[الموهبة.]
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 03:51 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله ... أسأل الله أن يقبلنا:
منذ السنواتِ الأُوَلِ من عمرِ الإنسانِ وهو يمتلكُ موهبةً تختلفُ من شخصٍ إلى آخرَ. يظهرُها خلالَ اللعبِ، وكأنها تكونُ فطرةً فيه، أو جيناتٌ بداخلِ جسمِه، تتكونُ على هذا السياقِ. وكما ذكر علمُ الاجتماعِ:" أن الموهبةَ قدرةٌ متميزةٌ في كثيرٍ منها وذاتيةٌ، ولكنها تتميزُ بالخصوصيةِ، فالموهبةُ توجدُ لدى الفردُ منذ نشأته لكنها تتبلورُ عن طريقِ التدريبِ والتزويدِ بالمعرفةِ ". فبطريقةٍ لا شعوريةٍ يلبي الطفلُ النداءاتِ الداخليةَ فيه بالميولِ إلى ما يناسبُ هذه الموهبةَ ويشبعُها، فيكونُ هنا دورُ الأسرةِ أو المدرسةِ أو أيٍّ من ذويه بالاهتمامِ بهذه الموهبةِ؛ لتنموَ وتتطورَ بداخلِه ويضعُ أساسياتِها حتى يحققَ بها ذاتَه، ويكملَ طريقَه من خلالها بنجاحٍ.ولكن قد لا تجدُ هذه الموهبةُ اهتمامًا من قِبلِ الأسرةِ أو من ذويه، فيظلُ الناشئُ في صراعٍ بين رغبةِ ذاتِه، وبين صعوبةِ تنميةِ هذه الموهبةِ لعدمِ توفرِ الاهتمامِ اللازمِ لها، فتظلُّ هذه الموهبةُ داخلَه؛ ليصبحَ مهتمًا بما هو بعيدٌ عنها. إلا أنه لا بد أن تصحوَ هذه الموهبةُ في أيِّ مرحلةٍ من عمرِ الفردِ الذي يكونُ فيها مُدركًا لما حوله، ويضعُ قراراتِه بنفسِه، فيعودُ ليهتمَّ بها، وينميَها في هذه المرحلةِ التي يستطيعُ الشخصُ أن ينميَ ذاتَه، ويحققَ موهبتَه كما يريدُ.قد تواجهُ مصاعبَ أشدَّ المصاعبِ التي واجهتْه في طفولتِه، لأن الموهبةَ لا تضمرُ فقط، بل تموتُ لعدمِ توفرِ ما يطورُ هذه الموهبةُ، ويزيدُها قوةً وثراءً داخلَه، ويحييها من جديدٍ، ومن الصعوباتِ التي تواجهُ صعوباتٌ معنويةٌ، وصعوباتٌ ماديةٌ تطغَى على موهبتِه وتكبِتها، مما يؤثرُ على عطائِه في الحياةِ، لأن ذاتَه لم تُحققْ مرادَها، ولم تصلْ إلى حدِّ الرضا. وتكمنُ الصعوباتُ المعنويةُ التي قد تكونُ أشدَّ خطرًا عليه في عدمِ تشجيعِ هذه الموهبةِ من قِبل ذويه،أو رفضِهم لها تمامًا، حيثُ قد تكونُ الأسرةُ جانيةً على الفردِ في تحديدِ ورسْمِ خططِه ومستقبلِه باختيارِ التخصصِ الدراسيِّ له أو المجالِ المِهْنيِّ والتِّقْنِي له متجاهلةً أو متناسيةً قدراتِ الفردِ ومواهبِه.