحث عنه.
مرتبة ترتيباً منطقياً مع التأكيد على الأدلة والبراهين.
مناسبة العبارات والجمل حتى لاتسبب إشكالاً أو حرجاً ولكل مقام مقال.
بعيدة عن الجدل واستعداء الآخرين؛ لأن المحاصر سيقاوم ولا ريب!
3 - المستقبِل: ينبغي مراعاة ما يلي:
الفروق العمرية والبيئية.
الاختلافات الثقافية والمذهبية.
مستوى الثقة بالنفس.
الانفتاح الذهني.
قواعد الإقناع:
1 - أن يكون القيام خالصاً لله سبحانه وتعالى لا يشوبه حظ نفس.
2 - الالتجاء لله بطلب العون والتوفيق ووضوح الحق.
3 - وجود متطلبات الإقناع الرئيسة وهي:
الاقتناع بالفكرة. وضوحها.
القدرة على إيضاحها. القوة في طرح الفكرة.
توافر الخصال الضرورية في مصدر الإقناع.
4 - معرفة شخصية المتلقي وقيمه واحتياجاته مع تحديد ترتيبها. وقد ينبغي عليك تقمص شخصيته لتتعرف على دوافعه
5 - تحليل الإقناع إلى:
مقدمات متفق عليها كالحقائق والمسلمات.
نتائج منطقية مبنية على المقدمات.
6 - الابتعاد عن الجدل والتحدي واتهام النوايا، لأن جعل الطرف الآخر متهماً يلزمه بالدفاع وربما المكابرة والعناد.
عوائق الإقناع:
1 - الاستبداد والتسلط: لأن موافقة الطرف الآخر شكلية تزول بزوال الاستبداد.
2 - طبيعة الشخص المقابل: فيصعب إقناع المعتد برأيه وتتعاظم الصعوبة إذا كان المعتد بنفسه جاهلاً جهلاً مركباً.
3 - كثرة الأفكار مما يربك الذهن.
4 - تذبذب مستوى القناعة أو ضعف أداء الرسالة من قبل المصدر.
5 - الاعتقاد الخاطئ بصعوبة التغيير أو استحالته: وهذه نتيجة مبكرة تقضي على كل جهد قبل تمامه.
6 - اختفاء ثقافة الإشادة بحق من قبل المصدر تجاه المستقبل.
وقفات مهمة:
1 - ما كان الرفق في شيء إلا زانه.
2 - الصدق في الحديث خلة حميدة يكافئ عليها الصادق حتى لو كان في حديثه ما لا ينبغي؛ فلا تعارض بين تصحيح الخطأ ومكافأة الصادق.
3 - سوف تمتلك مهارة الإقناع بدراية وتمكن من خلال متانة المعرفة وسلامة الممارسة؛ وإذا وجدت الموهبة فخير على خير وإلا فالمقدرة وحدها تفي بالغرض.
تقبلوا خالص التحية
دع المساء .. يفعل ُ ما يريد .. واترك .. لمشاعرنا .. تعزَفُ النشيد َ تلو النشيد ..
م ن ق ول
¥