[أطفالنا وأخطاؤنا.]
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 07:23 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أسعدكم الله بالطاعة والإيمان
كثيرًا ما يعاني الأطفال من عدم وضوح المفهوم الديني لديهم خاصة أن هناك مؤثراتٍ عكسية ً أخرى قد تخالف ما تعلموه من مفاهيمَ دينيةٍ ومعتقداتٍ. ومن هذه التأثيرات العكسية ما يراه في بعض وسائل الإعلام والرسوم المتحركة التي ترسم المسائل الربوبية والإلهية والمسائل الغيبية بشكل مخالف لما تعلمه! أو أنْ يرى الطفلُ ويسمع من مجتمعه كلماتٍ وتصرفاتٍ مخالفة ً لما تعلمه! فالطفل
- مثلاً - يتعلق بالقيم المطلقة مثل: العدل والصدق والحق، ولكن حين يتعامل مع الواقع من حوله يجد أن هذه القيمة المطلقة غير موجودة بالقدر الذي كان يتصوره، وإنما هي نسبية الوجود. كأن يعرف بأن عليه أن يقول الصدق دائمًا،ثم يرى بأن من علمه هذا الأمر هو أول من يكذب، فتنهدم لديه الثقة حينها تحدث فجوة بينه وبين العالم المنافق من حوله، وربما وصلت هذه الفجوة إلى درجة العزلة والإحباط والانسحاب من المجتمع. ومع الوقت يصبح هذا المراهق في مفترق الطرق، فإما أن يتعايش مع الواقع رغم قوانينه التي يرفضها ويتخلى عن المثاليات، وإما أن يختار الطريق الآخر فينعزل عن مجرى الحياة اليومية؛ كي يظلَّ متحفظًا بتصوراته وقيمه. والخطأ هنا أننا علّمنا الطفل الفضيلةَ والصفاتِ الكاملة،ونسينا أن نعلمه أن من طبيعة البشر النقص، وأنهم يأخذون من هذه القيم والأخلاق بنسب متفاوتة.
دعواتي.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 01:14 ص]ـ
جهود واضحة وتشكر عليها كثيراً
والأروع من ذلك مواضيع تمتع من يقرأها
لاأعلم لماذا أستمتع وأنا أقرأ ماتكتب
سلمك المولى
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 02:19 ص]ـ
موضوع ممتاز استاذ عبد العزيز.احسنت الاختيار بوركت
ـ[أبوخالد القاسم]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 11:25 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وبعد،،
بارك الله فيك أخي عبد العزيز على طرح هذا الموضوع وأود أن أضيف ما يمكن التغلب به على مشكة التناقض الذي يراه الطفل في المجتمع من حوله حيث التوجيهات الإسلامية والعادات والتقاليد المجتمعية مقابل ما تبثه أفاعي وسائل الإعلام السامة أو التناقض الحاصل من القدوات في المجتمع (الأب - المدير - المسؤول - ... )،وتتلخص نقاط المعالجة في عدة أمور منها:
1) أن نغرس جذور الثقة في نفوس الأطفال في القدوات أو التوجيهات الشرعية أو العادات والتقاليد وغيرها من خلال التطبيق العملي في الحياة الواقعية أمام العيان.
2) مواجهة موجة السموم الإعلامية من خلال طرح المواد الإعلامية الناجحة والعمل على التغلب على الانفتاح والعولمة بقيادتها نحو ما يخدم مصالحنا وبما يتفق مع تعاليم ديننا.
3) أن ننمي أفكار أبنائنا من خلال الدورات العلمية الشرعية والمهارية والفكرية وغيرها،وتوسيع أفقهم لاستيعاب التناقضات الحاصلة في المجتمع والتأكيد على أنها ليست الأساس بل هي مما شذ وحاد عن الجادة.
4) الإشارة إلى الأحاديث النبوية التي تشير إلى أزمان الفتن وقلة الدين ومن ذلك حديث حذيفة - رضي الله عنه -الذي بدأه بقوله: (كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ... إلخ)
5) إنشاء البيئات الصالحة في المؤسسات التربوية في المجتمع (المسجد - المدرسة -النادي - جماعة الرفاق ..... إلخ) ويتأتى ذلك من خلال استعمار تلك المؤسسات فكرياً وثقافياً ودينياً استعماراً منطلقاً من الكتاب والسنة وكوكبة من العلماء والمصلحين والتربويين والدعاة المخلصين وكل من يمكن له تقديم العون وخدمة المسلمين.
وهناك طرق أخرى كثيرة لاتحضرني الآن والله أعلى وأعلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 01:36 م]ـ
أبا خالد، سلمتَ، وسلمت أفكارك وإضافتك حبيبي.
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 04:48 م]ـ
،ونسينا أن نعلمه أن من طبيعة البشر النقص، وأنهم يأخذون من هذه القيم والأخلاق بنسب متفاوتة.
ربما لم يدركوا بأنه لا عرّاب في الإسلام.