ومن الجوانبِ المعنويةِ المؤثرةِ على شخصيةِ الفردِ: هو حكمُ الأسرةِ والمجتمعِ على أيِّ مهنةٍ أو وظيفةٍ أو عملٍ بأنها مهنةٌ وضيعةٌ ومبتذلةٌ ولا تتناسبُ مع مركزِها الاجتماعيِّ، الأمرُ الذي يجعلُ الفردَ يعيشُ حالةً من التيهِ والضياعِ وفقدانِ الذاتِ. أما الصعوباتُ الماديةُ فهي أشبهُ ما تكونُ بحاجزٍ قويٍّ يحولُ بين الشخصِ وتحقيقِ موهبتِه، وآمالِه وطموحاتِه، التي يقفُ عندها في نقطةٍ معينةٍ لا يفارقُها، ولا يتقدمُ عنها بسببِ المتطلباتِ الماديةِ التي قد تكونُ تفوقُ طاقاتِه وقدراتِه على توفيرِ احتياجاتِ هذه الموهبةِ؛ لتطويرِها. فلكلَّ موهبةٍ أدواتٌ وطرقٌ يحتاجُها الشخصُ ليرويَ عطشَه تُجاهَها، فكلما لبَّى احتياجاتِها زادتْ حاجتُه لمتطلباتٍ أكثرَ، هكذا تظلُ هذه الموهبةُ عبأً على صاحبِها طالما تواجهُ صعوباتٍ لتحقيقِها. فتصبحُ مواهبَ معاقةً أو هالكةً تحتاجُ إلى من يساندُها ويقفُ على جانبها ويمدُّ يدَه لتعطيَ بيدٍ بيضاءَ عطاءً لا حدودَ له يجمعُها حبُّ الفردِ لموهبتِه التي يرى في نفسِه. فهل هناك من يمدُّ يدَه لإحياءِ مواهبَ نتمنى إحياءَها؟!
موفق بإذن الله.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 10:26 م]ـ
وكما ذكر علمُ الاجتماعِ:" أن الموهبةَ قدرةٌ متميزةٌ في كثيرٍ منها وذاتيةٌ، ولكنها تتميزُ بالخصوصيةِ، فالموهبةُ توجدُ لدى الفردُ منذ نشأته لكنها تتبلورُ عن طريقِ التدريبِ والتزويدِ بالمعرفةِ ".
أنا أعتقد أن الموهبة هي حب شيء معين وميول له ونتيجة لهذا الحب والميول يستحث الشخص نفسه لإتقانه وذلك عن طريق التدرب عليه ..
هو حكمُ الأسرةِ والمجتمعِ على أيِّ مهنةٍ أو وظيفةٍ أو عملٍ بأنها مهنةٌ وضيعةٌ ومبتذلةٌ ولا تتناسبُ مع مركزِها الاجتماعيِّ، الأمرُ الذي يجعلُ الفردَ يعيشُ حالةً من التيهِ والضياعِ وفقدانِ الذاتِ.
أما الصعوباتُ الماديةُ فهي أشبهُ ما تكونُ بحاجزٍ قويٍّ يحولُ بين الشخصِ وتحقيقِ موهبتِه، وآمالِه وطموحاتِه، التي يقفُ عندها في نقطةٍ معينةٍ لا يفارقُها، ولا يتقدمُ عنها بسببِ المتطلباتِ الماديةِ التي قد تكونُ تفوقُ طاقاتِه وقدراتِه على توفيرِ احتياجاتِ هذه الموهبةِ
فعلاً أمام هذه الحواجز أنى للموهبة أن تنمو!!!
فهل هناك من يمدُّ يدَه لإحياءِ مواهبَ نتمنى إحياءَها؟!
في هذه الحياة لا يوجد للموهوب سوى الإلتجاء إلى ربه،ثم تنمية ثقته بنفسه والأعتماد عليها والأستغنا عن ذا وذاك ..
وأنا أعتقد أن كثرة العوائق تصقل الموهبة والصعاب تزرع الإصرار إن كان موهوب بحق
وعادة ما يكون الألم رحم الإبداع ..
جزيت خيراً موضوع أكثر من رائع ...
¥