تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المثالية الواقعية بين القبول والرد]

ـ[أبوخالد القاسم]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 04:39 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وبعد،،

الإنسان بطبعه يميل إلى تحقيق الكمال والراحة ولكنه مهما حاول فهو مخلوق ضعيف يعتريه النقص والعيب قال الله (وخلق الإنسان ضعيفًا) المائدة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لن يدخل أحد الجنة بعمله .... إلى أن قال:فسددوا وقاربوا) أي إذا لم تستطيعوا إصابة الحق فاقتربوا منه وهذا فيه إدراك للنقص في النفس البشرية وكل أومر الشرع قائمة على القدرة والاستطاعة قال تعالى (لايكلف الله نفسًا إلى وسعها) وقال: (لايكلف الله نفسًا إلى ما آتاها)،كل هذه النصوص تثبت ضعف الإنسان ولكن في المقابل يحث الدين الإسلامي على التطوير والتحسين ومحاولة الوصول للأفضل ولكن في حدود الطاقة البشرية وهناك نصوص كثيرة تدل على ذلك منها قوله تعالى (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) وقوله تعالى (إن الله لايضيع أجر من أحسن عملاً)،وإذا أردنا أن نطبق ذلك على قضية المثالية الواقعية فإننا سنجد أنفسنا أمام معطيات واحدة تقريبًا فالمثالية تعني في المعنى العام الكمال والأفضل في مجالات الحياة عمومًا والواقعية بعنى الأمور التي تكون في نطاق الطاقة البشرية ويمكن تحقيقها على أرض الواقع وليست في عالم المستحيل،والبشر منقسمون تجاه تلك القضية إلى أقسام:

1) هناك من يسعى جاهدًا ويثابر في حياته للوصول إلى المثالية الواقعية ويبني حياته عليها حتى تصبح أحد مبادئ حياته لكن تكون في حدود طاقاته وقدراته الذاتية فهو لايتكلف كثير عناء في الحصول عليها بل في حدود إمكاناته.

2) هناك من يرضى بالواقع الذي يعيشه ولا يفكر في تطوير نفسه مع قدرته على ذلك فهو لايسعى ولايثابربل ينتقد أفكار القسم الأول بدعوى أن هذا تكلف وأن هذا سيتعب صاحبه في الحياة عمومًا ودائمًا يتذكر حاله الماضي وما كانت عليه الحياة في الزمن الماضي ويقارنها بزمنه الحاضر.

3) هناك من يؤمن بقضية المثالية الوقعية ولكن لايعمل على التطوير والتحسين ويقوم بإرشاد الناس إلى تلك القضية من خلال المناقشات والحوارات وهذا أقل إشكالًا من القسم الثاني فنقده للآخرين يكون إيجابيًا مبنيًا على الواقع أما القسم الثاني فيكون نقده سلبيًا مبنيًا على الحياة الماضية أو أفكاره السلبية تجاه القسم الأول،والله أعلى وأعلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

ـ[أبوخالد القاسم]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 04:46 م]ـ

تصويب:

قوله تعالى (وخلق الإنسان ضعيفا) في سورة النساء

ـ[أبوخالد القاسم]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 04:48 م]ـ

تصويب:

قوله تعالى (لايكلف الله نفسًا إلا ما آتاها) وقوله (إلا وسعها)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير